صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تصدير القطط والكلاب| «الرفق بالحيوان»: ضد الإنسانية.. وكوريا الجنوبية: لا نتناول لحومها

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 - 02:55 ص

 مركز البحوث: جميع سلالات القطط والكلاب في العالم أصلها مصرية فرعونية
المواطنين: الخوف نصدرها ونعود نستورها لحم مفروم أو برجر


كتبت .. أماني عبدالله

حالة من الجدل والمناقشات الساخنة، بدأت على مواقع التواصل الاجتماعي, وانتقلت أحداثها إلى الشارع المصري, بعد إن انتشرت أخبار التي تؤكد أن الحكومة في طريقها إلى تصدير الكلاب والقطط الضالة إلى دول بشرق أسيا, لذبحها واكلها, ومما زاد من غضب الشارع ورواد مواقع التواصل الاجتماعي, تداول صور للكلاب والقطط وتعذيبها أما بالسلخ حية أو قتلها بطريقة مقززة ومستفزة بدون رحمة.
"بوابة أخبار اليوم" استطلعت حقيقة الأمر حول هذا الموضوع الذي أثار البلبة بالشارع المصري بين المواطنين. 

وزارة الزراعة تنفى
البداية كانت من وزارة الزراعة, حيث نفى المتحدث باسم وزارة الزراعة الدكتور حامد عبد الدايم هذا القرار جملة وتفصيلا, وإن الوزارة لا تصدّر أو تستورد أية كلاب أو قطط، لكن خروج مثل هذه الحيوانات من مصر بصحبة أي راكب يخضع لإجراءات معينة, ولا يوجد ما يُمنع خروج راكب بصحبة كلب أو قطة أو اثنين منهما، لكن في حالة زيادة العدد عن اثنين، لابد أن يتولى شخص مصدّر مقيدًا في سجل المصدرين هذا الأمر.

 

وأكد أن المصدرين يجمعون الحيوانات من الركاب الذين يرغبون في الخروج من مصر بأكثر من حيوانين اثنين، ثم يسلمونها للركاب في الدول المتجهون إليها, وأن وزارة الزراعة تخضع هذه الحيوانات لإجراءات تشمل الكشف عليها، وتأكيد خلوها من الأمراض، وتحصينها، ثم حصولها على شهادة من معهد البحوث الحيوانية.


وأرجع المتحدث باسم الوزارة انتشار شائعة تصدير الكلاب والقطط إلى الصور التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر الكلاب والقطط بصحبة المصدرين.


ثم انتقلنا إلى طرف الشائعة الثاني, وهى النائبة المصرية مارجريت عازر الذي تردد أنها اقترحت، خلال شهر أكتوبر الماضي، تصدير الكلاب الضالة إلى كوريا الجنوبية بعد برنامج غذائي لمدة أسبوع, ونفت النائبة مارجريت عازر عضو لجنة البيئة بالبرلمان هذا الاقتراح.

 

وأكدت انه لا صحة لما تناولته  "السوشيال ميديا" عن طلبها طلب إحاطة للبرلمان تطالب فيه بالموافقة علي تصدير الكلاب والقطط الضالة إلى بلاد شرق أسيا والمعروف عنهم أنهم يتناولونها كغذاء لهم, وقالت عازر إن هذا ضد إي منهج ديني أو أنساني، وأكدت أن ما قالته هو أن لدينا 18 مليون كلب يمكن جمعهم وتدريبهم علي أعمال الحراسة مؤكدة نفيها تماما لإقتراح تصدير الكلاب والقطط او تسميمها.


سفارة كوريا الجنوبية ترد
ونفت السفارة الكورية الجنوبية بالقاهرة ما تناولته العديد من الصحف ووسائل الإعلام المصرية بشأن تصدير الكلاب إلى كوريا الجنوبية لتناولها.


وأشارت السفارة في بيان صحفي إلى تصريحات بشأن حل أزمة كلاب الشوارع بتصديرها إلى الدول التي تتناول لحوم الكلاب مثل كوريا بدلا من قتلهم أو التخلص منهم مؤكدة على ضرورة عمل مزارع للكلاب الضالة من أجل تصديرها إلى الدول الأخرى.


وأوضحت السفارة الكورية، أنه دأبت هذه الأخبار والتقارير على الإشارة إلى كوريا باعتبارها من الدول المرشحة لذلك، وهو ما ينم عن جهل كبير بثقافة الشعب الكوري، فضلًا عن تشويه صورته بتداول هذه المعلومات المغلوطة.

 

وأكد البيان، على أن حكومة كوريا الجنوبية لم تقم مطلقا باستيراد الكلاب بهدف تناول لحومها، مشددا على أن عادة تناول لحوم الكلاب في كوريا في طريقها للاختفاء ولاسيما في ظل الضغوط التي تمارسها جمعيات ونشطاء حقوق الحيوان في كوريا.

 

وتابعت السفارة: "ومن هذا المنطلق يرجى توضيح أن تناول لحوم الكلاب ليست من ثقافات الطعام الشائعة في كوريا"، ودعا البيان إلى تحرى الدقة من الآن فصاعدا وعدم نشر أى أخبار أو مقالات تتعلق بتصدير كلاب الشوارع إلى كوريا الجنوبية. 

 

رأى الدين
ويقول الشيخ أحمد الصباغ من علماء الأزهر الشريف حول تصدير الكلاب الضالة والقطط لدول أسيا, أن الدين الإسلامي هو دين الإنسانية وكلنا نعلم الحديث الشريف عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الذي قال فيه: "إن إمرأة دخلت النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض"، وقال أيضا لنا في رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم أسوة حسنة فأثناء توجهه إلى فتح مكة وكان معه جيش عتاده مائة ألف جندي أمر الجيش بتغير مساره حين وجد كلبة تقوم بإرضاع أطفالها  فخاف أن يفزعها ومرة أخري حينما أراد أحد الصحابة اللهو بأفراخ عصفورة فأخذوا الصغار من العش فأمرهم بإرجاعهم للصغار.


وأضاف الصباغ إذا كانت نية التصدير يصاحبها علم بأن البلد التي ستصدر إليها ستقوم بتعذيبهم وذبحهم فهو حرام قطعا أما بالنسبة لحملة تسميم الكلاب والقطط الضالة فهي حرام قطعا إلا إذا ثبت أن الكلب به مرض سعار وأصبح خطرا علي البشر.


رأى العلم
أما دكتورة سعاد شعيرة الأستاذ بالمركز القومي للبحوث الزراعية فقالت أن في تصدير الكلاب والقطط إلي هذه البلاد هو بمثابة العمل علي انقراض السلالة حيث أثبت العلم الحديث أن الـ "dna " الخاص بالشفرة الوراثية ان جميع سلالات القطط والكلاب الموجودة في العالم هي بالأصل مصدرها مصرية فرعونية.


والخوف كل الخوف إننا عندما نقوم بتصدير الكلاب والقطط إلي تلك البلاد نعود ونستوردها مرة أخرى في صورة لحم مفروم أو برجر وهو أمر لا يمكن اكتشافه كما حدث بالنسبة للخنازير التي نقوم باستيراد الجيلاتن الحيوانى المستخرج منها والتي تدخل في كثير من صناعة الحلويات ولا يمكن إثبات إذا ما كانت هي من أصل خنزير أو أبقار, وأكدت شعيرة أنه لا بد من تشديد الحكومة علي عدم صدور هذا القرار. 


حقوق الحيوان
أما المواطنين اختلفت أرائهم بين مؤيد ومعارض, حيث تقول زينب رضوان وهى من هواة تربية القطط والكلاب فقالت: "كان في الماضي تمر عربة تجمع الكلاب والقطط الضالة والذهاب بها إلى الصحراء وعمل مزارع خاصة بهم هناك, وهذا حل جميل وإنساني, وأعارض تسميم الكلاب والقطط أو تصديرها وقد سجلت شكوى على الخط الساخن مفادها أنى ضد تصدير الكلاب و القطط للصين وكوريا وضد تسميمهم ويا ريت بدلا من إنفاق الملايين على التطعيمات ضد السعار وتسمينهم لإرسالهم لهذه الدول التي تعذبهم بطريقة وحشيه قبل تناولها كوجبة طعام, يا إما يعملوا لهم ملجأ لهم هنا أو يصدروهم لدول أجنبية بتحترم الحيوانات وتعتني بهم".

 

 ويقول عبدالرحمن يوسف الناشط في مجال حقوق الحيوان أنه على الحكومة ـن تتحمل مسئولية الحيوانات في مصر مثلما تتحمل مسؤوليتها عن الإنسان المصري, وقد أطلق أنصار حقوق الحيوان في مصر حملة احتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي, ويشتبه النشطاء في أن تلك الحيوانات قد تذهب إلى دول تتعرض فيها للتعذيب أو الذبح بغرض الأكل.


ويضيف عبدالرحمن: "من وجهة نظر دينية وإنسانية وأخلاقية، كيف يمكننا أن نتحمل مسؤولية إرسال تلك الحيوانات البريئة إلى دول قد تسلخ فيها وهي حية أو تصبح طعاما على مائدة البعض؟!"، وأضاف أنه يدير مع آخرين جمعية باسم "الجمعية المصرية لإنقاذ الحيوان" وهي جمعية خيرية تعنى بإنقاذ المئات من الكلاب التي تتعرض لسوء المعاملة في الشارع.

 

واعتبر عبدالرحمن يوسف مثل تصريحات الحكومة والنواب مقلقة أكثر منها مقنعة، فلا يمكن للحكومة أن تترك مصير الحيوانات في أيدي شركات خاصة، من حق الدولة أن تسأل وتمنع أي انتهاكات بحق الحيوانات، لأن هذا يضر بسمعة مصر، في النهاية الأمر، هذه حيوانات مصرية خرجت من مصر وقد تذهب إلى دول تلقى فيها مصيرا مؤلما.


وتتفق إنجي طارق نائب رئيس الجمعية الخيرية  مع عبد الرحمن يوسف وتتساءل "من يعطي حق لأي شركة أن تجمع الكلاب الضالة في شوارع مصر لتصدرها, هل يمكن مثلا أن نجمع الأطفال المتشردين في الشوارع ونصدرهم للخارج لمجرد أنهم لم يجدوا من يرعاهم؟!".


وتنص المادة 45 من الدستور المصري على أن الدولة ملتزمة بحماية بحارها وشواطئها وبحيراتها وممراتها المائية ومحمياتها الطبيعية, ويحظر التعدي عليها، أو تلويثها، أو استخدامها فيما يتنافى مع طبيعتها، وحق كل مواطن في التمتع بها مكفول، كما تكفل الدولة حماية وتنمية المساحة الخضراء في الحضر، والحفاظ على الثروة النباتية والحيوانية والسمكية، وحماية المعرض منها للانقراض أو الخطر، والرفق بالحيوان، وذلك كله على النحو الذي ينظمه القانون.


"مو صلاح" يتدخل
ويبدو أن كل هذا الجدل لفت نظر نجم فريق ليفربول محمد صلاح الذي غرد عبر حسابه الرسمي على توتير قائلا "لن يتم تصدير القطط والكلاب لأي مكان.. هذا لن يحدث ولا يمكن أن يحدث #لا_لانتهاك_حقوق_الحيوانات"، ولاقت هذه لتغريدة استحسان الكثير من مناصري حقوق الحيوان في مصر واعتبروها دعما قويا لقضيتهم.


رد الدولة
وحول الرد الحاسم على هذا الجدال الواسع التقينا الدكتور أحمد عبدالكريم رئيس الإدارة المركزية للحجر البيطري الذي نفى إرسال أي حيوان لدول تعرف بتناول القطط والكلاب, وهو تسفير للحيوانات إما برفقة أصحابها أو للحاق بهم بواسطة شركات شحن, ومنذ بداية العام غادر البلاد نحو ثلاثة آلاف كلب أو أكثر قليلا برفقة أصحابهم, أما الكلاب التي لحقت بأصحابها عن طريق شركات شحن فوصل عددها إلى 567 كلبا منذ يناير الماضي وحتى الآن, كما أن العدد الأكبر من المجموعة التي سافرت عن طريق شركات ذهب إلى العراق بالإضافة إلى البحرين وعمان والسعودية وبريطانيا وكندا والإمارات والكويت. 

وأوضح أن كل ما أثير من ضجة حول هذا الأمر لا يستند إلى معلومات دقيقة بل اعتمد على القيل والقال, وأن كل ما يتم تداوله من روايات في هذا الشأن ما هو إلا محض شائعات.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة