سيرجي سكريبال
سيرجي سكريبال


حصاد 2018| سيرجي سكريبال .. فتيل إشعار نار الأزمات بين روسيا وبريطانيا

أحمد نزيه

الأحد، 30 ديسمبر 2018 - 01:06 ص

سيرجي سكريبال .. اسمٌ لم يكن معروفًا في عالم السياسة على الصعيد الدولي قبل عام 2018، حينما سطع اسمه ليس لعملٍ بطوليٍ قام به، ولا لتقلده جائزة نوبل على سبيل المثال، بل لأنه استنشق غاز أعصابٍ كيميائيٍ عن طريق الخطأ، ليمثل ما حدث له قضيةً سياسيةً دوليةً، أشعلت النار من تحت أنقاض الرماد في العلاقات بين شرق أوروبا وغربها.

كان سكريبال برفقة ابنته يوليا، في أحد مطاعم مدينة سالزبوري، غرب إنجلترا، حينما عُثر عليه في مارس الماضي هو وابنته ملقين إلى جوار المطعم، وهما في حالة إغماءٍ تبين بعد الفحص الطبي لهما أنهما تعرضا لغاز أعصاب قاتل، موضوع على قائمة المحظورات الدولية الخاصة بالأسلحة الكيماوية، ومن هنا بدأ الصراع على الجبهة السياسة بين البلد الذي كان يعيش فيها "بريطانيا"، وبلده الأصلي "روسيا"، وكلاهما في حالة خصومةٍ سياسيةٍ متجذرةٍ منذ سنواتٍ وعقودٍ.

محاكمته في روسيا

قصة سيرجي سكريبال تبدأ من عام 2004، حينما وقف في قفص الاتهام أمام قاضٍ روسيٍ، يدلي باعترافٍ حول اتهاماتٍ موكلةٍ إليه، بالاتصال مع عملاء بريطانيين لدى سفارة بريطانيا لدى موسكو، ليقر العقيد السابق بالاستخبارات الروسية بإبلاغ عملاء جهاز الاستخبارات البريطانية أسماء نحو 300 عامل سري بجهاز الاستخبارات الروسية، مفصحًا عن أن مدينة أزمير التركية كانت مسرح لقاءاتٍ بالعملاء البريطانيين.

السجن ثلاثة عشر عامًا كان مصيره عام 2006، أمضى منهم أربع سنواتٍ فقط، قبل أن تتسلمه بريطانيا، في إطار صفقة تبادل الجواسيس بين روسيا والولايات المتحدة، أُبرمت بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما وديمتري ميدفيديف، وقد وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد واقعة التسمم بالشخص الخائن، وحقّر من شأنه.

الطرد من الوطن كان مصير سكريبال بعدما كان حبيس سجنه، وهو الذي تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية العسكرية في موسكو، ليكون دبلوماسيًا وعسكريًا لبلاده فأوفدته إلى مالطة ثم إلى إسبانيا، والتي كانت بداية تعاملاته مع عملاء الاستخبارات البريطانية.

تكريمه في بريطانيا

اختار سكريبال مدينة سالزبوري ليعيش هناك فيما أشبه بالمنفى الاختياري بعيدًا عن وطنه الأصل، ليخلع رداء الوطن الروسي، بحلةٍ جديدةٍ في بريطانيا، ليعمل هناك محاضرًا في الأكاديمية العسكرية الملكية البريطانية، فكان يلقي محاضرات حول أساليب عمل المخابرات الروسية.

وتقاعد سكريبال في عام 2016، ومنحته سلطات المملكة وسام الإمبراطورية البريطانية، وهو وسامٌ رفيعٌ في بريطانيا، لتكافئه لندن على إسهاماته لها، حتى وإن كانت تلك الإسهامات كانت على أنقاض خيانته لوطنه.

حادثة التسمم والأزمة

وفي المكان الهادئ الذي اختار العيش، كانت حادثة التسمم التي فجرت أزمةً سياسيةً بين بريطانيا وروسيا، ودفعت غالبية بلدان الاتحاد الأوروبي لاتخاذ إجراءاتٍ تجاه موسكو على الصعيد الدبلوماسي، تمثل في طرد دبلوماسيين روس، ما حدا بموسكو أن تتخذ إجراءاتٍ مماثلةً مع هذه البلدان.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن التحقيقات التي أجراها الادعاء العام البريطاني خلُص إلى تورط ضابطين بجهاز الاستخبارات الروسية في محاولة اغتيال سكريبال وابنته، في حين رفضت موسكو تلك الاتهامات، ورفضت أيضًا تسليم بريطانيا الضابطين اللذين سمتهما لندن، وقالت إن القانون الروسي لا يسمح بتسليم مواطنين روس لمحاكمتهم خارج الديار.

سيرجيؤ سكريبال كان سببًا هذا العام في إيقاظ حالة من العداء بين بريطانيا وموسكو، تمثل في كافة المناحي، بما في ذلك الرياضية، فعلى الرغم من بلوغ منتخب إنجلترا الدور نصف النهائي لمونديال بلاد بوتين سيف هذا العام، إلا أن زعماء بريطانيا لم يكونوا في المشهد هناك في روسيا مطلقًا، بسبب قضية تسمم سكريبال في سالزبوري.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة