حكايات| رحلة المنصورة.. النادي «الملكي» من مغامرة إفريقيا للمظاليم
حكايات| رحلة المنصورة.. النادي «الملكي» من مغامرة إفريقيا للمظاليم


حكايات| رحلة المنصورة.. النادي «الملكي» من مغامرة إفريقيا إلى المظاليم

عمر البانوبي

الجمعة، 11 يناير 2019 - 11:10 م

قبل عشرات السنوات لم تكن عضوية النادي الملكي بالمنصورة، أمر سهل المنال؛ إذ كان على المتقدم أن يكون موظفًا بالدولة؛ بل ومن أصحاب الدرجة السادسة فأعلى أيضًا، وإلا لن يُسمح له بالتواجد بين جدران هذا النادي الذي تأسس في العام 1932 بعد تبرع عبد العزيز عبد الرازق، أحد أعيان الدقهلية، بقطعة أرض مساحتها 20 فدانًا لإقامة هذا الصرح الرياضي.

 

نادي المنصورة الذي أخذ شعاره من لون الشمس البرتقالي المميز للون قميصه طوال تاريخه، وكذلك قبة دار ابن لقمان التي شهدت أسهر لويس التاسع في المنصورة، أصبح يعاني في دوري المظاليم رغم مشاركته في 30 نسخة من الدوري الممتاز.

 

طه حسين وكلية الطب

 

طالب أهل المنصورة طه حسين وزير المعارف عام 1949 بإنشاء كلية للطب، فوقع الاختيار على قطعة الأرض التي تبرع بها عبد الرازق لتتحول إلى الصرح الذي يشار إليه بالبنان في شارع الجمهورية حاليًا، وتم دفع 82 ألف جنيه تعويضًا للنادي الملكي عن أرضه، حتى انتقل إلى مقره الحالي ليتغير اسمه من الملكي إلى نادي البلدية، وهو الاسم الذي لم يستمر سوى 3 سنوات فقط بعد قيام ثورة يوليو عام 1952 ليتحول إلى نادي الشعب.

 

وظهر نادي الشعب للمرة الأولى في الدوري الممتاز موسم 1955/56، واستمر فيه لمدة 4 مواسم مع جيل يضم أسماء كبيرة مثل شوقي عبده، وعطية يوسف، ومحسن عاشور، ومحمد موسى، ومصطفى البنا، ولبيب أبو شادي، وسعد فودة، ومحمد البنداري.

 

 

وعاد النادي إلى الدوري الممتاز مجددًا موسم 1962/63، ليواصل مشوار الصعود والهبوط، حتى تغير اسمه إلى الاسم الحالي «نادي المنصورة الرياضي» في العام 1971.

 

من الرواد إلى الأمجاد

 

تألق جيل السبعينات مع المنصورة بقيادة محمد الشال، وسعد سليط، وثروت فرج، ومحمد الهادي، وميمي بدير، وانضم هذا الرباعي لمنتخب مصر الأول، حتى بداية الثمانينات وحصد المركز الثالث موسم 75/76 ثم الرابع موسم 76/77، حتى هبط باعتزال هؤلاء النجوم في منتصف الثمانينات.

 

وجاء الجيل الذي حقق النتائج الأفضل في تاريخ المنصورة منتصف التسعينات وتحديدًا في العام 1996 الذي شهد الأمجاد المفقودة في حاليا، فهو الجيل الذي قهر الأهلي والزمالك والإسماعيلي ولقبه النقاد بالـ«بعبع»، تحت رئاسة إبراهيم مجاهد، والذي يعتبر الأب الروحي لهذا الجيل مع شقيقه المدرب الراحل والتاريخي حسن مجاهد.

 

 

ضم هذا الجيل أسماء لمعت في سماء الكرة المصرية وعلى رأسهم الجان تامر بجاتو، وأشرف عبدالرشيد، محمد سلام، عماد سلامة، هشام الزوق، ياسر الكناني، عبدالمنعم مسعود، وليد صلاح عبداللطيف، ياسر تحسين، عبدالظاهر السقا، عز الرجال، ياسر عبدالواحد، تامر عبدالحميد، محمد كمونه.


استطاع جيل 96 احتلال المركز الثالث في جدول الدوري الممتاز خلف الأهلي والزمالك ومتفوقًا على النادي الإسماعيلي، كما أطاح بالقلعة البيضاء من كأس مصر بمقصية تامر بجاتو وبركلات الترجيح، وخسر اللقب لصالح الأهلي في مباراة كبرى.

 

 

مغامرة إفريقيا

 

شارك نادي المنصورة في نسخة العام 1997 لكأس إفريقيا لأبطال الكؤوس، وبدأ رحلته بفوز تاريخي على المريخ السوداني بثلاثة نظيفة في مجموع المباراتين بالفوز في السودان بهدف نظيف وعلى أرض المنصورة بهدفين نظيفين.

 

وفي الدور الثاني استطاع نجوم المنصورة الخروج بتعادل سلبي ذهابًا في نيجيريا أمام جيوليوس برجر، وحققوا الفوز بهدفين نظيفين على ضفاف نيل الدلتا، ليتأهل الجيل التاريخي للنادي الشعبي إلى ربع نهائي البطولة الإفريقية.

 

وفي الدور ربع النهائي واصل أبناء المنصورة المغامرة بالفوز ذهابًا وسط جمهورهم الغفير بملعب المنصورة على كوزموس الجنوب إفريقي بنتيجة 3-0، وفي جنوب إفريقيا كان التعادل بهدفين لمثلهما سيد الموقف ليصعد رفاق تامر بجاتو إلى نصف النهائي.

 

وعلى الرغم من التألق الكبير لأبناء المنصورة، ساند الحظ لاعبو النجم الساحلي التونسي في نصف النهائي حين تلقت شباك أبناء الدلتا 3 أهداف في مباراة الذهاب بتونس، وانتهى لقاء العودة القوي على أرض المنصورة بالخسارة 4-2، وخرج أبناء نادي الشعب «الملكي» مرفوعي الرأس من البطولة التاريخية.

 

 

الصعود الأخير

 

صعد المنصورة للمرة الأخيرة في موسم 2009/2010، بجيل يقوده والي الموافي وهاني أبو الفضل وأحمد الساعي ومحمد السادات ويحرس مرماه محمود أبو السعود الذي انتقل إلى الأهلي بنهاية الموسم الذي شهد الظهور الأخير للفريق ذو القميص البرتقالي بين الكبار.

 

كانت المنصورة ولا تزال منجم مواهب لكرة القدم المصرية بعد أن قدمت جيل السقا وبجاتو ووليد صلاح عبد اللطيف، ومن بعدهم عمرو زكي الذي أهدر فرصة سانحة ليصبح هدافًا للدوري الإنجليزي الممتاز بعد ذلك مع ويجان أتلتيك، وعاد إلى نادي الزمالك، وكان أحد أبرز هدافي منتخب مصر في جيل المعلم حسن شحاته، وعلى الرغم من ذلك يعاني الفريق في غياهب المظاليم.. فمتى تعود الأمجاد للمنصورة؟
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة