صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


حكايات من السجون| زوج يدفع حياته ثمنًا لنزوات زوجته

د.محمد كمال

الأحد، 30 ديسمبر 2018 - 07:06 م

» والد المجني عليه كشف جريمة الزوجة

» التحريات فضحت العلاقة غير الشرعية بين الزوجة وعشيقها
 

ارتكبت الزوجة جريمة مزدوجة.. الخيانة المقترنة بالقتل، أما زوجها المسكين فدفع حياته ثمنًا لنزوات زوجته، جريمة قتل بشعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

 

 ربما كانت بشاعة الجريمة والطريقة الغريبة التي تم بها التنفيذ هي أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت محكمة جنايات سوهاج لإصدار قرار قضى بإعدام كل من الزوجة القاتلة وعشيقها. 

 

تعلق المجني عليه بزوجته بعد مشاهدتها في إحدى المناسبات، لم تكن سمعتها فوق مستوى الشبهات، لكنها نجحت بصورة أو بأخرى في الاستحواذ على قلبه وعقله، ورغم التحذيرات التي ساقها له بعض أهالي الحي كان قلبه تعلق بها سريعًا وأصبح يتنفس هواها ويذوب فيها عشقًا. 

 

مرت السنوات الأولى للزواج بشكل طبيعي، وبمرور الوقت لاحظ الزوج أن زوجته تتفنن في اختلاق الحجج والأعذار لتبعد عنه، كان هذا الأمر غير طبيعي بكل المقاييس، المشاكل عرفت طريقها إلى منزل الزوجية، تذكر الزوج التحذيرات التي سمعها عن سوء سلوك زوجته، الشكوك بدأت تتلاعب به لذا فكر في أمر طلاقها، لكن حبه الكبير لها جعله يؤجل هذا القرار قليلا ويا ليته ما تأخر في هذا القرار! لأنه بتأجيله الانفصال عنها كان يكتب شهادة وفته دون أن يدري كما سنوضح لاحقًا. 


فوات الأوان

كانت الزوجة وقعت بالفعل في الحب مع أحد جيرانها بنفس المنطقة، وهذا الأمر فسر سبب ابتعادها عن زوجها، كانت زوجه على الورق فقط فزوجها دائما خارج المنزل في عمله، أما هي فدائمًا وأبدًا تجد متعتها الحقيقة في أحضان عشيقها حتى أصبحت لا تطيق الحياة بدونه، فكرت في طلب الطلاق من زوجها لكن هذا الأمر لن يحدث بهذه السهولة، كما أنها خشيت فقدانها لكافة حقوقها في حالة وقوع الطلاق بناء على طلبها، لذا شرعت في التفكير مع عشيقها في الطريقة المُثلى التي تحقق لها الفوز بكل ما خططت لها دون أن تثير الريبة فيها.

 

بلاغ كاذب

اتفقت في نهاية المطاف مع عشيقها على التخلص من زوجها، بصورة ربما الشيطان نفسه قد لا يفكر فيها، تزينت الزوجة في إحدى الليالي ارتدت أجمل الثياب، كانت رائحة العطر تفوح من كل جوانبها، ملابسها المثيرة كادت تزلزل الأرض من تحت أقدام زوجها، قدمت له كوبًا من العصير وضعت به المخدر حتى غاب عن الوعي تمامًا، في هذه الأثناء دلف العشيق إلى الشقة وأطبق عليه بوضع الوسادة على فمه حتى فارق الحياة ثم حملا جثة الزوج وألقيا بها في أحد المصارف، ثم ذهبت الزوجة في اليوم التالي لاختفاء الزوج وحررت محضرًا يفيد بغيابه.

 

كشف الخائنة

على الجانب الأخر تلقى قسم شرطة العسيرات  بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة لشخص يكاد يكون بلا ملامح،  وتم انتشالها بمعرفة الأهالي، على الفور تحركت قوة من رجال المباحث إلى مكان البلاغ لمعاينة مسرح الجريمة وكشف ملابسات الواقعة، وبمعاينتها تبين أنها لشخص ذكر مجهول الهوية فى العقد الثالث من العمر يرتدى جلبابا أسود، حافي القدمين وفى حالة تحلل شبه كامل.

 

 كانت الخطوة الأولى تتركز على الكشف عن هوية الجثة وتحديد صاحبها وبعد جهود بحثية ضخمة من أجهزة البحث والمعمل الجنائي وفحص ملفات الغياب،  تطابقت أوصاف الجثة مع أحد البلاغات فتم استدعاء الزوجة للتعرف على الجثة لكنها أنكرت إنها جثة زوجها، أما والد المجني عليه فبمجرد رؤيته للجثة أكد أنها تخص نجله الغائب منذ فترة، ولم يكن هذا كل شيء وإنما فجر مفاجأة من العيار الثقيل عندما اتهم زوجته صراحة بضلوعها بشكل أو بأخر في غرق نجله بسبب الخلافات الكبيرة بينهما، كانت هذه الكلمات والتضارب في الأقوال تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هناك أمر مريب يغلف الواقعة. 


تم تطوير خطة البحث بشكل كبير، وتوسيع دائرة الاشتباه حتى كشفت التحريات عن مفاجأة من العيار الثقيل، وهي وجود علاقة غير شرعية بين زوجة المجني عليه وأحد شباب المنطقة، كانت هذه المعلومة هي نقطة الفصل في حل طلاسم القضية بشكل كبير، حيث تم القبض على الزوجة وبتضييق الخناق عليها اعترفت باشتراكها في قتل زوجها بمساعدة عشيقها وأرشدت عن مكان اختفاء عشيقها، وأدلت باعترافات تفصيلية حول كيفية ارتكابهما للجريمة.

 

تم تحرير محضر بالواقعة ضم كافة التفاصيل، حيث تمت إحالة المتهمين للنيابة العامة التي أمرت بحبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات الجارية معهما، وتحديد جلسة لمحاكمتهما، وبعد مرور ما يقرب من عام ونصف من المداولات داخل ساحة محكمة جنايات سوهاج، أصدرت المحكمة حكمها المتقدم بإعدام الزوجة وعشيقها، الآن الزوجة وعشيقها يعيشان أسوء كابوس في حياتهما في انتظار ملك الموت، يرتدعدان من أي صوت، إذا أغربت عليهما الشمس لا يعرفان هل سيبقيان على قيد الحياة لمشاهدة الشروق أم لا.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة