الكاتب الصحفي عمرو الخياط
الكاتب الصحفي عمرو الخياط


نقطة فوق حرف ساخن..

عمرو الخياط يكتب| اختفـــاء غير قســري

عمرو الخياط

الجمعة، 11 يناير 2019 - 09:24 م

 

   
حالة من التربص الإعلامي والسياسي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، وفِي المقدمة منها الخلايا واللجان الالكترونية الإخوانية التي راحت تنتظر بشغف تورط مصر في اختفاء مواطن ألماني.

التحفز الإخواني تجاه مصر كشف عن حاملي الجنسية المصرية من أعضاء التنظيم ممن أصبحوا خطرا جسيما علي الأمن القومي المصري.

رسالة الإخوان حملت تحريضا صريحا تجاه مصر وتمنيات معلنة بالدخول في معترك أزمة دولية جديدة مع أحد أقطاب الاتحاد الأوروبي.

السلوك الإخواني هنا يفرز الآتي:
- إن تنظيم الإخوان متورط في كل حوادث المساس بالأجانب في مصر بما فيها جوليو ريجيني.
- إن التنظيم يعتقد أنه يمكن استخدام الأطراف الأوروبية من أجل قضية تنظيمه الإرهابي.
- ممارسة التحريض الإيحائي ضد الأجانب في مصر.
- التنظيم خارج النسيج الوطني المصري تماما.
- التنظيم يُستخدم بإرادته من أطراف وأجهزة أجنبية لتقويض الأمن القومي المصري.
هذا ما يفرزه تحليل أُسلوب وحركة التنظيم تجاه ما تم تداوله عن اختفاء أحد الألمان في مصر.

حسنا فعلت الخارجية الألمانية عندما التزمت الدبلوماسية الرشيدة في التعامل مع خبر الاختفاء لتتبين بعد ذلك أن مواطنها المزعوم اختفاؤه عيسي محمد الصّباغ قيد التحقيق لانتمائه لتنظيم داعش الإرهابي وقدومه إلي مصر قاصدا الإضرار بأمنها واستقرارها.

من منطلق المسئولية القانونية قامت مصر بترحيل الألماني المذكور إلي موطنه الذي حتما وصل الآن إليه ليخضع لتحقيق السلطات الألمانية، لكن ملابسات ضبط وتسليم وترحيل المذكور تفرض علي الإدارة الألمانية الأسئلة التالية:

- ما هي ضوابط منح الجنسية الألمانية لعناصر يتبين بعد ذلك انتماؤهم لتنظيمات إرهابية؟
- ما هي البيئة التي نشأ فيها المذكور داخل ألمانيا وأفرزت له هذا الفكر المتطرف؟
- من هي العناصر المرتبطة بالمذكور داخل ألمانيا؟
- إلي متى سيسمح الاتحاد الأوروبي بأن تكون جنسيات أعضائه حصانة يستخدمها عناصر متطرفة خارج دولهم؟
- أين كانت أجهزة الأمن الألماني من هذا الداعشي؟
- كيف ستتغير الإستراتيجية الألمانية في التعاطي مع الأمن المصري؟.

في حوار معلن كشف قيادي الإرهاب الإخواني يوسف القرضاوي أن أبوبكر البغدادي مؤسس داعش هو أحد عناصر التنظيم الإخواني ليؤكد بذلك أن الفكرة الإخوانية هي أساس السلوك الإرهابي في العالم، أي أن ألمانيا الآن ستحقق مع الداعشي المرحّل إليها علي خلفية فكرية إخوانية تطورت تطورها الطبيعي وصولا لاستباحة الدماء دون تمييز.

داخل غرفة التحقيق الألمانية ستقفز في وجه المحقق الأسئلة التالية:
- إلي متى سيظل التعامل الأوروبي مع تنظيم الإخوان كفصيل سياسي وليس إرهابيا؟
- متى ستتخذ أوروبا موقفا حاسما تجاه قنوات الإخوان التي تحرض علي القتل المعلن عبر أثير تردداتها علي القمر الصناعي الأوروبي؟
- ماذا لو لم تضبط السلطات المصرية الألماني الخاضع للتحقيق كيف كان سيستهدف ألمانيا التي سيعود لها حتما؟
- من هي العناصر التي جندته داخل ألمانيا ومازالت غير معروفة؟
بعد أن ينتهي المحقق الألماني عليه أن يخبرنا بالآتي:
- كيف يتم التحقيق في ألمانيا وفقا لضوابط حقوق الإنسان؟
- ما هي قيمة شعارات حقوق الإنسان أساسا في مواجهة الأمن القومي الألماني؟
- ما هي نتائج التحقيق التي شملت تفاصيل تمس مصر؟.
- هل الداعشي عيسي الصّباغ هو الألماني الوحيد أم أنه كان في طريقه للحاق بمن سبقه إلي سيناء من عناصر داعش ممن يحملون الجنسية الألمانية أيضا؟.
- هل سبق للصباغ أن مارس إرهابه في سوريا، وما هي الإستراتيجية الأوروبية لمواجهة ظاهرة العائدين؟

قبل الإجابة عن هذه الأسئلة فلنواجه الحقيقة لنعلن عن حجم تنظيمات الإرهاب التي نشأت علي أطلال الأنظمة العربية التي أسقطت الداعشي الألماني المرحّل عيسي الصّباغ حتما تم ترحيله بشكل رسمي وتحت إشراف السفارة الألمانية في القاهرة، وحتما شملت أوراق ترحيله تقريراً بنشاطه الإرهابي الإجرامي الذي توصلت إليه أجهزة الأمن المصرية دون المساس به أثناء الاستجواب وإلا كانت ألمانيا قد أبدت اعتراضها علي إهانة أحد مواطنيها، إننا بصدد مبدأ ألماني جديد يرفع شعار »لا كرامة لإرهابي خارج وطنه»‬؟!.

القبض علي الصّباغ ينبغي ألا يتم التعامل معه كحالة فردية، بل لابد أن يكون بداية لإعمال إرادة دولية حقيقية لمواجهة وحصار الإرهاب، وبداية لإرادة دولية لتعاون حقيقي للقضاء علي الإرهاب في جميع قواعده وارتكازاته.

وإذا كانت أجهزة الاستخبارات الأجنبية ومراكز الأبحاث الدولية لا تكف عن تحليل ظاهرة »‬العائدون من سوريا وخطورتها علي مصر»، فإن الأولي بهم أن ينشغلوا الآن بظاهرة مواطنيهم الذين يمكن أن يكونوا قد تسللوا إلي سيناء بمعاونة دولية أو بتجاهل دولي متعمد وحتما سيعودون إلي مواطنهم الأصلية مشبعين بفكر أكثر تطرفا ودماء وبممارسة إرهابية محتملة.

فإذا كان ذلك كذلك فإن أوروبا ستواجه خطر »‬القادمون من سيناء».
الآن أوروبا في مواجهة الحقيقة الآن تتحقق مقولة السيسي »‬مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم.. نيابة عن الإنسانية».
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة