رئيسة كرواتيا
رئيسة كرواتيا


حصاد 2018| كوليندا كيتاروفيتش.. رئيسة تجاوزت شعبيتها صلاحيات حكمها

أحمد نزيه

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 - 08:26 م

كانت تشجع بحماسٍ وتحتفل بصخبٍ، وهي تشاهد منتخب بلادها كرواتيا يشق طريقه لأول مرة، نحو المشهد الختامي لبطولة كأس العالم لكرة القدم التي جرت بروسيا صيف عام 2018.

إنها رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، التي كانت تقف جنبًا إلى جنبٍ مع الرئيسين الفرنسي إيمانويل ماكرون، والروسي فلاديمير بوتين في نهائي كأس العالم، لتنصب المرأة الحسناء نفسها أحد بطلات مونديال روسيا من خارج المستطيل الأخضر، بل واكتسبت على إثر ذلك شهرةً فاقت صلاحيات حكمها المحدودة.

ورغم أن بلادها خسرت المباراة النهائية أمام منتخب فرنسا، بيد أن رئيسة كرواتيا كانت من أبرز الفائزين خلال المحفل العالمي الكبير.

رئاسة شرفية

كوليندا كيتاروفيتش اُنتخبت رئيسةً لبلادها مطلع عام 2015، بعد أن حصدت 50.4% من أصوات الناخبين، لتخلف إيفو يجوسيبوفيتش في منصبه، في 19 فبراير من ذلك العام.

لكن المرأة الحسناء البالغة من العمر 50 عامًا، لا تمتلك سلطةً تنفيذيةً في حكم بلادها، التي تتبع نظام الحكم البرلماني، والذي يجعل من منصب الرئيس في البلاد منصبًا شرفيًا، في وقتٍ تتركز السلطات في قبضة رئيس الحكومة، المنتخب من قبل البرلمان.

ويتولى زوران ميلانوفيتش، زعيم الحزب الاجتماعي الديمقراطي، رئاسة الحكومة الكرواتية، وهو يشغل منصبه هذا منذ يناير عام 2012، أي قبل ثلاث سنوات من تولي كوليندا رئاسة كرواتيا.

صلاحيات محدودة

ويعتبر ميلانوفيتش الحاكم الفعلي في البلاد وتتركز في قبضته السلطات الخاصة بتسيير أعمال الحكومة، والأمور الاقتصادية والداخلية للبلاد، في حين يقتصر دور الرئيسية كوليندا على تولي القيادة العامة للقوات المسلحة الكرواتية، ويمكن لها المشاركة في القرارات السياسية الخاصة بالسياسة الخارجية للبلاد، لكن الأمر النافذ في النهاية لرئيس الوزراء في هذا الشأن.

خلاف ذلك، ليس لكوليندا أي علاقة بالشأن الداخلي للبلاد أو تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية، فهذا الأمر يقع على كاهل الحكومة، ولكنها تكتفي فقط بتولي زمام الجيش الكرواتي.

مثل ألمانيا وإسرائيل

وضعية نظام الحكم في كرواتيا مثل وضعية ألمانيا، فجميعنا يعلم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، لكن يندر من يعرف اسم رئيس ألمانيا فرانك-فالتر شتاينماير، باعتباره يشغل منصبًا شرقيًا، في حين تتركز السلطات في قبضة ميركل، التي تتولى رئاسة الحكومة منذ عام 2005.

كذلك الأمر نفسه في إسرائيل، فالجميع يعرف أن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، باعتباره الحاكم الفعلي، لكن رئيس إسرائيل الحالي رؤوفين ريفلين قلّ من يعرفه، سوى العالمين بأمور السياسة الخارجية.

لكن الوضع مع كأس العالم أصبح معكوسًا في كرواتيا فالجميع بات يعرف رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش، لكن القليل من يعرف من هو رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش الذي تؤول إليه كافة أمور الحكم في كرواتيا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة