سائق مترو: أتعامل مع الانتحار بهذه الطريقة.. والاحتكاك بالركاب «الأصعب»
سائق مترو: أتعامل مع الانتحار بهذه الطريقة.. والاحتكاك بالركاب «الأصعب»


حوار| سائق مترو: أتعامل مع الانتحار بهذه الطريقة.. والاحتكاك بالركاب «الأصعب»

محمد وحيد- نشوة حميدة

الجمعة، 21 ديسمبر 2018 - 02:01 م

-حسن زكي: 23 عاما في قيادة المترو.. ومهنتنا «سهلة ممتنعة»

- أنقل 1000 راكب في الرحلة الواحدة.. و«هزة المترو الجديد» ليس خطأ من السائق

- في هذه الحالة يكون سائق المترو في خطر.. وراتب الـ11 ألف جنيه «فنكوش»

- بهذه الطريقة أنقذت حياة «فتاة شبرا»

 

6 ساعات يقضيها حسن زكي يوميًا في كابينة قيادة مترو الأنفاق منذ 23 عامًا، فيشرف وزملاؤه على مهنة من أكثر الوظائف تأثيرًا ومساسًا بحياة المواطنين في القاهرة الكبرى.

يتبوأ «زكي» مقعد القيادة لقطارات المترو، وينطلق في رحلة دورية، ألف عليها طيلة سنوات عديدةٍ مضت، ومهمته الأساسية أن يصل بالقطار الذي يقوده إلى بر الأمان، ومعه ستصل جموع المواطنين المستقلين للقطار إلى مقاصدهم الذي من أجله تزاحموا داخل عربات المترو.

 

رحلة سائق مترو الأنفاق، كانت مرصدًا لـ«بوابة أخبار اليوم»، لنصاحبه في إحدى جولاته المألوفة بالنسبة له في غرفة القيادة، التي تُسير عربات تحمل مئات الركاب.. تحدثنا معه عن أمور كثيرة تتعلق بالتشغيل والصيانة وطرق التعامل مع الأعطال، وكذلك عن طرق التحكم في أدوات القيادة، وأخيرًا طرق تفادي حالات الانتحار تحت عجلات المترو.

وإلى التفاصيل..

 

-  بداية.. من أين بدأت قيادة المترو؟

أنا حسن زكي، أعمل في قيادة من عام 1996، خريج معهد تعاون إعداد فنيين، وبعد التخرج بفترة عملت في قيادة المترو، لمدة 23 عاما حتى الآن بعد شهور بل وسنوات من التدريب.

 

- هل من الممكن أن تصف مهنتك بكلمة؟

"مهنة السهل الممتنع"، فهي سهلة في حالة تمكن القائد منها والتحكم من ضوابطها لأنها ليست كقيادة السيارة أو قطار السكة الحديد، لكنها تكون "صعبة" لأن من الضروري أن يفهم السائق معنى جميع الرموز التي تظهر على شاشة الكمبيوتر، وكذلك الحرص التام على ملاحظة أي أعطال أو أي صوت يصدر من قطار المترو وتحديد أسبابه لتحديد الأعطال ومعالجتها.

 

- كيف تؤمن كابينة القيادة؟

الكابينة تتكون من عدة أدوات، أبرزها إشارات سمعية وبصرية، وبلف الطوارئ، وكذلك شاشة الكمبيوتر "الأولي"، التي أرى من خلالها الأعطال وكل صغيرة وكبيرة على الشبكة، بالإضافة إلى أدوات فتح وغلق الأبواب، وضبط الإضاءة والتكييف والفرامل، وجميعها يتحكم فيها القائد ويحددها في ثوانٍ ثم يضبط الوضع لتحقيق القيادة الآمنة لأنه مسئول عن حياة مئات المواطنين.

 

- كم عدد الركاب الذين تنقلهم في الرحلة الواحدة؟

حوالي 1000 راكب.

 

- ما الفرق بين الأعطال البسيطة والكبيرة؟

هناك أعطال كبيرة تظهر لنا بشكل مفاجئ، وهي تسبب توقف الحركة، وهنا يتدخل الفني المسئول بمعداته للتعامل وإصلاح العطل فورا، أما الأعطال البسيطة فيمكن للقائد التعامل معها من خلال كابينة القيادة.

 

- كيف تتصرف أثناء حدوث عطل مفاجئ أو في حالة حدوث تعب مفاجئ للقائد؟

أبُلغ غرفة التحكم المركزية "CCB" على الفور، فتمدنا بفني أو سائق احتياطي ومسعف للتعامل مع الأمر دون التأثير على الحركة.

 

- متى تستخدم بلف الطوارئ؟

وقت الخطر، فمثلا في حالات الحوادث والانتحار، وحدث ذلك فعليا مع ركاب قرروا النزول على القضبان بسبب سقوط تذكرته أو هاتفه المحمول لتفادى دهسه، كما أطلقه في حالة حدوث أي شيء يهدد حياة الركاب،ومن الممكن أن لا نستخدمه إلا كل شهور حسب الطوارئ.

 

- ما أبرز المشكلات التى تستقبلها أثناء القيادة؟

"شد يد الطوارئ" أو "بلف التحدث مع السائق" والعبث به من خلال الركاب، وتتكرر تلك الحالات كثيرًا، فعلى الرغم من أن وظيفته هي التحدث مع السائق أثناء الكوارث، إلا أن الكثيرين يعبثون به ويتم تكسيره بدون أسباب.

 

- كيف تتواصل مع غرفة التحكم المركزية؟

نتحدث عن طريق اللاسلكي أو الهاتف المحمول، في حالة الأعطال، فيرسلون لنا فني الصيانة في حالة العطل المؤثر على حركة القيادة.

 

- الركاب يشتكون من الهزة التي تحدث أثناء توقف القطار.. بماذا ترد؟

هذا لأن المترو الجديد منظومته أحدث، وأجهزة الأمان الخاص به شديدة الحساسية، بجانب حداثة الفرامل الخاصة به، لذلك تحدث هزة أثناء الوقوف، وهذا ليس خطأ من السائق.

 

- كم ساعة عمل لقائد المترو يوميا؟

6 ساعات عمل متواصلة، ونركز بشكل مكثف لتحقيق رحلات آمنة للركاب والحفاظ على سلامتهم.

 

- ما أصعب شيء يواجهكم؟

أصعب شيء هو التعامل مع الركاب، رغم أنه من المفترض أن لا نتعامل، ولكن مع الآسف نحتك بهم كثيرا، فأتفاجأ كثيرا بركاب يدقون باب كابينة القيادة أثناء حدوث عطل رغم أن السائق غير مسئول عن ذلك، فنحن حريصون على أمن وسلامة الركاب.

وعلى الرصيف أيضا هناك كثيرون غير ملتزمين بالوقوف الآمن، ومن هنا تحدث الحوادث وحالات الانتحار.

 

- كيف تتعامل مع حالات الانتحار؟

 أثناء دخول القطار على الرصيف، ألاحظ عدم الالتزام بالبعد عن القطارات، فيقف كثيرون على أطراف الرصيف، وهنا أطلق جهاز الإنذار لإبعادهم عن الرصيف حرصا على سلامتهم.

 

- متى يكون سائق المترو في خطر؟

عندما يعبث الركاب في بلف الطوارئ المتواجد في العربات، فهنا يربك السائق ويشتت انتباهه، وكذلك حينما يدقون على كابينة القيادة ويبدءون في سب السائق لأسباب لا أعملها.

 

- هل واجهت حوادث "الموت"؟

واجهت أكثر من مرة محاولات انتحار، وبفضل الله نجحت في التعامل معها وتفاديها، حيث فوجئت بفتاة أو رجل يقفزون أمام القطار.

 

 

وكيف تصرفت؟

 قمت على الفور بإطلاق بلف الطوارئ وتوقيف المترو في أسرع وقت لتفادي دهسه، وحدث ذلك مع فتاة في إحدى محطات شبرا.

 

- وجه رسالة لمن يفكر في الانتحار بالمترو؟

أقول لأي شخص يفكر في الانتحار، اتقي الله، فجميعنا نواجه ظروفا قاسية، وليس ذلك "نهاية الدنيا".

 

 

- وأخيرًا الرواتب.. ما حكاية الـ 11 ألف جنيه؟

كان هناك تصريح منسوب لوزير النقل، يقول إن راتب سائق المترو يصل إلى 11 ألف جنيه، وهذا غير صحيح، فنحن نتمنى ذلك للصرف على أولادنا، ورواتبنا "عمرها ما وصلت للمبلغ دا ولا قربت منه".

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة