" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية
" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية


فيديو وصور| «سحر الطعمجية».. أسطورة دمياطية

محمد قورة

الثلاثاء، 18 ديسمبر 2018 - 04:24 م

"العمل شرف" عبارة رددها العديد من الاجيال في بداية مراحلهم التعليمية خلف مدرسيهم لكن لم يدركون مضمونها في ذلك السن الصغير، وأصبحوا يدركون معناها تدريجيا حتى أيقنها الشرفاء لخروجهم للبحث عن مهنة شريفة يعيشون منها ويوفرون متطلبات حياتهم وأبنائهم.

كما أن هذه العبارة أيضا تستعيدها الأذهان عندما تشاهد أحد يعمل في مهنة شاقة وخاصة إذا كانت سيدة وهذا ما تراه أثناء السير بشارع الجلاء بمحافظة دمياط، عندما تجد سيدة (تعمل على قلاية طعمية) أمام مطعم فول وفلافل شهير فتعودنا في هذه المهنة على الرجال، ولكن "سحر الطعمجية" خرجت عن هذه القاعدة لمواجهة ظروفها كما أنها أرسلت بعملها هذا عدة رسائل للشباب أن العمل الشريف فخر وأن الذي يبحث عن فرصة عمل سيجدها (اللي عاوز يشتغل هيشتغل).

"بوابة أخبار اليوم" التقت هذه السيدة لترصد قصة كفاح رحاب عمر وشهرتها "سحر" تجاوز عمرها الـ35 عامًا سيدة مصرية أصيلة نشأت داخل أسرة محدودة الحال والدها يعمل نجار ووالدتها عاملة، وتدرجت في مراحلها التعليمية حتى حصلت على الإعدادية ونتيجة لظروفها الأسرية لم تكمل تعليمها ومثلها مثل باقي الفتيات انتظرت نصيبها حتى تزوجت ورزقها الله بطفل ولكن سرعان ما تبدل الحال وفشلت حياتها الزوجية وحصلت على الطلاق.

ونجلها كان عمره عام وكانت نفقتها 150 جنيه مبلغ لا يثمن ولايغني من جوع، ونظرا لظروف أسرتها وعدم قدرتهم على رعايتها ونجلها، فقررت الخروج للعمل فالتحقت بالعمل في سوبر ماركت ثم محل دواجن، ثم مطعم وبدأت بالوقوف على الحوض لغسيل الأطباق، ثم كسر الطعمية ثم تعبئة سندوتش ثم تقديم وجبات داخل المطعم ثم تسوية قدرة الفول داخل المخزن لمدة مايقرب من 15 عامًا.

 ومنذ عام تقريبا أصبحت تعمل على "قلاية طعمية" لأنها تطمح أن تكون صاحبة صنعة مميزة عن زملائها وأيضا لأن الأجر أعلى لتستطيع توفير مصاريف نجلها الذي أصبح طالب بالمرحلة الثانوية ولكن هذه المهنة تختلف عن المهن السابقة لأنها تعمل بها لأكثر من 12 ساعة يوميا، حيث يبدأ يومها من قبل الفجر وحتى بعد العصر، حيث تذهب مبكرا لتجهيز احتياجاتها بتقطيع الباذنجان والبطاطس وتجهيز عجينة الطعمية.

 كما أنها في السابق كانت تعمل داخل المحل والتعامل مع الزبائن في حدود أما هذه المهنة تكون خارج المحل في الشارع أمام المارة ولكنها أخذت عهد على نفسها منذ أن بدأت تعمل أن تكون على قدر المواجهة طالما تعمل بشرف وأمانة وأنها لا تنكر أنها في بعض الأحيان تتعرض لمضايقات من بعض الزبائن، لكنها تعرف ترد وبمنتهى الأدب والحكمة، كما أنها أكدت تباين أراء من يشاهدها ويتردد عليها من  الزبائن سواء سيدات أو رجال منهم من يقدرها ويقوم بالدعاء لها بالعون والرزق، والبعض الأخر يطالبها بترك هذه المهنة لأنها مهنة رجال ولا يمكن لسيدة أن تعمل بها.

ولكن قالت سحر إنها تعمل من أجل نفسها وابنها وليس للناس وردي عليهم: (لو احتجت جنيه أنت هتديني) فهذه هي العبارة الصادمة التي يصمت أمامها الجميع، وأكدت أنها مستمرة في عملها حتى يتحقق حلمها ويحصل نجلها على شهادة كبيرة ومرموقة.

وعن رأي ابنها في عملها، أكدت أنه يقدرها ويقدر عملها وسعيد بذلك ويتشرف بها ويأتي إليها هو وزملائه لشراء الساندويتشات ويكون سعيد ويقول لهم أمي ويفتخر بذلك، فأنا علمت نجلي الاعتماد على النفس وأنه يعمل في الأجازة منجد ليساعدني وأكون في قمة سعادتي عندما يطلب مني شيء وأكون قادرة على توفيره فأنسي معاناة العمل.

 واشادت سحر بدور والدتها في مساعدتها في تربية نجلها لأنها تقوم بإعداد الافطار له لأنني اترك المنزل قبل ان يستيقظ.
 

" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية

" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية

" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية

" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية

" سحر الطعمجية " اسطورة دمياطية

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة