شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب
شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب


في يوم مولده| تعرف على أبرز المحطات في حياة الإمام الطيب

إسراء كارم

الإثنين، 07 يناير 2019 - 04:48 م

أكمل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، عامه الـ73، أمس بالتزامن مع الاحتفال بافتتاح مسجد «الفتاح العليم»، وكاتدرائية «ميلاد المسيح»، بالعاصمة الإدارية الجديدة.


وحرص شيخ الأزهر على أن يكون أول الحضور في مثل هذا الحدث، بدلًا من الاستمتاع بيوم مولده وانتظار التهنئة وهدايا المحبين.


وننشر في سطور أبرز المعلومات الخاصة بالشيخ أحمد الطيب، وهي:


- ولد في إحدى محافظات صعيد مصر، في بيت اشتهر بالزهد والتصوف، حيث يتصل نسبه بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وقد ألحقه والده بالتعليم الأزهري فتربى منذ نعومة أظافره على منهج الوسطية والاعتدال والتعدد، حتى تخرج بتفوق من قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين عام 1969، ثم تدرج فضيلته في السلم الأكاديمي حتى حصل على درجة الأستاذية عام 1988 .


- انتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا عام 1990، ثم عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان عام 1995م، وفي عام  1999 عُيِّن عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، وقد أهلته مكانته وإنجازاته العلمية لأن يقود أهم المؤسسات الدينية والعلمية، فتم تعيينه مفتيا للديار المصرية في مارس من العام 2002، ثم رئيسًا لجامعة الأزهر في عام 2003، وفي التاسع عشر من مارس عام 2010 كان الأزهر على أعتاب مرحلة جديدة من التطوير والتجديد بتعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر الشريف.


- عمل الإمام الأكبر على إعادة الأزهر لمكانته في مصر والعالم، فأعاد إحياء هيئة كبار العلماء بعد حلها عام 1961، واستصدر قانونا عام 2012 ألغى به تبعية الأزهر وأصبح اختيار شيخه بالانتخاب بعد أن كان بالتعيين منذ عام 1960، وحقق استقلال الأزهر في الدستور المصري لأول مرة، كما تصدى فضيلته لمحاولات السيطرة على الأزهر من قبل فصيل بعينه حاول فرض هيمنته على المؤسسات الوطنية للدولة المصرية. 


- آمن الإمام الأكبر أن استعادة الأزهر لمكانته لا يكتمل إلا بتفعيل دوره الوطني، ففتح أبواب الأزهر أمام جميع المصريين مسلمين ومسيحيين، وانشأ بيت العائلة، ليضم في عضويته الكنائس المصرية إلى جانب الأزهر الشريف، وليمثل خطوة حقيقية نحو ترسيخ الوحدة الوطنية بين شركاء الوطن، كما استطاع أن يجمع أطياف الشعب المصري ومفكريه تحت قبة الأزهر لإصدار وثائق الأزهر التاريخية، التي كانت بمثابة بوصلة للمصريين في وقت تعالت فيه أصوات الفرقة والاختلاف.


- أنشأ مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والترجمة لتعزيز دور الأزهر وجعله منبرًا للتصدي للفكر المتطرف ومواجهته بكل اللغات ووأد دعوات العنف والتطرف في مهدها بالرد على الأفكار الشاذة وتفنيدها من خلال متخصصين في الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية.


- كانت وستظل المنظمة العالمية لخريجي الأزهر إنجازًا كبيرًا شاهدًا على دور الأزهر في احتضان أبنائه وخرِّيجيه من جميع أنحاء العالم، حيث شارك الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، في إطلاقها عام ٢٠٠٧ م حين كان رئيسًا لجامعة الأزهر، ومازال حتى الآن يترأس مجلس إدارتها، وقد أولى لأنشطة الرابطة منذ إنشائها وحتى الآن اهتمامًا بالغًا في الداخل والخارج، حيث انتشرت فروعها في 18 دولة عبر قارات العالم المختلفة، لينشر أعضاؤها فكر الأزهر ووسطيته واعتداله في ربوع العالم.


- حركة التطوير والتجديد في الأزهر، ما كانت لتؤتي ثمارها بدون أن تطال جذوره وأصوله في الجامع الأزهر، الذي شهد في عهد الإمام الطيب أوسع وأكبر عملية ترميم وتطوير على مر تاريخه الذي جاوز الألف عام.. كما استعاد الجامع الأزهر ريادته ودوره التعليمي والدعوي من خلال إحياء نظام الأروقة بأسلوب عصري يعتمد على سياسة التواصل الثقافي والاجتماعي والإعلامي مع المصريين وغير المصريين بعدة لغات.


- عايش الإمام الأكبر الفقراء، وخالطهم ولم يكن أبدأ بعيدا عن آلامهم بل كانوا دائمًا في مقدمة أولوياته فأنشأ بيت الزكاة والصدقات المصري مرددا مقولته الشهيرة «أنا رجل بسيط أحب الفقراء وأعيش دائماً بينهم»، كما شهدت القوافل الطبية والإغاثية في عهده توسعا غير مسبوق، مشددا على ضرورة تضافر الدور الدعوي للأزهر مع دوره الإنساني والاجتماعي، وأن يعايش أبناءه هموم ومشكلات الواقع، بحيث يتكامل القول الطيب مع الفعل الجميل.


- على الصعيد الدولي، كان العالم شاهدًا على استعادة الأزهر دوره الريادي، فساند الأزهر الشريف الضعفاء والمضطهدين في كل مكان ودافع عن قضايا الأمة ، كما لم يقف الإمام الأكبر صامتًا أمام ما يشهده العالم الإسلامي من قلاقل واضطرابات فعمل من خلال رئاسته لمجلس حكماء المسلمين على إطفاء حرائق الأمة وإصلاح ذات البين ونشر السلام بين كل المجتمعات.


- عندما وقف العالم متفرجا وعاجزا عن وقف مأساة مسلمي الروهينجا في ميانمار، خرج الإمام الأكبر ليعلن في بيان تاريخي للمجتمع الدولي أن تلك المأساة المروعة ما كانت لتحدث لولا أن الضمير العالمي قد مات.. كما قرر إرسال قافلة مساعدات إنسانية وإغاثية إلى مخيمات مسلمي الروهينجا اللاجئين في بنجلاديش المجاورة.


- كعادته في إقران الكلمات بالأفعال، توجه الإمام الأكبر إلى قرية الروضة في قلب سيناء، بعد أقل من أسبوع على الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف مسجد القرية، مخلفا أكثر من ثلاثمائة شهيد، ليؤكد من هناك أن الأزهر، برجاله ونسائه، يقف في خط المواجهة الأول ضد جماعات الإرهاب، التي تبتغي الفساد في الأرض وتهلك الحرث والنسل.


- لم يكتف الدكتور أحمد الطيب بإعلان موقفه من القضايا العالمية وفي مقدمتها الإرهاب، بل انطلق بنفسه يجوب العالم في جولات خارجية يوضح سماحة الإسلام، وبراءته من ممارسات التنظيمات الإرهابية، ويمد جسور الحوار والتفاهم والسلام مع مختلف الشعوب والثقافات، ويؤكد أن الأديان ما جاءت إلا لإسعاد البشر، فكانت جولاته شرقا وغربا بدءا من إيطاليا ومرورا ببريطانيا وإندونيسيا وألمانيا ونيجيريا وفرنسا لتأسيس لحوار فعال وبناء بين الشرق والغرب ، كما مثلت الزيارات واللقاءات المتبادلة بين الإمام الطيب والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، بعد انقطاع دام لسنوات، حدثًا تاريخيا فتح باب الحوار بين أكبر مؤسستين دينتين في العالم وأعاد الأمل في تحقيق مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.


- كانت ولا تزال جهود شيخ الأزهر محط أنظار العالم أفرادًا ودولًا ومؤسسات، التي سارعت إلى منح جوائزها التقديرية له اعترافا بجهوده وتقديرا لدوره في نشر ثقافة التسامح والسلام، فمنحه جلالة الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ومنحه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، وحاكم دبي جائزة الشخصية الإسلامية. 


- حصل على جائزة شخصية العامِ الإسلامية لخدمة القرآن الكريمِ بدبي، وجائزة شخصية العام الثقافية الإماراتية، كما اختير شخصية العام من دولة الكويت لعام 2015، وحاز وسام الكويت ذو الوشاح من الدرجة الممتازة من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، في يناير 2016. 


- حرصت الجامعات والمعاهد العلمية عبر العالم عرفانا لذلك العالم الجليل فضله وتميزه، على تكريمه والاحتفاء بإنتاجه العلمي والفكري، فمنحته جامعة «مولانا مالك إبراهيم» الإسلامية بإندونيسيا درجة الدكتوراة الفخرية، وقلدته جامعة بني سويف الدكتوراة الفخرية في العلوم الاجتماعية؛ تقديرًا لجهوده في تعميق روح التسامح والتعايش المشترك ليس فقط في مصر والعالم الإسلامي بل في جميع أنحاء العالم، أما جامعة أمير سونجكلا التايلاندية، وأرجعت منحه الدكتوراه الفخرية  لكونه «عالم جليل متعدد الثقافات، ونموذج عظيم للإسلام الصحيح».


- منحته جامعة «أوراسيا الوطنية» أكبر جامعات كازاخستان، الإمام الأكبر، درجة الدكتوراة الفخرية، وقلدته جامعة «بولونيا» الإيطالية، أقدم جامعات أوروبا، وسام «السجل الأكبر»، وهو أرفع وسام تمنحه جهة أكاديمية لعدد من الزعماء السياسيين والدينيين والمفكرين والعلماء، بينما اختصته أكاديمية أوزبكستان الإسلامية الدولية، بأول دكتوراه فخرية تمنحها الأكاديمية ي تاريخها، فيما كانت جامعة الملايا في ماليزيا صاحبة أول شهادة دكتوراه فخرية يتقلدها الإمام الطيب وذلك في عام 2012.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة