رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب
رجب طيب أردوغان ودونالد ترامب


وحدات حماية الشعب الكردية .. الشعرة الفاصلة بين تركيا وأمريكا في سوريا

أحمد نزيه

الإثنين، 07 يناير 2019 - 01:15 ص

في المنطقة الفاصلة عن حدود تركيا في شمال غرب سوريا، حيث تتوغل القوات التركية، وتحكم سيطرتها رفقة فصائل الجيش السوري الحر، الموالي لها والمنشق عن الجيش السوري الحكومي، سيكون هناك آخر ما تبقى من الصراع على الأراضي السورية بعد أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من هناك.

الصراع يُنتظر أن يأخذ وجهًا واحدًا هناك بين القوات التركية  والفصائل الكردية المسلحة، التي لم تستبعد إمكانية التنسيق مع دمشق بعد رحيل القوات الأمريكية.

استهداف تركي

وبدأت تركيا قبل عامٍ عملية "غصن الزيتون" العسكرية، لاستهداف الفصائل الكردية المقاتلة شمال غرب سوريا، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من قبل إنها مستمرٌ هناك حتى لا يبقى من تلك الفصائل أحدًا.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردًا عسكريًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وذلك على الرغم من نفي الوحدات الكردية أي صلة بينها وبين حزب العمال الكردستاني.

وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم أردوغان إن أهداف تركيا هي وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني و"الدولة الإسلامية".

وعاد كالين يوم الأحد ليقول إن بلاده لا تحارب أكراد سوريا، إنما تحارب الإرهابيين، ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عنه قوله في تصريحات أدلى بها عقب تعليقات بولتون "أحد أهداف حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني وامتداداته السورية هي إنقاذ الأكراد من قسوة وقمع هذه الجماعة الإرهابية".

وتصنف تركيا حزب العمال الكردستاني على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ، وتشاطرها في ذلك الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي، مما يفتح المجال للحديث عن أن المتحدث باسم أردوغان حينما قال إن بلاده تحارب الإرهابيين، ربما يلوح بالكلام على وحدات حماية الشعب الكردية، التي تراها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، المدرج فعليًا على قوائم الإرهاب في بلاد الأناضول.

ظهير أمريكي للوحدات الكردية

وعلى الجانب الآخر، تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية، وقامت بتسليحها عام 2017 لقتال تنظيم ما يُعرف بالدولة الإسلامية "داعش" ضمن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وهو ما سبب توترًا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن منتصف عام 2017.

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي، الذي سيزور تركيا يوم الاثنين، وضع شرطًا جديدًا يوم الأحد خلال زيارته لإسرائيل (الأراضي المحتلة) للانسحاب الأمريكي من سوريا قائلا إنه يجب أن توافق تركيا على حماية الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة.

وأضاف بولتون أنه سيحث في المحادثات مع مسؤولين أتراك، بينهم الرئيس رجب طيب أردوغان، على ضرورة ضمان سلامة الأكراد.

وتنوي الولايات المتحدة سحب قواتها بشكلٍ كاملٍ من سوريا، بيد أن معالم تنفيذ ذلك لم تتضح بعد في ظل التراجع الأمريكي عن المضي في ذلك وإرجائه لأربعة أشهر بدلًا من شهر واحد.

وكان إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ في ديسمبر الماضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا ترك المجال مفتوحًا أمام الكثير من التساؤلات، خاصة ما إذا كان المقاتلون الأكراد الذين ينشطون في شمال سوريا سيصبحون الآن مستهدفين من تركيا التي تناصبهم العداء منذ فترة طويلة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة