فراشة سيناء
فراشة سيناء


حكايات| «الجميلة السيناوية».. الفراشة الأصغر والأندر يحاصرها تغير المناخ

إنجي خليفة

الخميس، 06 ديسمبر 2018 - 10:37 م

 

على ارتفاع يتراوح بين 1800 إلى 2400 متر فوق سطح البحر، اتخذت فراشة سيناء الزرقاء، الأصغر والأندر عالميًا، من جنوب سيناء وتحديدًا محمية سانت كاترين موطنا لها، إلا أن تواجدها لا يزال مهدد لاعتمادها وبشكل أساسي على غذاء فريد، لا يتواجد سوى على قمم جبال سانت كاترين في مساحات صغيرة للغاية.

 

الدكتور سامي زلط، أستاذ علم الحيوان بجامعة قناة السويس، يقول إن فراشة سيناء، لا توجد في أي منطقة بالعالم سوى في قمم جبال سانت كاترين، وهي تعيش وتتغذى على عشب «الزعيتران» الفريد من نوعه؛ إذ تعيش يرقاتها على براعم النبات وتلتهم الفراشة الكاملة رحيق أزهاره.

 

ويضيف «زلط»، أن الفراشة فريدة كذلك في غذائها الذي يشكل نباتًا نادرًا ومهدد بالانقراض، حيث لا ينمو عشب «الزعيتران» إلا على قمم جبال سانت كاترين في مساحات صغيرة.

 

اقرأ حكاية أخرى: عالم مجنون خطط لإنقاذ أوروبا عبر تجفيف البحر المتوسط

 

حياة «الجميلة السيناوية»، كما يطلق عليها، تهددها التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف، التي تؤثر على نبات «الزعيتران»، فضلا عن جمعه لأغراض طبية، بالإضافة إلى الرعي الجائر الذي يستنزف النبات، بحسب «زلط».

 

 

حجمها الدقيق

 

الرسام العلمي، أحمد غيث، والذي رسم الفراشة النادرة وأمدنا ببعض الرسوم والصور للحشرة الفريدة، يؤكد أن حجم الفراشة يتراوح من ٦.٥ إلى ٩.٥ ملليمتر عرضًا من الجناح إلى الجناح، لافتا إلى أن المعلومات عن الفراشة كانت شحيحة قبل رسمها، وكونها تتواجد فقط في سيناء جعل من مهمة رسمها صعبة للغاية. 

 

ويؤكد أن ندرة المعلومات عنها وقت رسمها منذ 12 سنة كانت عائقا نظرا لعدم تواجدها في أي منطقة في العالم، مما جعله يهتم بتفاصيل كثيرة والبحث بدقة عن المعلومات الخاصة بها. 

 

ويتابع «غيث» قائلا: «كونها دقيقة ونادرة وغير موجودة إلا في مصر كنت مهتم جدا نظرا لأن عدد قليل جدا من الناس ممن تمكنون من رؤيتها بالإضافة إلى أن الرسم العلمي الذي أقوم به من مهامه هو رسم الكائنات للأشخاص الذي لم تتح لهم الفرصة رؤيتها ودوري كان أعرف الجميع تفاصيلها  قبل القيام  بتوثيقها ضمن كتاب يضم فرشات مصر».

 

وأوضح: «تم إعادة رسمها أكتر من مرة لتوضيح الفرق بين الذكر والأنثى والنسب الخاصة بها».
 

اقرا للمحرر:  «بكرسي متحرك وجناحين».. أسامة كمشاد يحلق بجوار قمة خوفو

 

خطر «الأغراض الطبية»

 

محمية سانت كاترين نفذت برنامجًا لحماية الفراشة من الانقراض، يقوم على تحديد منطقة تواجدها داخل المحمية وتطويقه؛ حيث يمنع الرعي وجمع «الزعيتران» في منطقة تواجدها لحمايتها من الانقراض، بحسب «زلط».

 

وعقدت محمية سانت كاترين، اتفاقًا مع البدو قاطني المنطقة، يهدف للحد من الرعي في مناطق تكاثر نبات  «الزعيتران» الذي تعتمد عليه الفراشة.

 

وزارة البيئة من جانبها، أطلقت حملة واسعة للتحذير من انقراض فراشة سيناء الزرقاء، تحت شعار «معاً للحفاظ على فراشة سيناء الزرقاء»، ونشرت محمية سانت كاترين مطبوعات خاصة بالفراشة.

 

اقر أ حكاية أخرى: من المقلب للعالمية.. مصري يحول «الزبالة» إلى موسيقى

 

لون لكل مرحلة

 

تكوين الفراشة يمر بمراحل متعددة، البداية تكون «بيضة» في نبات «الزعيتران»، وهي المرحلة التي تواجه بعض الصعوبات بسبب النمل الذي يتغذى عليه، وبعدها تفقس لتخرج يرقة بحجم 2-3 سم بلون أصفر فاتح، وبعد فترة تصبح اليرقة بطول 5 سم ويتحول لونها إلى الأخضر، وعندما تكبر تكون مهددة من النمل الأسود والأحمر ثم تصبح بعد ذلك عذراء «شرنقة».

 

بعد 21 يومًا تخرج الفراشة وتكون أجنحتها ضعيفة فتعجز عن الطيران، فتكون عرضه لافتراس العناكب لها، وعندما تكون قادرة على الطيران بعد فترة تتقابل الذكور والإناث عندها، ليحدث التزاوج وتبدأ دورة حياة جديدة.

 

رمز سيناء

 

خلال مؤتمر الأطراف الرابع عشر لاتفاقية التنوع البيولوجي الذي أقيم نوفمبر الماضي في شرم الشيخ، شاركت جمعية النباتات الطبية ومحمية سانت كاترين، بماكيت فراشة سيناء الزرقاء باستخدام إعادة تدوير أغلفة الكتب والكراسات القديمة بأيادي أطفال سانت كاترين.

 

وقالت صابرين رشاد إبراهيم، باحث شؤون بيئة بمحمية سانت كاترين، إن ذلك يأتي خلال برنامج التوعية والتثقيف البيئي بفراشة سيناء الزرقاء المتوطنة بمنطقة الجبال العالية بمحمية سانت كاترين.

 

وتأتي هذه اللفتة للتعريف بالفراشة النادرة، كرمز للإقليم المصري الذي يتمتع بصفات خاصة وميزات دون باقي مناطق المحروسة.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة