كابتن طيار أحمد عادل خلال الحوار
كابتن طيار أحمد عادل خلال الحوار


حوار.. كابتن طيار أحمد عادل: تحديث أسطول مصر للطيران خلال عامين بـ 33 طائرة

صبري غنيم

الجمعة، 28 ديسمبر 2018 - 06:39 ص

كابتن طيار أحمد عادل.. جاء اسمه في أول قرار وزاري للفريق يونس المصري وزير الطيران عقب توليه حقيبة وزارة الطيران، حيث كلفه برئاسة الشركة القابضة لمصر للطيران.. الاختيار لم يكن عشوائياً لمجرد التغيير في القيادات بل كان عن دراسة وتدقيق في السيرة الذاتية، فيكتشف الوزير أن أحمد عادل واحد من كبار الطيارين، وقد قضى من عمره ٣١ عامًا في خدمة مصر للطيران بدءا من نائب كبير طراز إلى كبير طراز إلى مدير تدريب ثم رئيسا لقطاع العمليات، وآخر موقع شغله كان نائبا لرئيس الشركة القابضة لمصر للطيران وللأسف كان مهمشا رغم كفاءته الفنية والإدارية.

من هنا كشف الوزير عن سياسته في إعادة ترتيب البيت داخل وزارة الطيران ليرتقى بها ويعوض الخسائر التي لحقت بها في أعقاب التغيير في ثورة يناير والانفلات الذي أصاب مصر للطيران بالذات. كان على الوزير أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فكان أنسب مكان للكابتن طيار أحمد عادل هو رئاسة مجموعة شركات مصر للطيران التي تمثل عصب الطيران المدني لذلك منحه الوزير ثقته الكاملة بالإضافة إلى جميع الصلاحيات التي تمكنه من اتخاذ القرارات التي تحدث إصلاحا وتمكن الشركات من تعويض خسائرها.. وللحق اختيار أحمد عادل حقق شعبية كبيرة للوزير بين العاملين الذين أحبوه لتواضعه وتواجده بينهم، وسعة صدره في الاستماع لشكواهم، وفعلا هذه هي طبيعة الفريق يونس المصري.


كان من الطبيعي أن أترك مهلة للرجل بعد توليه موقعه الجديد كرئيس للقابضة لمصر للطيران، وقد مضى على وجوده في موقعه أكثر من ستة أشهر، ورجل بهذه الكفاءة من المؤكد أنه كشف عن نبوغه في هذه الفترة القصيرة وظهرت له بصمات في التغيير والتطوير والتحديث..
اللقاء كان في مكتبه الذي شغله أكثر من رئيس سابق للشركة قبله.. أحسست أنني داخل المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.. جميع أرضياته مكسوة بالرخام الإيطالي، تغطيها شرائط من السجاد العجمي، أما عن مساحة غرفة المكتب فقد تصل إلى ٢٠٠ متر مربع، وتضم نماذج عديدة لطراز الطائرات التي يجرى تشغيلها، وفى ركن من أركان المكتب اختار أحمد عادل أن نجلس وإذا بى أكتشف أنه اختار أن يجلس قريبا من طراز إحدى الطائرات.


وأسمع من دينا الفولى المدير العام للعلاقات والإعلام في الشركة القابضة، والتي اختارها وزير الطيران لتكون المستشارة الإعلامية له بجانب عملها في الشركة القابضة، أنها حرصت على استقبالي في مكتب كابتن أحمد عادل حيث كانت في صحبتي زميلتي الكاتبة الصحفية وفاء الغزالي.. قالت دينا لقد خشيت أن تحدث مفاجآت ويتأجل الميعاد في وقت رأيت فيه حرص الكابتن أحمد عادل على هذه المقابلة رغم أنه تعرض لظرف عائلي اعتذر عنه أيضا وفهمت منها أن ابنه الذي يدرس فى جورجيا وصل إلى القاهرة في إجازة إجبارية من الجامعة بمناسبة الكريسماس وأعياد الملاد، وبعد وصوله فاجأ والده فى مكتبه على أمل أن يصحبه معه إلى البيت، واعتذر الأب، وطلب من ابنه بأن يسبقه إلى البيت، وسوف يلحق به على الغداء.


شعرت بإحساس الابن وخاصة بعد غياب، وطلبت أن نؤجل لقاءنا ليلحق بابنه.. لكنه رفض بإصرار، وهو مبتسم لقد تعودنا على مثل هذه الظروف، فظروف العمل أقوى من أى موقف حتى ولو كان عائليا.. وتمضى لحظات من الصمت وكأنه كان ينتظر منى أن أسأله.. وبالفعل سألته قائلا.. منذ بداية عملك كرئيس للشركة القابضة ما هي المشاكل التي تستطيع أن تقول إنك انتصرت عليها..


يقول الرجل للحق حصرنا جميع المشاكل التي تواجه راكب مصر للطيران، لأن مكانه عندي رقم واحد في الأولويات، ولذلك تهمنى راحته حتى أضمن جميع سفرياته المستقبلية على خطوطي، وفى هذه الجزئية كان مطلوبا منا كمجموعة عمل أن نصارح أنفسنا ونعترف بكل مشكلة إذا أردنا أن نحتفظ بهذا الراكب وبالفعل اكتشفنا أن عددا من هذه المشاكل مرتبط بالهيئات الأخرى ومنها هيئة ميناء القاهرة الدولي ولولا الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الوزير بنفسه ما كنا قد اتفقنا على قرار وظل كل طرف يتمسك بحجته، شجاعة الوزير الفريق يونس المصري جعلته ينجح في إلغاء الجزر المعزولة بين قيادات قطاع الطيران، فأصبحنا نعمل من خلال منظومة واحدة نلتقي صباح كل يوم في جولة صباحية يقودها الوزير على جميع قطاعات الوزارة، ثم يعقد لنا اجتماعا أسبوعيا نستعرض فيه المشاكل اليومية التي دوناها، ويسكت قليلا ثم يسألني "ألا تعتبر هذا إنجازا" ثم يواصل حديثه فيقول.. لقد اكتشفت أننا كنا بالفعل نعمل في جزر معزولة.. كل منا في وادٍ على حساب الخدمات التي اعتبرها حقًا للراكب، وكون أن تجمعنا اهتمامات الوزير بقطاع السياحة، أصبح عملنا الآن خدمة هذا الهدف لجذب السائح إلى مصر.


تغيير السيور


ثم يتطرق أحمد عادل.. لمشكلة من المشاكل اليومية فيقول.. أثناء جولاتنا الداخلية صادفتنا شكاوى الركاب العائدين من الخارج من الانتظار طويلا حول السيور التي تحمل حقائبهم من الطائرة إلى صالة الوصول، وكان علينا أن ندرسها فورا، اكتشفنا أن كفاءة السيور الحالية إمكانياتها الآن ٨ آلاف شنطة في الساعة وضعف الكفاءة السبب في هذه الشكاوى، فقررنا تغيير السيور على مراحل لتعطى ١٢ ألف شنطة في الساعة، لإزالة شكوى الراكب وكسر فترة الانتظار.. الأسلوب الذى كان يتكلم به أسلوب علمى يؤكد على أنه فاهم في جميع القضايا، ولذلك كنت مندهشا من تهميش شخصية بهذه الكفاءة قبل التغيير الوزاري مع أنه ندرة.


٦ طائرات


ويلقى أحمد عادل بمفاجأة تستعد لها مصر للطيران.. فيقول بعد أيام سوف نستقبل عاما جديدا وسيكون عام ٢٠١٩ عام عملاء مصر للطيران، وفى هذا العام سوف يضاف إلى أسطول الطائرات ٦ طائرات بوينج ٧٨٧ في الفترة ما بين مارس إلى يوليو.. وسنقوم بتعيين ٣٠٠ مضيفة جديدة للارتقاء بالضيافة على الطائرات، سوف يتم التعاقد معهن بعقود مؤقتة يتم تجديدها كلما ثبتت كفاءتهن، وهو أفضل النظم المتبعة في الشركات العالمية لضمان الالتزام بسلوكيات ومعايير العمل من حيث الوزن والمظهر، فقد كنا قبل ثورة يناير نطبق هذا النظام وإذا في زحمة الأحداث والمطالب الفئوية تم تعيين أصحاب العقود فهبط مستوى الأداء، سياستنا الآن لا يبقى على الطائرات إلا الكفاءات.


شيف إيطالي


وعن الوجبات وشكوى الركاب منها.. لم يتنكر الرجل أو يدافع عن الكتيرنج، بل أكد تعاقدهم مع "شيف" إيطالى سيبدأ عمله مع بداية العام الجديد. سوف يحدث انقلابا فى شكل ونوعية الطعام الذى يقدم للركاب..
ويقول أحمد عادل إن الدراسات تجرى على إلغاء الوجبات التى تقدم للركاب فى الرحلات الداخلية القصيرة، وبالتالى تخصم قيمة هذه الوجبات من قيمة التذكرة يعنى يستفيد بها الراكب بحيث يتفرغ الكتيرنج لوجبات الرحلات الخارجية، وهنا أيدته فى هذه الخطوة لما عايشته بنفسى على الخطوط الأجنبية كراكب، فمعظم رحلاتها الداخلية بين المدن لا يقدمون وجبات على الطائرات، وإن طلبت زجاجة "مية" تدفع ثمنها..
قال الرجل.. نحمد الله أننا لسنا مثلهم لن نبيع.. "المية" للراكب حتى ولو أعطيناه قيمة الوجبة التى كانت مخصصة للرحلات الداخلية.. ثم تحدث معى عن المنتج بعد أن انتهى من المفاجآت التى يعدها للعنصر البشرى، فهمت من حواره أن فى خطته تحديث أسطول مصر للطيران بالكامل، لن تقتصر طرازات الطائرات على طراز واحد بل سيقوم بتحديث طائرات الإيرباص أيضا فقال:
فى يوليو ٢٠٢٠ سنقوم بتغيير أسطول شركة الإكسبريس ونستبدل طائراتها بـ ١٢ طائرة إيرباص ٣٠٠/٢٢٠ وهو أحدث طراز فى عالم الطيران متوسط المدى وتتسع الطائرة إلى ١٤٠ راكبًا بدلا من ٧٠ راكبًا وهى الحمولة الحالية ومدة الطيران ستكون مضاعفة إذ تطير ٧ ساعات..


وفى نفس العام سوف يحدث انقلاب فى أسطول مصر للطيران بالاستغناء عن الطائرات التى شاخت وسوف يضيف للأسطول ١٥ طائرة إيرباص ٣٢٠ تتسع الواحدة ١٤٥ راكبًا، وفى تقدير خبراء الطيران هذا الطراز من أفضل الطرازات الحديثة فى الطيران، معنى الكلام أن الذى يضيفه الطيار أحمد عادل لمصر للطيران هو تحديث لكى تواكب التغيرات والتجديدات فى تحالف تليستار الذى يعد أقوى تحالف فى الطيران..
ونتوقف عن الكلام وعن السؤال وأنا أطالبه بأن يذهب لابنه لعله يستطيع اللحاق به على الغداء، فى حين أن الساعة كانت تشير إلى السادسة مساء.. وجميع العاملين فى الشركة قد انصرفوا ولم يبق إلا سائقه وموظفو الأمن.. رأيته يزك بقدمه، فأفهمنى أن هذه الزكة سببها شوطة غلط فى الملعب، حيث كنا فى اليوم الرياضى فى نادينا مع معالى الوزير الذى يحرص كل أسبوعين أن يلتقى بالعاملين فى الوزارة من مختلف المهن فى يوم رياضى يتسم بالحب والمودة.. قلت ما شاء الله فأنتم محظوظون بوزير يتعامل معكم وكأنه صديق للجميع..


وهنا يؤيدني الكابتن أحمد عادل ويقول.. فعلا الفريق يونس المصري بالإضافة لأنه خريج المدرسة العسكرية فهو شخصية محبوبة لجميع العاملين لأنه إنسان بسيط.. مش متنشى.. يشعرك بأنه صديق لك وفى العمل شخصية جادة لا تعرف أنصاف الحلول.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة