مكتبة حسن كامي - صورة مجمعة
مكتبة حسن كامي - صورة مجمعة


أخرها «تشميع الشرطة» وعقد البيع

تايم لاين| 6 محطات تحسم مصير مكتبة حسن كامي

أسامة حمدي

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 - 04:18 م

- محامي «كامي» ادعى شراء المكتبة والفيلا منذ 2015.. وزعم أنها خاوية من الكتب الثمينة

- أسرة «كامي» تتهم المحامي بالاستيلاء على الممتلكات وتحرر محضرا.. والنيابة تأمر بتشميع المكتبة

- «الثقافة» شكلت لجنة لجرد المحتويات وإعداد تقرير.. ومكتبة الإسكندرية وقعت مع الورثة عقد بيع مبدئي

 

شهد مصير مكتبة «المستشرق» للفنان الراحل حسن كامي جدلا كبيرا حول أحقية ملكيتها، فبينما يطالب ورثته بملكيتها خرج محاميه عمرو رمضان ليعلن شرائه المكتبة من الفنان الراحل قبل وفاته نظير مليون جنيه، في الوقت ذاته طالبت وزارة الثقافة بالتحفظ على المكتبة ومقتنياتها لصالح الدولة لما تضمه من كنوز علمية وأدبية، وبالفعل قامت الشرطة بتشميع المكتبة وإغلاقها بقرار من النيابة، إلا أنه خرجت علينا مكتبة الإسكندرية بعقد بيع مبدئي لمكتبة «كامي» من ورثته لصالح مكتبة الإسكندرية.

 

كل ما سبق أثار حالة من التخبط والحيرة لدى كثيرون حول مصير المكتبة التي تحوي كتبا وخرائط أهمها كتاب «وصف مصر» للحملة الفرنسية، ومخطوطات ولوحات تقدر بملايين الجنيهات، وتستعرض «بوابة أخبار اليوم» في سياق السطور التالية المراحل التي مرت بها المكتبة وما آلت إليه الآن.

 

تاريخ ومحتويات المكتبة

في منطقة وسط البلد بالقاهرة، اعتاد الفنان حسن كامي، الجلوس في مكتبة المستشرق، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن التاسع عشر على يد «فيلدمان» يهودي مصري، لتكون أحد المراجع التي يستعين بها المستشرقون في الغرب، لذا سميت بـ«المستشرق»، ورحل «فيلدمان» بعد العدوان الثلاثي عام 1956، ثم انتقلت ملكية المكتبة إلى «شارل بحري»، وباعها للفنان حسن كامي، ثم أهداها لزوجته التي ظلت تديرها حتى رحيلها في 2012.

 

وتضم المكتبة أكثر من أربعين ألف عنوان، بين كتب قيمة ولوحات فنية نادرة، بينها مخطوطة واحدة ضمن ثلاث فقط حول العالم من كتاب «وصف مصر»، ونسخة من مجموعة كتاب «بروس عن نهر النيل» والمكون من خمسة أجزاء، وهى التي كُتبت في القرن الـ18 وهى من أروع الكتب التي كتبت عن نهر النيل لاحتوائها على أسرار مجهولة وخطيرة عن نهر النيل، بالإضافة إلى كتب الاستشراق الأولى، والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة «هاشيت» الفرنسية، والتي حرقت ودمرت في الحرب العالمية الثانية.

 

بداية الأزمة

بدأت الأزمة عقب وفاة الفنان الراحل حسن كامي، وذهاب أسرته للمكتبة والفيلا، وفوجئوا بمنعهم من الدخول، حيث ادعى عمرو رمضان، محامي الفنان حسن كامي، أن موكله باع له الفيلا والمكتبة بعقد رسمي موثق في الشهر العقاري، زاعما أن الفنان الراحل لا يمتلك إلا 1% فقط من إيرادات المكتبة، وأنه اشترى الفيلا عام  2015 نظير 7.5 مليون جنيه، وأن الفنان كان يدير المكتبة فقط ثم اشتراها هو نهائيا منذ 11 شهرا نظير مليون جنيه.

 

إلا أن أسرة الفنان تعهدت بعدم التفريط في حقها، واتهمت المحامي بالسرقة والنصب واستغلال شيخوخة موكله، وإجباره على توقيع عقد بيع فيلته ومكتبته، وحرروا بلاغا في قسم شرطة قصر النيل، يوم الاثنين 17 ديسمبر، حمل رقم 8056، ضد عمرو رمضان واتهموه بالاستيلاء على مكتبة المستشرق.

 

وأكد المحامى عمرو رمضان، أن مقتنيات الراحل معه بالفعل وسياراته موجودة في الفيلا إلى الآن، وعلي أسرته إحضار إعلان وراثة لأخذها، نافيا علمه بأموال الراحل أين ذهبت، زاعما أن المكتبة لا تحوي كتبا قيمة وثمينة وأثرية كما يشاع عنها.

 

الورثة والعاملون بالمكتبة ينفون

من جانبه، كشف فرج يونان، مسئول تنسيق الكتب في مكتبة الفنان الراحل حسن كامى، أن الفنان الراحل تلقى عرضا العام الماضي لبيع مكتبة المستشرق من رجل أعمال أمريكي، بمبلغ 17 مليون دولار ، مضيفا أن تنسيق محتويات المكتبة على أجهزة الكمبيوتر استغرق 3 سنوات، نظرا لكمية الكتب والمخطوطات التي كانت تحتويها.

 

وأشار إلى أن «كامي»، كان يمنح مرتبا للمحامى عمرو رمضان حتى ديسمبر العام الماضي، موضحا أن المكتبة ضمن محتوياتها 5 أجزاء من كتاب وصف مصر، وكلها نسخ أصلية وتم بيع نسخة منهم بمبلغ 400 ألف جنيه، وتم بيع لوحة الغروب للمستشرق ديفيد روبرت لرجل أعمال أمريكي من أصل مصري، بمبلغ 180 ألف جنيه، وخريطة لمصر بـ35 ألف جنيه ترجع لعام 1773.

 

كما تحوي المكتبة كتاب وصفات الوجبات التي تناولها الملك فاروق، وكان معروض بـ25 ألف جنيه، وخرائط يبدأ سعرها من 10 آلاف جنيه إلى 50 ألف جنيه.

 

وقالت نجلاء رفعت، شقيقة الفنان حسن كامي، إن الفقيد كان يشك في بعض العاملين والموظفين لديه في المكتبة لتورطهم في سرقة بعض الكتب النادرة داخل المكتبة، وقد نقل بعض منها إلي خزانة منزله، ورفض طرد المتورطين احتراما لزوجته نجوى.

 

وأوضحت أن الفنان لم يكن ينوي بيع الفيلا أو المكتبة تحت أي ظروف تخليدا لذكرى زوجته نجوى، وكان يفكر في تحويل إيرادات المكتبة للكتب الجديدة.

 

وأكدت أن الفقيد أراد تحويل منزله لدار أيتام لتعليم الموسيقي فقط، تخليدا لذكرى زوجته نجوى التي كانت تعمل في دار أيتام بالقرب من المنصورة.

 

وتابعت أنها طلبت منه بيع الفيلا أكثر من مرة والانتقال لشقة مجاورة لها بمنطقة المعادي، حتى يسهل لقاؤهما، ولكنه رفض ترك الفيلا أو المكتبة حتى توفاه الله.

 

 وبدورها أكدت نيجار كامي، شقيقة الفنان الراحل، وزوجها اللواء محمود الطنيخي، أنه لم يتم إخطارهم بحالة الوفاة لدرجة أن المقتنيات الذهبية التي كان يرتديها الراحل أعطاها السائق للمحامى عمرو رمضان.

 

وعزز حديث عائلة الفنان سائقه الخاص محمد حسن، والذي أكد أنه أعطى مقتنيات الراحل الذهبية عقب وفاته بالمستشفى إلى محاميه عمرو رمضان نظراً لعدم وجود ذويه، موضحاً أنها كانت عبارة عن سلاسل ذهبية عريضة وخواتم وساعتين والهواتف والمحفظة.

 

ونفت نادين مراد، نجلة شقيقة الفنان الراحل حسن كامي، ما يردده المحامي عمرو رمضان، بشأن أن مكتبة المستشرق لم يكن بها كتب غالية الثمن، مشيرة إلى أن المكتبة بها كتب قيمة جدا ومخطوطات وكتب لوصف مصر النسخ الأصلية وأن المبلغ مليون جنيه الذي دفعه المحامي للفقيد غير صحيح.

 

البرلمان يدخل على خط الأزمة

ودخل على خط الأزمة البرلمان، فقال النائب يوسف القعيد، عضو لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إن الكتب واللوحات النادرة التي يمتلكها الفنان الراحل حسن كامي في مكتبته، هي ملكًا للدولة، وليس ملكاً للفنان وورثته.

 

وقال «القعيد» في تصريحات له، إنه لابد أن تُسارع الدولة وتتدخل في أي سياق من أجل الاستفادة منها، بعرضها في معارض كتب كي يستفيد الشعب من هذه النوادر من الكتب واللوحات.

 

وأعلنت لجنة الثقافة والإعلام، أنها أوصت د.هشام عزمي  رئيس دار الكتب والوثائق القومية، بضرورة الحفاظ على تراث الدولة من مخطوطات ووثائق تاريخية.

 

«الثقافة»: لجنة لفحص المكتبة

من جانبها أعلنت وزير الثقافة، د.إيناس عبدالدايم، اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لحماية مقتنيات مكتبة الفنان الراحل حسن كامي، والتي تضم مخطوطات وكتب ووثائق نادرة، حيث تم تشكيل لجنة برئاسة د.هشام عزمي  رئيس دار الكتب والوثائق القومية، لفحص وجرد كافة  محتويات المكتبة، وإعداد  تقرير مفصل عنها على الفور لما تحتويه المكتبة من مقتنيات  تراثية.

 

كما تمت مخاطبة النيابة  العامة  «نيابة قصر النيل» باتخاذ  الإجراءات  القانونية  اللازمة  للحفاظ  على  المقتنيات  الفنية  التراثية  الموجودة  بالمكتبة،  وعدم  تمكين  أي  من  الورثة  أو  غيرهم  من  التصرف فيها إلا  بعد  انتهاء اللجنة  المشكلة  وفقـًا  للمادة  الثالثة  من  القانون  8  لسنة  2009  وتعديلاته  من  فحص  وجرد  محتويات  المكتبة، وتم أيضا تكليف  الإدارة  المركزية  للشئون القانونية بوزارة الثقافة لإنذار كل  من  الورثة والحائز  للمكتبة  بمنع  التصرف في محتوياتها إلا  بعد  انتهاء أعمال اللجنة.

 

الشرطة تشمع المكتبة

وصلت قوة من الشرطة إلى مكتبة الفنان حسن كامي، وقامت بتشميعها ووقف أي إجراءات وتصرفات عليها.

 

وقال اللواء ممدوح محمود، زوج شقيقة الفنان الراحل حسن كامي، إن الدولة شمعت المكتبة لأن بها كتب قيمة تصل سعرها لـ10 آلاف للواحد، وخرائط ومقتنيات تاريخية.

 

عقد مكتبة الإسكندرية

أصدرت مكتبة الإسكندرية، بيانًا بشأن ما يثار حول الموقف من مكتبة الفنان الراحل حسن كامي، أكدت فيه أن الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية، بتفويض من الدكتور مصطفى الفقي مدير المكتبة، وقع عقد اتفاق «وعد بالبيع» مع ورثة الفنان حسن كامي، بموجبه تحصل مكتبة الإسكندرية على مقتنيات مكتبة «المستشرق» بعد أن تؤول إلى الورثة.

 

واتفق الطرفان على جرد محتويات المكتبة وحصرها «مجموعة حسن كامي الورقية والمطبوعة والمخطوطة والمرسومة والملتقطة» سواء كانت بمقر المكتبة أو خارجها، وأن يقوم الورثة بتحديد ما سيتم تقديمه كإهداء من هذه المحتويات، وما هو بمقابل مادي بين الطرفين، وهو عقد مبدئي لحين انتهاء الإجراءات القانونية للورثة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة