رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان


حصاد 2018| عامٌ من الأزمات لـ«أردوغان» رغم النجاح في الاستحقاق الرئاسي

أحمد نزيه

الأحد، 30 ديسمبر 2018 - 07:46 م

أقحم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بلاده في صراعات خلال عام 2018، كان من الممكن تجنبها ويعتبر يوم الرابع والعشرون من يونيو نقطة سوداء في مسار العلاقات التركية الأمريكية بعدما تمكن خلاله أردوغان من الفوز بالانتخابات الرئاسية من الجولة الأولى، بعد حصده 52.5% من أصوات الناخبين، متقدمًا بفارقٍ كبيرٍ عن أقرب ملاحقيه محرم إينجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي حصل على 30% من أصوات الناخبين.

 

وسيجد أردوغان عزاءه في هذا الإنجاز الشخصي له هذا العام، بعد أن أُفحم بالأزمات والمشاكل سواء على الصعيد الداخلي أو فيما يخص العلاقات الخارجية.

 

الكساد الاقتصادي

ومع بداية العام، بدأت تركيا أزمةً اقتصاديةً تمثل في فقدان العملة المحلية "الليرة" نحو 40% من قيمتها، وهو ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، وزيادة معدلات التضخم على نحوٍ متسارعٍ في النصف الأول من العام.

 

ولهذا السبب، خرجت الأسبوع الماضي تظاهرات في مدينة اسطنبول التركية، توازيًا مع احتجاجات السترات الصفراء بفرنسا، حيث ندد المحتجون الأتراك، الذين ارتدوا سترات صفراء، ليحاكوا ما يحدث في فرنسا، بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد، وارتفاع أسعار السلع والمنتجات ببلاد الأناضول.

 

أزمة القس

الأوضاع الاقتصادية التركية ازدادت معاناتها بعد أن فرضت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرائب مضاعفة على الصادرات التركية، نتيجة استمرار احتجاز السلطات التركية للقس الأمريكي آندرو برانسون، والذي بدأ في أكتوبر عام 2016، جراء اتهاماتٍ تتعلق بالإرهاب.

 

وكان السلطات التركية تتهم القس الأمريكي بالصلة بشبكة فتح الله جولن، المتهم الأول بتدبير الانقلاب العسكري في منتصف يوليو 2016، لكن الولايات رفضت تلك الاتهامات، وأصرت على الإفراج عن القس وهو ما حدث في أكتوبر الماضي.

 

ورغم الإفراج عن القس فإن المحادثات ظلت مستمرة بين الجانبين، بشأن إعفاء الصادرات التركية من الرسوم الجمركية المضاعفة حال دخولها الولايات المتحدة.

 

خسارة الحليف الانتخابي

ومع حل أزمة القس الأمريكي برانسون، خسر أردوغان حليفه حزب الحركة القومية، الذي كان قد أعلن التحالف مع حزب العدالة والتنمية أواخر العام الماضي وكان زعيمه دولت بهتشلي صاحب فكرة تقديم الانتخابات الرئاسية في تركيا، والتي فاز خلالها أردوغان صيف هذا العام.

 

وكان مقرر أن تكون الانتخابات الرئاسية في تركيا في نوفمبر من العام المقبل، لتنتقل خلالها البلاد من مرحلة النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، يتمتع خلاله الرئيس بصلاحيات حكم واسعة، بعدما كان منصب الرئيس شرفيًا في بلاد الأناضول منذ عام 1950.

 

ودعم الحزب أردوغان في المعترك الانتخابي، وساهم بشكلٍ كبيرٍ في حسم أردوغان الصراع الانتخابي من الجولة الأولى بعد حصده نحو 52.5% من أصوات الناخبين، وهو ما جنبه الدخول في جولة إعادة مع محرم إينجه مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، الذي حصد 30.8% من أصوات الناخبين، ربما كادت جولة الإعادة تطيح بأردوغان.

 

ولكن وتيرة الخلافات دبت بين أردوغان وزعيم الحزب القومي، بعد أن دعا الأخير إلى العفو عن بعض المسجونين السياسيين في البلاد، وهو ما لم يوافق عليه أردوغان، لتنفجر الأزمة بعد ذلك بينهما، بعد أن أفرجت السلطات التركية عن القس الأمريكي أندرو برانسون، وسمحت له بمغادرة البلاد صوب الولايات المتحدة، وقال "بهتشلي"، إنه لا يمكن الثقة في رئيس هبط بقيمة تركيا إلى قس أمريكي، مشيرًا إلى أن القرار تسبب في إيذاء الشعور الوطني.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة