حكايات| خالف قسمه العسكري.. طيار حارب دولته لمنع مذبحة
حكايات| خالف قسمه العسكري.. طيار حارب دولته لمنع مذبحة


حكايات| خالف قسمه العسكري.. طيار حارب دولته لمنع مذبحة

إنجي خليفة

الأحد، 23 ديسمبر 2018 - 05:39 م

 

فيما كانت حرب فيتنام على أشدها، لم يتخل طيار حربي بالجيش الأمريكي عن إنسانيته؛ بل ووصله الأمر به إلى مخالفة قسمه العسكري من أجل حماية الأطفال والنساء، ولعب دورًا رئيسيًا في إنهاء مجزرة «ماي لاي»، التي وقعت خلال حرب فيتنام على أيدي جنود أمريكيين.. فكيف كان ذلك؟

 

بدأت قصة الطيار «هيو طومسون»، مع نجاحه في إنقاذ قرية كاملة من المدنيين الفيتناميين، حين قرر الهبوط بالطائرة في القرية أمام الجنود الأمريكيين، ثم هدد جنود دولته بأنه سيطلق النيران من طائرته إذا لم يترك الجنود القرية ويرحلوا، واستجاب الجنود لتهديده وتراجعوا عن مهاجمة القرية.

 

في 16 مارس 1968، قام ملازم بالجيش الأمريكي يُدعى ويليام كايلى وجنوده بتطويق قرية ماي لاي، التي تقع جنوب فيتنام، ثم جمع القرويين العزل، وأمر بإضرام النار في بيوتهم وقتل نحو 500 مدني.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| أسرار مضيفات الطيران.. الطول بـ«المسطرة» وإضافي الراتب بـ«الساعة» 

 

لكن طومسون وطاقمه قرروا التصدي لتلك العمليات، ونجحوا في وقف مذابح القتل، كما تمكن بمساعدة طاقمه في الحفاظ على عددٍ من المدنيين الفيتناميين برفقتهم شخصيًا بعيدا عن الوحدات البرية المتقدمة التابعة للجيش الأمريكي، وضمان إجلائهم جوا، وأبلغ طومسون حينها عن الفظائع التي ارتكبها الجيش الأمريكي هناك عبر موجات الراديو عدة مرات.

 

ولم يكتف الطيار طومسون بذلك؛ بل شهد في عام 1970 ضد المسئولين عن المذبحة، والتي اتهم 26 ضابطا وعدد من الجنود، من بينهم وليام كالي وإرنست مدينا، بارتكاب جرائم جنائية، ولكن تمت تبرئتهم جميعًا أو العفو عنهم.

 

 

وبسبب شهادته هذه، بات طومسون منبوذُا من قبل بعض أفراد الجيش والحكومة الأمريكية، لدوره في التحقيقات والمحاكمات المتعلقة بمذبحة ماي لاي، وكنتيجة مباشرة لما تعرض له من ضغوط، عانى الطيار طومسون من اضطراب ما بعد الصدمة، وإدمان الكحول، والطلاق، وكابوس شديد ظل يلازمه.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| عبد الرحمن صبري..مراهق يمتلك 7 طائرات ومطار

 

ورغم من الشدائد التي واجهته، ظل في جيش الولايات المتحدة حتى 1 نوفمبر 1983، واستمر في كسب الرزق كطيار مروحية في جنوب شرق الولايات المتحدة.

 

وفي عام 1998، وبعد ثلاثين سنة من المذبحة، حصل طومسون واثنان من أفراد طاقمه، وهما جلين أندروتا ولورانس كولبرن، على وسام الجندي (Soldier's Medal)، وهو أعلى وسام بالجيش الأمريكي لشجاعة القائمة على عدم وجود اتصال مباشر مع العدو.

 

 

وخلال العام نفسه، قرر طومسون  وكولبورن، العودة إلى موقع المجزرة للقاء الناجين، ثم في عام 1999 حصل كل من طومسون وكولبورن على جائز «شجاعة الضمير» المقدمة من مؤسسة Peace Abbey.

 

أقرأ حكاية أخرى| لماذا تصر سيدة صينية على لقاء «مضيف مصري» بمطار جوانزو؟

 

وأخيرًا، في عام 2006 توفي هيو طومسون في 6 يناير عن عمر يناهز 63 عامًا لتنتهي حياة طيار حربي لن ينساه التاريخ لشجاعته.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة