صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


مواقف أمريكية «متضاربة» بشأن انسحاب القوات من سوريا

أحمد نزيه

الأحد، 06 يناير 2019 - 09:45 م

منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي في وقتٍ سابقٍ من شهر ديسمبر الماضي النصر على تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش"، والتي أعقبها قراره بسحب القوات الأمريكية المتمركزة في الأراضي السورية لقتال التنظيم ضمن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، واجه ترامب موجة من الانتقادات في الداخل الأمريكي وخارجه على المستوى الدولي.

الانتقادات وصلت مسامعها إلى إدارة البيت الأبيض، التي باتت تعيش حالة نوعية من التخبط وتضارب المواقف بشأن الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من سوريا من عدمه، وباتت احتمالية بقاء القوات فعليًا في سوريًا مطروحةً على الطاولة، رغم عدم وجود قطعية بحدوث ذلك.

شبكة "إن بي سي" الأمريكية نقلت أمس السبت 5 يناير عن مسؤولٍ بالإدارة الأمريكية، لم تفصح عن هويته، قوله إن الولايات المتحدة قد تبقي على جزء من قواتها في سوريا، خاصةً في قاعدة التنف، التي أقامتها واشنطن جنوب البلاد عام 2016، لكنه أشار في الوقت ذاته، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لم تتخذ أي قرار بهذا الشأن.

واليوم الأحد، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، الذي يحل في زيارةٍ لإسرائيل وتركيا على التوالي، إن انسحاب قوات بلاده من سوريا يخضع لشروط، وفي ذلك إشارة إلى أن الولايات المتحدة قررت التدرج في الانسحاب.

تراجع أمريكي

وعدلت الولايات المتحدة مطلع هذا العام عن موقفها السابق بشأن سحب القوات، لترجئ أمر سحب القوات لمدة أربعة أشهر، بعد أن كانت قد تعهدت مسبقًا بالانسحاب الكامل من سوريا في غضون ثلاثين يومًا.

وعاد الرئيس الأمريكي ترامب يوم الأربعاء الماضي ليقول إن الولايات المتحدة ستنسحب من سوريا على مدى فترة من الوقت، وإنها تريد حماية المقاتلين الأكراد مع سحب القوات الأمريكية من هناك.

وأضاف ترامب في اجتماع لمجلس الوزراء في البيت الأبيض أنه لم يحدد أبدًا أربعة أشهر جدولًا زمنيًا للانسحاب، الذي كان قد أعلنه الشهر الماضي متجاهلًا مشورة كبار مساعديه للأمن القومي ودون تشاور مع المشرعين أو حلفاء الولايات المتحدة الذين يشاركون في العمليات ضد تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش".

وتصريح ترامب هذا يمثل تراجعًا عن موقفين للإدارة الأمريكية تمثل في إعلان الانسحاب من سوريا وأفغانستان على حدٍ سواء، في فترةٍ وجيزةٍ، قبل أن يتم إرجاء الأمر في سوريا لبضعة أشهر، والآن يقول الرئيس الأمريكي إنه لا يضع إطارًا زمنيًا لانسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية.

ويشكك حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، خلال تصريحٍ سابقٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، في جدية القرار الأمريكي بشأن الانسحاب من سوريا، وذلك بعد أن أرجأت الإدارة الأمريكية سحب القوات من 30 يومًا إلى أربعة أشهر، مستطردًا أن الأمر يمكن تجديده مرةً أخرى بعد انقضاء الأشهر الأربعة.

وتسيطر القوات الأمريكية على مدينة التنف، رفقة قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها واشنطن، وقد أقامت قاعدة عسكرية هناك في عمق الصحراء بالقرب من الحدود مع الأردن عام 2016.

كما تسيطر هذه القوات بالكامل تقريبًا على ربع مساحة سوريا، وبالتحديد الجزء الواقع شرق نهر الفرات، والذي تنوي القوات التركية التقدم فيه، كما تخضع الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم"داعش" قبل دحضه لسيطرة التحالف بقيادة واشنطن، إضافةً إلى بعض من أكبر حقول النفط في البلاد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة