الإثنين، 31 ديسمبر 2018 - 02:15 ص

قصر مشيد ليس بزخارفه ونقوشه وفنونه الهندسية لكن بتاريخه الذي لا يزال صاحبه عالقا في أذهان المصريين جيلا بعد جيل، استقبل فيه العديد من الشخصيات وزعماء العالم، شهد حشودا ووفودا من دول كبرى، الآن تحول إلى أثر تزروه كل من لديه شغف أن يلمس ويرى بعينيه من جميع أنحاء العالم أطلال صاحب نوبل السياسة بطل الحرب والسلام.. الزعيم الراحل محمد أنور السادات.  

مسقط رأس الزعيم

هنا في قرية ميت أبو الكوم مركز تلا بالمنوفية تجولت كاميرا «بوابة أخبار اليوم» في مسقط رأس الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لترصد أهم المعالم السياحية بالمحافظة، قصر زعين الحرب والنصر والسلام، الموضع الذي احتوى أغلب تاريخه، والذي يضم مقتنياته الخاصة في متحف يمثل جزءاً من منزله الذي بناه عام 1962، ويشمل مضيفة طالما استقبلت الكثير من زعماء العالم ورجال الدولة وأهل القرية.

مقتنيات بطل الحرب والسلام

 يضم المتحف ملابس الرئيس الراحل المعروضة بالمتحف، لتذكر الزائر برحلاته الهامة، وخطاباته التي هزت كلماتها جنبات المواضع التي ألقيت فيها، هناك ارتدى الرئيس الراحل هذه الملابس عند إلقاء الخطب في المؤتمرات واللقاءات الدولية، بجانب البدلات العسكرية الخاصة به، وصورة لزى الاغتيال، الذي مازال ملطخًا بدمائه التي استشهد فيها، سجادة الصلاة الخاصة به، سبحته مصحفه، بايب السجائر الكبريت، ماكينة الحلاقة فرشاة أسنانه.

خلاصة فكر الزعيم

مكتبة المتحف، واحدة من أهم أماكن الزيارة، التي تجذب الزائر للاطلاع على ما تحويه، فهي تضم كتب السادات، مثل كتاب "البحث عن الذات"، و13 كتابًا آخر كتبها الزعيم الراحل، من بينها "ياولدى هذا عمك .جمال"، و"30 يومًا في السجن"، فضلًا عن كتب تحدثت عن عبقرية السادات ودهائه السياسي،

قلم وورقة

داخل المتحف مجموعه هامة من إعداد مجلة التحرير التي نشر بها الرئيس السادات عددا هائلا من المقالات في الخمسينيات، التي تحدث فيها عن أحوال مصر وعلاقتها بالعالم العربي ؛ كما تضم ثلاثة عشر كتابا كتبهم السادات و500 كتاب كتبت عن الرئيس بلغات العالم المختلفة.

آثار من حرب النصر

 لم يخل المتحف  من صور عديدة مع مصابي وجرحى حرب أكتوبر المجيدة، حيث كان حريصًا على تلبية طلبات الجرحى والمصابين في الحرب، وضم كذلك المتحف صورة له أمام قبر شقيقه الشهيد طيار عاطف السادات، الذى استشهد في حرب أكتوبر.

الغرفة الذهبية

الغرفة الذهبية للمتحف، نجد المصحف الخاص بالرئيس، والعباءات التي كان يرديها أثناء زيارة القرية، وكرسيه الخاص، وعصاه الخاصة به، وبيجاماته ومرآته، بجانب صورة لـ«جيمي كارتر» الرئيس الأمريكي الأسبق في زيارة لقرية ميت أبو الكوم، وأخرى خلال صلاته في القدس، وصورة له في الكنيست الإسرائيلي، ونياشين ذهبية وفضية أهديت للرئيس.

زفافه مع «جيهان»

طقم الأطباق الصيني الذي كان يأكل فيه السادات، الذي كان صناعة مصرية، وأدواته الشخصية، الساعات الخاصة، صور عائلية نادرة للرئيس الراحل، مع أولاده وأحفاده وأسرته، لإضافة إلى صور زفافه للسيدة جيهان السادات، فضلا عن صور تدل على تواضعه، منها صورة أثناء أكل القصب، وأخرى مع حلاق البلدة، وثالثة مع أهالي وفلاحي القرية.

رقية السادات

رقية ابنة الرئيس الراحل محمد أنور السادات أكدت أن الرئيس السيسى هو من كرم عائلة السادات وأعاد لهم مكانتهم التي أهدرت؛ وأن الرئيس السادات كان يعشقه المصريون، وكلما تحدث الرئيس السيسى عن الراحل بكل احترام وتقدير أحبه الشعب المصري وازداد تعلقهم به.

ابنة الرئيس الراحل قالت «إن التاريخ لم يعط الرئيس الراحل السادات حقه لأن هناك الكثير من الإنجازات التي يغفل عنها الجميع قام بها في الحرب؛ وأن أكثر الأشياء التي كانت تعانى منها الأسرة بعد رحيله هو مهاجمه البعض لاتفاقية كامب ديفيد والتي بدونها لكانت مصر في حرب إلى الآن».

محافظ المنوفية اللواء سعيد عباس زار المتحف، بمناسبة مئوية السادات ووقع في سجل زيارات، ليؤكد أن الرئيس السادات سجل اسمه بحروف من ذهب فى كتب التاريخ أبد الدهر، كونه من أعظم رؤساء العالم لما تميز به من الشجاعة والعبقرية والإبداع والحكمة والاعتزاز بوطنه ورؤيته المستقبلية، فقد أكمل المسيرة خلف الرئيس عبد الناصر في وقت شديد الظلمة.

اللواء سعيد عباس من داخل المتحف قال «إن الزعيم الراحل استطاع بعزيمته الانتصار على كل هذه الظروف الصعبة بل وتحقيق المستحيل فقد قاد بنفسه خطة الخداع الإستراتيجي في حرب أكتوبر المجيدة، وأعاد كرمة الأمة العربية والإسلامية فتكلل هذا النجاح بالحصول على جائزة نوبل ليصبح بطلا للحرب والسلام».