الرئيس التنزاني يستقبل د.مصطفى مدبولي
الرئيس التنزاني يستقبل د.مصطفى مدبولي


الرئيس التنزاني للمصريين: نحبكم ورفضنا التأثير في حصة مصر من مياه النيل

أحمد عيسى- إيمان الخميسي

الأربعاء، 12 ديسمبر 2018 - 11:04 م

خلال الاحتفال بتوقيع عقد إنشاء مشروع سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي الواقع في "محمية سيلوس"، المملوك لوزارة الطاقة التنزانية، والفائز بتنفيذه التحالف المصري لشركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، بقيمة 9ر2 مليار دولار، ألقى عدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي بتنزانيا كلمات أعربوا خلالها عن دعمهم لمشروع السد، ورتلوا الدعوات لنجاح المشروع، كما تقدموا بالشكر لمصر على المشاركة في تنفيذ هذا المشروع المهم لبلدهم.

 

جاء ذلك في حضور الرئيس التنزاني الدكتور جون ماجوفولي، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وعدد كبير من الوزراء والمسئولين من البلدين.

 

وألقى الرئيس التنزاني الدكتور جون ماجوفولي، كلمة رحب في بدايتها بالدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والوفد المرافق له، قائلًا: هذه دولتكم، وأشكركم لأنكم سافرتم، بلدًا بعيدًا لتشهدوا توقيع هذا العقد المهم، ولتشاهدوا أيضًا ما يحدث من تقدم في بلدنا فتنزانيا ومصر لهما علاقات ممتدة لسنوات طويلة، قبل مجيء الاستعمار؛ حيث كان هناك تجار من مصر يأتون إلى شواطئ تنزانيا، وأعطونا الثقافة، واللغة العربية، وبعض أنواع الموسيقى؛ لذا فالعلاقة موجودة منذ سنوات، ودُعمت بطريقة كبيرة بين الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وزعيم الأمة التنزانية موالمو نيريري، حيث كان لديهما علاقة متميزة، ورؤية متقاربة في مختلف القضايا، وانطلاقًا من ذلك مصر وتنزانيا، كان لديهما دور كبير في تأسيس الاتحاد الإفريقي، وتوحدت رؤاهما حول قضايا كثيرة لمصلحة الشعبين.

 

وقال الرئيس التنزاني، مخاطبا الوفد المصري: نحن التنزانيون نحبكم كثيرا، ولدينا أماكن بديلة كنا نستطيع أن ننفذ بها السدود، على نهر آخر، كانت من الممكن أن تؤثر في حصة مصر من مياه نهر النيل، لكن رفضنا ذلك، لأننا نحب المصريين ولا يمكن آن نؤثر على كمية المياه المرسلة لهم ولذا أطالب الشركة المصرية، بالاهتمام بالمشروع، وإنجازه في التوقيت المحدد.

 

وأضاف الرئيس التنزاني: نحن هنا لنشهد توقيع عقد تشييد السد، وأنا سعيد جدًا، بصفة خاصة، فكما تعرفون أفكار بناء السد بدأت منذ 40 عامًا تقريبًا، وكانت هناك دراسة بين تنزانيا والنرويج بشأنه، ولكن لأسباب مختلفة، منها عدم وجود تمويل لم يتم تشييد السد، ولذا أنا سعيد جدا لأنه بعد 40 سنة من أفكار بناء السد سنتمكن من تشييده، ومن موارد دولتنا، والبرلمان وفر الميزانية والموارد المالية جاهزة، ولن نتأخر، والأمر المفرح جدًا أن الشركة التي ستشيد السد، هى الشركة الصديقة، المقاولون العرب، وأنتم تذكرون في كتبنا أننا درسنا أن المسيح عندما أراد أعداؤه قتله فرّ إلى مصر، ونحن كذلك فررنا إلى مصر، ونحن متأكدون أن هذا المشروع سينفذ في وقته، وأشكر الرئيس السيسي والحكومة والمصريين، وقد تحدثت مع الرئيس السيسي كثيرًا، وكان يؤكد أن المشروع سينفذ، وحكى لي عن المشروعات التي نفذت في مصر، ويكفى الأهرامات التي شيدها المصريون.

 

وهنأ الرئيس التنزاني الدكتور جون ماجوفولي شعبه، وشركة المقاولون العرب بالمشروع، مؤكدًا أن هناك شركات كبرى سبق وتقدمت لتنفيذ المشروع، الذي سيساعد في تطور وتقدم تنزانيا، عبر الإسهام في توليد الكهرباء بأسعار رخيصة، وإنشاء المصانع، مطالبًا شركة المقاولون العرب، بإنجاز المشروع في المدة المحددة.

 

وأضاف: الرئيس السيسي قال لي إن المقاولين العرب نفذت أنفاق قناة السويس، والمصريون نفذوا قناة السويس الجديدة في عام واحد، لأنهم عزموا على بناء وطنهم، ويحبون وطنهم، ومصر قديمًا حينما أرادت بناء الأهرامات تم بناؤها، واليوم كل المهندسين في أي مكان يحاولون أن يعرفوا كيف تم بناؤها، ولا يستطيعون، لا أحد يعرف كيف تم بناء الأهرامات بهذه الأحجار الكبيرة، وليس هناك أي أهرامات في العالم مثل الموجودة بمصر، ويأتيها الزوار من كل دول العالم، ولذا أدعو التنزانيين أن يكون لديهم عزيمة وقوة، من أجل تطوير دولتهم وأن نتشارك في بناء تنزانيا وأن يعمل كل منا بجد.

 

وأكد الرئيس التنزاني ثقته في العامل المصري الذي يصنع التاريخ، لافتًا إلى أنه عندما تحدث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد له أن الشركة جاهزة لتنفيذ المشروع، وأنه سيضعه تحت رعايته، وكان يتمنى أن يكون موجودًا اليوم، "لكن قلت له انتظر حتى وضع حجر الأساس".

 

وقدم الرئيس التنزاني الشكر لمصر والمصريين الذين جاءوا بوفد رفيع المستوى، برئاسة رئيس مجلس الوزراء، ما يؤكد عزم المصريين، وجاهزيتهم لبناء السد.

 

وأضاف أنه عمل في وزارة البناء لمدة 20 عامًا لم يشهد خلالها حضور هذه القيادات الدينية لتوقيع عقد، ما يؤكد أن مشروع السد مبارك، "وأن الله سيساعدنا، فلا يمكن مع وجود كل هذه الدعوات من رجال الدين أن نعجز.. لا يمكن".

 

وأوضح ماجوفولي أن مشروع السد ليس لدين معين، أو حزب، أو قبيلة، ولكنه مشروع للتنزانيين، موجهًا الشكر لفريق العمل بالمشروع، الذين بذلوا قصارى جهودهم ليل نهار، لإنجاز اتفاق المشروع، مع أشقائهم المصريين، وعمل الجميع عملًا جادًا.

 

ووجه الرئيس التنزاني كلمة لأجهزة الأمن، قائلًا "هذا المشروع مشروعكم، أنتم الذين ستحمونه، وتحمون كل من يعمل به، وكلمة للتنزانيين خاصة الشباب.. هذه فرصة للعمل، حيث سيوفر المشروع عددا كبيرا من فرص العمل.

 

واختتم كلمته قائلا: الله يبارك تنزانيا، ويبارك مصر، ويبارك هذا المشروع.

 

وقال وزير الطاقة التنزاني، خلال الاحتفال: هذا المشروع تاريخي بالنسبة لتنزانيا، فقد تم التفكير فيه منذ نحو 40 عامًا، وتم إجراء عدد كبير من الدراسات، ولم تُفعل هذه الدراسات إلا هذا العام، مشيرًا إلى أن المشروع سيعمل على توفير الطاقة، وسيساعد في الإنتاج الصناعي، فضلًا عن توفير المياه.

 

وأضاف "المشروع سيشيده تحالف شركتي المقاولون العرب والسويدي إلكتريك، وسندخل في تاريخ العالم، بأننا نشيد سدًا من أكبر سدود العالم، حيث سيحتل المرتبة الـ60 على العالم، والرابعة في إفريقيا، وسيكون في المرتبة الأولى بدول شرق إفريقيا.

 

وألقى رئيس البرلمان التنزاني كلمة أشاد فيها بالمشروع، وأهميته، وتقدم بالشكر لرئيس الوزراء، والوفد المرافق له.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة