جانب من فعاليات المؤتمر
جانب من فعاليات المؤتمر


تفاؤل حذر يسيطر على أجواء ختام مؤتمر الشرق الأوسط للحديد بدبي 

بوابة أخبار اليوم

الخميس، 13 ديسمبر 2018 - 04:50 م

دبي: وليد عبد العزيز - يحيى نجيب

اختتمت أمس فعاليات الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الشرق الأوسط للحديد والذي نظمته الشركة العالمية المتخصصة في مجال صناعات الحديد والصلب "ميتال بوليتان بمدينة دبي وشارك فيه نحو 800 شركة متخصصة في مجال  صناعة الحديد والصلب من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأجمع المشاركون في المؤتمر على ضرورة استكمال التواصل بين كافة الأطراف الإقليمية للوصول إلى صيغة تضمن حماية الأسواق العربية والشرق أوسطية من مخاطر تسويق الفئة العالمي في أراضيها مع الحفاظ على الصناعات القائمة وتطويرها طبقا لأحدث نظم التكنولوجيا.

وترأست مصر الجلسة الأولى في اليوم الأخير للمؤتمر، حيث قدم  جورج متى رئيس قطاع التسويق بشركة حديد عز عرضاً حول أسواق الصلب بالمنطقة، بعنوان: " شمال أفريقيا مسار نمو سريع"، وأجاب عن عدة تساؤلات هامة، بدأها بتوضيح لماذا يعتبر سوق شمال أفريقيا سوق هام وجذاب لصناعة الصلب.

وأشار إلى أن أسواق المنطقة لديها قدرات على النمو تفوق أسواق العالم الأخرى مثل أسواق أسيا والشرق الأوسط، وأوضح أن الأداء الاقتصادي بالمنطقة كان أفضل خلال السنوات الثلاث الأخيرة وان توقعات صندوق النقد الدولي يشير لاستمرار ذلك الأداء حتى عام 2020 ليصل معدل نمو الناتج القومي للمنطقة عام 2019 إلى حوالي 4.6%. وهو ما سينعكس على القطاعات المستهلكة للصلب لتصل لمعدلات نمو أكبر من تلك في منطقة الشرق الأوسط أي دول مجلس التعاون الخليجي وإيران ودول شرق البحر المتوسط.

وأشار إلى أن منطقة شمال أفريقيا تساهم بحوالي 23 مليون طن (أو ما يعادل 31%) من إجمالي استهلاك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والذي يبلغ 74 مليون طن، بل أن متوسط النمو السنوي لاستهلاك الصلب بمنطقة شمال أفريقيا منذ عام 2005 قد بلغ 5.6% في حين أن متوسط النمو العالمي 3.6%. كما ركز على توقعات صندوق النقد الدولي بتسارع نمو الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة خلال عام 2019، وخاصة في مصر التي تعتبر أكبر أسواق الصلب بالمنطقة والتي من المتوقع أن يبلغ معدل نمو الناتج القومي بها 5.5% بها خلال عام 2019.

وأوضح أن السبب الرئيسي للنمو المتسارع على الطلب بالمنطقة هو حجم النمو في قطاع التشييد والبناء والذي يعتبر أهم القطاعات المستهلكة لمنتجات الصلب، حيث انه منذ عام 2005 فإن النشاط في ذلك القطاع بالمنطقة قد بلغ معدل نمو 7.3% سنوياً بالمقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 2% فقط، ومتوسط الشرق الأوسط الذي يبلغ 5.1%.

وقال انه نظراً للتحسن الاقتصادي، فإن التوقعات تشير إلى استمرار النمو في نشاط قطاع التشييد والبناء بمعدل أعلى من 4% في المستقبل القريب.

وألقى متى الضوء على ثاني أهم قطاع من القطاعات المستهلكة للصلب وهو القطاع الصناعي، كصناعة السيارات والصناعات المعدنية وقطاع استخراجات النفط والغاز والتي سيكون لها نصيب من ذلك النمو ولكن بنسبة أقل، حيث يتوقع أن يصل النمو بذلك القطاع إلى 2.9% خلال العام القادم – وهو ما يتماشى مع معدلات نمو القطاع الصناعي حول العالم - بعد أن بلغ متوسط نموه خلال الاثنى عشر عام الماضية حوالي 1% فقط. وبناء على ذلك فيتوقع رئيس قطاع التسويق بحديد عز أن تصل معدلات نمو استهلاك الصلب بالمنطقة خلال العام القادم حوالي 4.4% ليصل إلى 24 مليون طن.
 وأشار إلى أن جاذبية سوق شمال أفريقيا يرجع إلى أن متوسط استهلاك الفرد من الصلب بالمنطقة هو أقل من المتوسط بالمناطق الأخرى وبالتالي فإن احتماليات النمو موجودة وبشكل قوي عند ربطها بالنمو الاقتصادي الحالي بالمنطقة، حيث من المتوقع أن يصل متوسط استهلاك الفرد من الصلب بالمنطقة حوالي 113 كيلوجرام خلال العام القادم وهو يعتبر ضعف متوسط استهلاك الفرد بالمقارنة بعام 2005، ورغم أن تلك المعدلات أقل من مثيلتها في منطقة الشرق الأوسط التي تصل إلى 334 كيلو للفرد ولكنها وصلت إلى معدلات مستقرة في حين أن أسواق شمال أفريقيا لازال لديها القدرة على النمو.
ثم طرح متى تساؤل أخر وهو هل تحصل المنطقة على إمدادات من الصلب تغطي ذلك الطلب المتزايد؟ وفي هذا الشأن أشار إلى أن دول المنطقة لديها طاقات إنتاجية كافية حيث أن إجمالي الطاقات تقدر بـ 38.7 مليون طن في حين أن الاستهلاك بلغ 23 مليون طن خلال العام الحالي، أي أن الطاقات المتاحة تبلغ أكثر من مرة ونصف من حجم الاستهلاك وهو أحد الأسباب الذي أدى إلى انخفاض الواردات خلال العاميين الماضيين.
 
ثم انتقل رئيس قطاع التسويق بحديد عز إلى السوق المصري حيث أشار إلى أن الطاقات الإنتاجية المحلية تستطيع تغطية حجم الطلب بالسوق وتفيض، بدون الحاجة إلى الاستيراد، والدليل على ذلك أن المنتجين المحليين استطاعوا تلبية احتياجات مصر من حديد التسليح خلال العام الماضي رغم الانخفاض الحاد في وارداته (تعدى معدل الانخفاض 70%). وأضاف أن واردات مسطحات الصلب التي تستخدم في الصناعات المختلفة تخترق السوق المصري بكميات كبيرة حيث تقترب من نصف احتياجات السوق المحلي تقريباً، وعند مقارنتها بالأسواق الأكثر استهلاكاً لمسطحات الصلب مثل أمريكا والدول الأوروبية فإن الاعتماد على الواردات في مصر يبلغ ضعفي أو 3 أضعاف مثيله في تلك الأسواق كنسبة من حجم السوق. بينما في سوق حديد التسليح، فإن حجم الواردات قد بلغ حوالي 20% من حجم السوق عام 2016 ثم انخفض خلال عام 2017 ليصل إلى 6% فقط نتيجة فرض رسوم إغراق مؤقتة في يونيو تبعها رسوم نهائية في ديسمبر من نفس العام. وأشار متى إلى أن عام 2017 يعتبر عام استثنائي للطلب على الصلب في مصر حيث انخفض الطلب على الصلب بشكل عام بنسبة بلغت 13%، وذلك بسبب تراجع معدلات البناء من جانب الأهالي والأفراد، بالإضافة إلى انكماش الطلب الصناعي من القطاعات المستهلكة لمسطحات الصلب.
 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة