حكايات| متحف التعليم «الطائر».. كتاتيب و«قابلات» ودرجات قادة مصر
حكايات| متحف التعليم «الطائر».. كتاتيب و«قابلات» ودرجات قادة مصر


حكايات| متحف التعليم «الطائر».. كتاتيب و«قابلات» ودرجات قادة مصر

منةالله ممدوح

الثلاثاء، 01 يناير 2019 - 07:41 م

«1 شارع إسماعيل أباظة- لاظوغلي».. هنا مقر لواحدة من أهم الوزارات في مصر، ليس لكونها مصنع مستقبل إعداد الأجيال بين «التربية» و«التعليم»؛ بل لما تحمله بين جدرانها من تاريخ هذه الأمة.


متحف «التعليم» الواقع بمقر الوزارة، يقدم قصة التطور المستمر في التعليم، عبر العصور المختلفة، بداية من القدماء المصريين وحتى الآن؛ إذ يركز على رموز ساهموا في إصلاح ونهضة التعليم، حتى وإن كانت فكرة إنشائه حديثة نسبيًا حال مقارنته بتاريخ التعليم في مصر.


بدون مقر ثابت


فكرة إنشاء المتحف ترجع إلى سنة 1937، في عهد الوزير زكي العرابي باشا بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء ديوان المدارس، وفي هذا العام أقيم معرض بسراي الجمعيات الزراعية لاقى استحسان الجميع فجاءت فكرة تحويله إلى متحف دائم.


ظل هذا المعرض متنقل بين عددٍ من المواقع، قبل أن يصل إلى ديوان الوزارة، فمن منزل بشارع إسماعيل أباظة، إلى شارع منصور، استقر بديوان عام الوزارة في وسط البلد، وتم افتتاح الدور الأول منه سنة 1970 في عهد الدكتور محمد حافظ غانم، ثم الدور العلوي سنة 1975 في عهد الدكتور مصطفى كمال حلمي.


يستقبل الدور الأول بالمتحف زائريه بتمثالين كبيرين لطالب يحمل شعلة، وطالبة تحمل كتابا، كرمز للعلم والتعلم، ويظل تمثال أول وزير للمعارف «مصطفى مختار»، ذو الأصل التركي، أبرز تماثيل المتحف، إضافة إلى تمثال ثانٍ لعلي باشا مبارك أول وزير مصري للتعليم، وهو خامس الوزراء في الترتيب.

 


أول جامعة في التاريخ


يحتوي المتحف على صور فوتوغرافية لـ 82 وزيرًا للتعليم، بدءًا من اللواء مصطفى مختار سنة 1837، أي الذي أنشأ فيه المتحف، كما يضم عددًا كبيرًا من الأقسام، منذ عهد القدماء المصريين، حيث يعرض نموذج لأول جامعة في تاريخ البشرية «جامعة أون».


ولا يمكن المرور بالمتحف دون التوقف عند العصر القبطي، والذي ضم مدارس بعد دخول المسيحية لمصر عام 60 ميلادية على يد القديس مرقس، والذي أنشاء المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية.


وفي هذه المرحلة، كان الطالب يدرس اللغة والكتاب المقدس والقراءة والكتابة والألحان، واستخدم الأقباط في هذه الحقبة قطع الفخار وشظايا الأحجار الجيرية البيضاء في تسجيل مكاتباتهم.

 


 

العرب.. خدمة الجيش


ما إن تنتهي محطة القسم القبطي، يبدأ قسم التعليم عند العرب، والذي يشمل مرحلتين «الأولى» العصر الجاهلي، ويتميز بإلقاء الشعر في الأسواق العامة، وفي هذه المرحلة عانت المنطقة من انتشار الأمية؛ لعدم اهتمام العرب بتعليم أبنائهم، كما تميزت أيضا بانتشار الشعر والخطابة واستخدمهما في التعبير عن آرائهم والتنافس فيما بينهم وكان أشهر الأسواق وقتها هو سوق عكاظ.


أما المرحلة الثانية فتتمثل في مرحلة دخول الإسلام، ويحتوي المتحف على رموز لبعض المساجد التي كانت بمثابة مدارس للتعلم ونشر اللغة العربية، وبرز خلال هذه الفترة العلماء العرب في شتى علوم الدين والدنيا.


لا يكتفي المتحف بذلك؛ بل يقدم نهضة التعليم في القرن التاسع عشر، لسد احتياجات الجيش من الخبراء والفنيين وإنشاء المدارس الخصوصية والعالية وإيفاد البعثات التعليمية في مختلف التخصصات إلى أوروبا، وهنا يقدم لوحة نادرة في عهد محمد علي باشا توضح أحد دروس التشريح لطلاب كلية الطب.

 


مدرسة القابلات


ملحمة تعليم الفتيات في مصر لم تكن بالمعركة السهلة، ولذلك يحرص المتحف على تقديم قصة تعليم فتاة بالرسوم والصور منذ بدء تعليمها وحتى وصولها إلى أعلى المناصب، ويرجع تاريخ تعليمهن إلى على 1832، حين أنشئت أول مدرسة للفتيات مدرسة «القابلات» أول الولادة في عهد محمد علي باشا.


ولعبت الظروف حينها دورًا مهمًا في إطلاق مدرسة «القابلات»؛ إذ تسبب تفشي الجهل وسوء الحالة الصحية للأمهات، حينها، في إنشائها، وبدأت هذه المدرسة بعشر جاريات تحت إشراف قابلة من دار الولادة بباريس وطبيب مصري تخرج في فرنسا وأحد العلماء لإلقاء دروس الدين واللغة العربية، ثم مدرسة السيوفية عام 1837، وهي مدرسة للتعليم الابتدائي للبنات، وبعدها مدرسة القربية، وفي عام 1889 أقيمت مدرسة السنة.

 


آلاف المقتنيات 


نماذج مميزة للخطوط العربية والزخرفية وتطورها منذ أقدم العصور، وجدت لها مستقرًا داخل المتحف أيضًا؛  حيث يضم عددًا من اللوحات لأحاديث نبوية وأقوال مأثورة كتبت بخطوط عربية متنوعة مثل النسخ والفارسي والديواني والكوفي والرقعة والثلث.


ويضم المتحف حوالي 24 ألف مقتنى وثائقيًا للتعليم منذ أكثر من 100 عام من قرارات وقوانين وتقارير إحصائية ومؤتمرات وأبحاث وغيرها، إضافة إلى أبرز شهادات بعض القادة وفي مقدمتهم الرئيس جمال عبدالناصر.

 


ويحتفظ المكتب الخاص بطه حسين، وغرفة الاجتماعات الخاصة بعلي مبارك، موقعين مميزًا داخل المتحف، إضافة إلى أقسام التعليم الفني بكل مجالاته، وقسم خاص للجامعات، ثم الأزهر الشريف، والتربية الخاصة.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة