واجهة منزل الأديب الراحل عباس محمود العقاد - تصوير علاء محمد علي
واجهة منزل الأديب الراحل عباس محمود العقاد - تصوير علاء محمد علي


صور| كارثة في مصر الجديدة.. منزل «العقاد» يتعرض للتدمير

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 08 يناير 2019 - 11:25 م

عبد الهادي عباس

- المنزل مسجل بجهاز التنسيق الحضاري.. ولجنة فنية للمعاينة بالتنسيق مع الحي

 

يبدو أننا متخصصون فى الإشاحة بوجوهنا عن تراثنا النابض بالقوة والعنفوان، ففى الوقت الذى تحول فيه الدول المتقدمة منازل الأدباء والمفكرين إلى متاحف كاملة تكون محطة لدعم السياحة الثقافية نتعمد نحن تجاهلها بعدم اكتراث وكأنها لم تكن.. هذا ما يحدث مع منزل الأستاذ عباس محمود العقاد (13 ش شفيق غربال- مصر الجديدة)، ذلك المنزل الذى كتب فيه العقاد كتابه الشهير «فى بيتي»، وأقام به صالونه الأسبوعى يوم الجمعة، حيث كان يرتاده كبار السياسيين والمفكرين والفنانين.

 

وكتب عنه أنيس منصور كتابه الشهير «فى صالون العقاد كانت لنا أيام»، هذا المنزل الذى توفى فيه العقاد عام 1964م بعد رحلةٍ حافلةٍ من العطاء الفكرى سقط جانب من إحدى شرفاته، وتسببت مواسير المجارى المتهالكة فى تآكل أساساته.. فهل تتدخل وزارة الثقافة والتنسيق الحضارى لإنقاذ ذاكرتنا الثقافية؟


مأساة ثقافية
لم يندهش عبد العزيز العقاد، ابن أخ المفكر الكبير، حين علم أن «الأخبار» كانت أول من انتبه إلى هذه المأساة الثقافية، وأشار إلى أن «الأخبار» كانت المفضلة دائمًا إلى الأديب الكبير، وأنها كانت- ولا تزال- الجريدة الأولى للعائلة، وأنه كان يذهب بنفسه لتسليم يوميات العقاد يوم الإثنين إلى مكتب مصطفى أمين أو إلى سكرتارية التحرير لتجهيزها للنشر يوم الأربعاء من كل أسبوع. 

 

وعن بعض التدمير الذى لحق ببيت العقاد بمصر الجديدة أوضح عبد العزيز العقاد، أن شقة عملاق الأدب العربى مقيدة بالفعل كأثر معمارى ممنوع هدمها إلا عن طريق وزارتى الآثار والثقافة والحي، وذلك بقرار من مجلس الوزراء أيام أحمد نظيف؛ وأشار عبد العزيز إلى أن الشقة تضم صالون العقاد الذى كان يجتمع فيه كبار الأدباء والفنانين والسياسيين فى ندوة الجمعة الشهيرة، والذى كتب عنه الأستاذ أنيس منصور كتابه (فى صالون العقاد كانت لنا أيام)، كما يضم غرفة السفرة كاملة، وهى المائدة التى كان يأكل عليها الأستاذ حتى وفاته، حيث انتقلت غرفة النوم والمكتب إلى متحف أسوان. 

 

وأكد عبد العزيز أن صاحب البيت لا يفتأ يعبث بالشقة الخالية فوق شقة الأديب الكبير، ومؤخرا هدم جزءًا من البلكونة لتسقط أجزاء منها فوق بلكونة العقاد، وأنه يسعى منذ زمان ليدمر البيت ويُثبت أنه غير صالح للسكن ومن ثم يهدمه ويهدم معه ذاكرتنا الثقافية.. وناشد ابن أخ العقاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل لحماية آثار عملاق الأدب العربي، وأن يوجه بالعناية بشقته بمصر الجديدة بحيث تكون مزارًا سياحيًّا ثقافيًّا بقلب القاهرة.


بفعل فاعل
ويوضح المهندس عماد يوسف، أحد سكان العقار، أن المنزل تعيش به ثلاث أسر بالإضافة إلى أبناء أسرة العقاد، وأنه يتعرض للتدمير بفعل فاعل، كما أن سقف الشقة العلوية مهدوم ومفتوح مما يُهدد شقة العقاد بصورة بالغة، كما انهار جزء بالفعل من بلكونة الشقة العلوية ونزل الدبش على شقة الأستاذ، كما أننا سمعنا أن صاحب البيت عُرض عليه 70 مليون جنيه مقابل البيت، والحقيقة أن الإيجار الذى ندفعه ثلاثة جنيهات فقط لكل شقة، وكنا نتمنى أن يتدخل التنسيق الحضارى لترميم هذا المبنى الأثرى الجميل الذى يعود إلى الطراز البلجيكى القديم والذى يُمثل أثرًا تاريخيًّا وثقافيًّا مصريًّا.. ويشير إلى أنه لا ينسى أبدًا يوم وفاة الأستاذ رغم أنه كان فى الصف السادس الابتدائي، كما يتذكر كيف كان يهش على الأطفال بعصاه ليلعبوا بعيدًا ليتمكن من النوم وقت القيلولة كما تعود.


علاقات طيبة
ومن جانبه أكد المهندس يحيى نزيه- صاحب العقار- أنه لا توجد أى خلافات قانونية مع أسرة الأستاذ العقاد، بل إن العلاقات طيبة جدًّا، ولكن شقة الأستاذ وشقة ابن أخيه عامر العقاد بنظام الإيجار، ورغم أنه لم ير الأستاذ فإنه يُدرك أنه قامة فكرية كبيرة ويدعو الله أن يجود على مصر بعقاد آخر، ولكن الحقيقة أن البيت متداعٍ جدًّا بفعل الزمن، كما أن أسرة الأستاذ اكتفوا بمنزل أسوان وأقاموا متحفًا هناك نقلوا إليه كل مقتنياته، وأولاد أخيه يستغلون المكان كاستراحة فقط حين ينزلون إلى القاهرة.

منزل العقاد

منزل العقاد

منزل العقاد

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة