الشاب البطل وائل همام
الشاب البطل وائل همام


لا يعرف المستحيل.. روض الكمبيوتر بـ «قدميه» وتعامل مع الموبايل بـ «أنفه» !

حسني ميلاد

الأحد، 13 يناير 2019 - 09:36 م

أن تصاب بإعاقة وأنت صغير أسهل بكثير من أن تصاب بها فى مقتبل العمر، عندها تصبح فى محنة بعد أن أصبحت شبه عاجز عن الحركة وممكن أن تفقد أى أمل فى الحياة، لكن قلة فقط من الأبطال تلك التى تستطيع أن تحول المحنة إلى منحة، هكذا فعل الشاب البطل وائل همام.

 

حيث استطاع أن يتعامل مع الكمبيوتر بقدمه ومع الموبايل بأنفه وذقنه ويبدع فى عمله بعد بتر ذراعيه، ففى بداية العقد الرابع من عمره، تعرض وائل لظروف كان يمكن أن تنهى حياته ومستقبله، لكنه تغلب على همومه لإثبات ذاته وأصبح حاليا حديث المجلس القومى لشئون الإعاقة ويعتمد عليه كثيرا د. أشرف مرعى المشرف العام على المجلس فى تصميم البرامج للتواصل مع الوزارات فى الخدمات التى تقدم للأشخاص ذوى الإعاقة.

 

يقول وائل: كنت مثل أى شاب مفعما بالحيوية والنشاط وأنهيت دراستى الجامعية بحصولى على بكالوريوس الهندسة قسم الميكانيكا من جامعة أسيوط عام 2004 مع أنه من سكان القاهرة، وبينما كانت الأمور تسير على مايرام سافرت إلى إحدى الدول الخارجية لأشق طريقى فى الحياة ولم يمض سوى عام، حتى تعرضت إلى ما لم يكن فى الحسبان.

 

فقد تمكنت ماكينة فى المصنع الذى أعمل به من بتر ذراعى الإثنتين بالكامل وأصبحت بلا ذراعين، وكأننى كنت فى كابوس أفقت منه على واقع مزعج، وشعرت بإحباط شديد نتجت عنه جلطة فى الرئة، ودخلت فى غيبوبة لمدة أسبوع وتم وضعى على جهاز التنفس الصناعى.

 

وهنا يتذكر دور شقيقه الأصغر ياسر الذى وقف بجانبه، وكان يحاول دائما أن يخرجه من دوامة الحزن والاكتئاب، مرة بالترفيه عنه، وأخرى بالنزول للشارع والتعامل مع الأصحاب والجيران.

 

مضيفاً إنه جاء يوم قررت فيه أن أقوم بعمل أشغل به وقتى، وبدأت بالاشتراك فى مبادرة جهاز كمبيوتر بالقسط على خط التليفون التى أطلقتها وزارة الاتصالات عام 2006 ووجدت أنى لا أقدر على التعامل معه، لأنى بدون ذراعين وحاولت مرارا أن أتعامل مع الماوس، وسرعان ما تحول إلى طاقة أمل تكبر وتكبر إلى أن أتقنت التعامل مع الكمبيوتر من خلال قدمى وقمت بتنمية مهاراتى حيث إنى خريج هندسة وأجيد اللغة الإنجليزية.

 

وفوجئت بقيام جمعية تابعة لأحد المساجد مشكورة بإرسال مندوب لى يعرض على إعانة شهرية نظرا لظروفى ولكنى رفضت، فالتحقت بالعمل فى شركة كنت أقوم بترجمة مناقصة الماكينات وبيانات التشغيل والصيانة، ووجدت أن الشركة محتاجة إلى «سيستم» وبرمجة فتوجهت إلى صديق علمنى الـI.T وبدأت أصمم البرامج للشركة .

 

وهنا قفز راتبى واعتمدت على نفسى، وتزوجت بعد أن اقترضت بعض المبالغ، ونجحت بمساعدة زوجتى فى سد كل الديون ورزقنى الله بطفلتى فريدة ثم ابنى آدم.. وظهر فى شهر مايو 2013 المجلس القومى لشئون الإعاقة وطلب موظفين فتقدمت للعمل به وشاركت فى وضع استراتيجية المجلس والتعامل مع وزارة الصحة والاتصالات والتضامن وباقى الجهات وتدريب عدادى التعبئة العامة والإحصاء على أسئلة الصعوبات.

 

ويؤكد لنا: العيب ليس فى الشخص المعاق، ولكن فى المجتمع الذى لا يوفر له وسائل الدمج والإتاحة ويحزننى أن بعض الجهات التى تضطر لتعيين أحد من ذوى الإعاقة تطالبه بالبقاء فى منزله وتوصيل المرتب له.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة