حكايات| براندات مصر الضائعة.. قصة طريفة وراء شهرة «صيدناوي» 
حكايات| براندات مصر الضائعة.. قصة طريفة وراء شهرة «صيدناوي» 


حكايات| براندات مصر الضائعة.. قصة طريفة وراء شهرة «صيدناوي» 

وليد الشربيني

الأحد، 06 يناير 2019 - 05:16 م

 

«كانت الموضة تنزل هنا قبل ما تنزل باريس».. صرخة أطلقها زكي الدسوقي بصوت الزعيم عادل إمام في فيلم عمارة يعقوبيان، وبالعودة إلى ما قبل الخمسينيات فإن هذه الجملة مقاربة جدا للحقيقة، فالعلامات التجارية المصرية كانت قوية وتؤسس لكل السلع كما يقول المصريون «من الإبرة للصاروخ».

 

قد ترى محلات صيدناوي وعمر أفندي وبنزايون في أماكنها، إلا أنها بات ينطبق عليها الجزء الآخر من حديث زكي الدسوقي «من تحت مسخ»، فهي لا تقدم سوى «فاترينة» خاوية يعلوها اسم العلامة التجارية، فلماذا لم تستمر هذه البراندات المصرية الكبيرة في قمة الاقتصاد كما كانت؟


  
صيدناوي

 

أسسها السوري سمعان صيدناوي وأخوه سليم عام 1913 في ميدان الخازندار بحي الموسكي في مبنى تبلغ مساحته 8530 مترا.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| من الصحراء لعرض البحر.. رحالات يخضن مغامرات خارج الحدود

 

قصة هجرة سمعان من سوريا إلى مصر طريفة للغاية؛ إذ طرده أهل قريته خوفا من اللعنة بعد فوزه بورقة يانصيب باعتبارها خطيئة كبرى يستحق صاحبها النفي.

 

تخصصت شركة سمعان سليم صيدناوي في بيع الأقمشة والمنسوجات مصرية الصنع التي تنتجها ورش تابعة لمؤسستهما.

 

 

أصبح اسم صيدناوي لامعًا جدًا في السوق المصرية، وتوالت افتتاح الفروع الجديدة بالقاهرة والإسكندرية والمنصورة وطنطا ومدن بمحافظات أخرى.

 

كان لثورة يوليو رأي آخر مخالف حول صيدناوي بفروعها التي بلغت بحلول الستينيات ٧٢ فرعاً، وأكثر من ٦٥ مخزنا، إذ جرفتها موجة التأميم التي أطاحت بعدة مُلاك للمحال والعلامات التجارية المصرية.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| «فضائيون مروا من الجيزة».. نظريات تواصل الفراعنة بالعوالم الأخرى

 

إمبراطورية صيدناوي قد تكون رحلت لكنها تركت أطلالا من المعار الأثري النادر ليبقى شاهدا على تجارة قوية أثرت في الاقتصاد المصري.

 

عمر أفندي

 

عائلة نمساوية يهودية رأت في مصر سوقا واعدا فأسست عمر أفندي عام 1856 كسلسلة متاجر حكومية مصرية، يصل عدد فروعها إلى 82 فرعًا و68 مخزنًا منتشرة في مصر.


  
وعن قصة تسميته محلهم بـ«عمر أفندي»، يقول محمد عبد الوهاب صائغ صاحب محل قديم في منطقة الحسين، إن كبير تلك العائلة وهو ريزدى باك، كان يملك محلا لبيع السجاد العجمي، وكان لديه عامل بسبط ولكنه ماهر  يدعى «عمر»، وكان محل احترام الجميع.

 

 

ونظرا لهذه المحبة عرض ريزدى باك الشراكة على عمر بالاسم فقط في محل كبير في شارع عبد العزيز، فأسسا البراند المصري الأشهر عمر أفندي.

 

وفي رواية أخرى قيل إن ريزدى باك، باع محلاته لأحد التجار الأتراك والذي يدعى عمر أفندي.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| مصريون على حدود الكوكب.. أحدهم «سندباد» يعيش مع «البيروفيين»

 

طالت موجة التأميم بعد ثورة 23 يوليو، عمر أفندي عام 1957، ثم دخل في مرحلة من التدهور إلى أن بيع عام 2005 لشركة سعودية، إلا أن القضاء الإداري قضى بعودة الشركة مرة أخرى للدولة.

 

شيكوريل

 

الخواجة الإيطاالي مورينيو شيكوريل، أسس تجارته الشهيرة في عام 1887، بمنطقة وسط البلد.

 

كان شيكوريل هاجر مورينيو من مدينة أزمير التركية إلى مصر، أسس شيكوريل أول محل خاص به باسم «ليه جراند ماجازان شيكوريل» في منطقة قصر الأوبرا القديمة في وسط القاهرة، وبمساعدة أولاده سولومون ويوسف وسالفاتور.

 

لم يكتف الخواجة بذلك؛ بل أسس بعد ذلك الشركة الضخمة برأس مال ضخم في ذلك الوقت يبلغ 500 ألف جنيه، وترأس مجلس إدارتها، وعمل بها 485 موظفاً أجنبياً و142 موظفاً مصرياً.

 

 

قصص شيكوريل من القصص المأساوية، إذ خسر كثير في حريق القاهرة الأول عقب الخسارة في حرب فلسطين عام 1948، واتهم جماعة الإخوان بتدميره، وأعيد بنائه.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| كافور الإخشيدي.. حبشي «مسلوب الرجولة» حكم مصر وهزمته أبيات المتنبي

 

ولم يكن حريق القاهرة الثاني أقل رحمة من الأول في عام 1952، إذا طال المحل العريق وأعيد أيضا بناؤه ولكن بمساعدة الحكومة المصرية التي وضعته بعد ذلك تحت الحراسة بعد العدوان الثلاثي على مصر 1956، اضطر أسرة شيكوريل لبيعه بعد ذلك.

 

بنزايون

 

داود عدس أسس مجموعة من المحال التجارية، في شارع عماد الدين في القاهرة، ومنطقة الأزهر، وكان اتبع نظام البيع بالتقسيط في مصر.

امتازت سلسلة محلات داود عدس بنزايون، بإعلاناتها المبتكرة، وكان أشهرها الإمساكية التي طبعها داوود عدس كدعاية وأصبحت نموذجا بعد ذلك لكل إمساكيات رمضان، إذ احتوت على أحكام الصيام والأدعية والآيات القرآنية، ومواعيد الإفطار والإمساك، وكانت لأول مرة توزع على الصائمين في الشوارع.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة