أندري راجولينا ومارك رافالومانانا
أندري راجولينا ومارك رافالومانانا


انتخابات مدغشقر| «رافالومانانا» و«راجولينا» وتبادل الأدوار في محاكاة لمشهد 2009

أحمد نزيه

الأحد، 23 ديسمبر 2018 - 11:45 م

كذّب الرئيس المالغاشي الأسبق مارك رافالومانانا صدق نتائج جولة الإعادة من الإعادة من الانتخابات الرئاسية ، التي جرت الأربعاء الماضي وكان ينافس خلالها الرئيس السابق أندري راجولينا على العودة لحكم البلاد، وذلك حين قال إنه يشعر بأنه تعرض للظلم في عملية فرز أصوات الناخبين.

وبدا رافالومانانا في طريقه لتلقي هزيمةٍ مؤكدةٍ، بعد أن أعلنت اللجنة الوطنية المشرفة على الانتخابات نتائج فرز أكثر من ثلاثة ملايين صوتٍ انتخابي، بما يعادل أكثر من 60% من إجمالي الأصوات، وتحصل رافالومانانا على أقل من 45% من أصوات الناخبين، في وقتٍ حصل منافسه على ما يربو على 55% من إجمالي الأصوات التي تم الإعلان عن نتائجها.

رافالومانانا حث أنصاره اليوم الأحد 23 ديسمبر على الاحتجاج في الشوارع، وقال "أدعو جميع المالغشيين الذين يشعرون أنهم عانوا من الظلم وانتهاك لحقهم في التصويت للوقوف والتحلي بالدفاع عن اختيارهم"

وصاح المرشح الرئاسي أمام جمعٍ حاشدٍ من أنصاره، وقال "الله معنا، لا تخافوا، فقط اعتقدوا"، وكان هو بنفسه قد أعلن فور إغلاق صناديق الاقتراع أنه الفائز بالانتخابات، وكذلك فعل راجولينا، لكن النتائج صدمت في النهاية رافالومانانا، وبدت أن أصوات الناخبين جرفت به بعيدًا عن العودة لحكم البلاد.

مشهد 2009

المشهد الآن يحاكي ما حدث قبل أكثر من تسع سنواتٍ، ولكن بصورةٍ معاكسةٍ، ففي الفترة ما بين يناير ومارس عام 2009، بعد إجراء الانتخابات اتهم خلالها راجولينا، الذي كان وقتها رئيس بلدية العاصمة أنتاناناريفو والذي بات قريبًا من الرئاسة اليوم، رافالومانا، الذي كان رئيسًا حينها، بتزوير الانتخابات، وقاد حركة الاحتجاجات ضده.

واستولى راجولينا على الحكم، وذلك بعد أن عمد مؤيدون لراجولينا على طرد رافالومانا من القصر الرئاسي، وتنصيب راجولينا رئيسًا للبلاد، واضطر رافالومانانا للذهاب إلى المنفى بجنوب أفريقيا، في خطوةٍ كبدت البلاد خسائر فادحة، وأدت إلى انسحاب المستثمرين الأجانب من هناك.

المشهد العبثي في مدغشقر وقتها، وصفه الاتحاد الأفريقي بالمشهد الانقلابي، وجمّد على إثره عضوية البلاد في المنظمة الأفريقية.

وبعد ما يقارب العقد من الزمن، يجد رافالومانانا نفسه يقف موقف منافسه راجولينا، في دعوة أنصاره للحشد والاحتجاج على نتائج الانتخابات، وربما سيسعى لإعادة الكرة على خصمه، وانتزاع الحكم منه عنوةً من خلال حشد أنصاره، في خطوةٍ ستكون مدغشقر هي الخاسرة الكبرى فيها على غرار ما حدث بعد 2009.

وتجدر الإشارة إلى أن راجولينا كان قد حلّ في المركز الأول في الجولة الأولى من هذه الانتخابات بعد أن حصد 40.8% من أصوات الناخبين، لكنه لم يتمكن من الوصول للأغلبية المطلقة المقدرة بنسبة "50%+1" لكي يحسم الانتخابات من المرحلة الأولى، في حين جاء رافالومانا في المركز الثاني بعد أن حصد 38.8% من إجمالي الأصوات الصحيحة، في حين خسر الرئيس المنتهية ولايته هيري راجاوناريمبامبانيا  السباق الانتخابي بعد أن حل ثالثًا بنسبة أصوات بلغت 5% فقط.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة