حكايات| رحلة بروشتش.. عملاق التدريب من الفراعنة والأهلي إلى قيادة برشلونة ويوفنتوس 
حكايات| رحلة بروشتش.. عملاق التدريب من الفراعنة والأهلي إلى قيادة برشلونة ويوفنتوس 


حكايات| رحلة بروشتش.. عملاق التدريب من الفراعنة والأهلي إلى قيادة برشلونة ويوفنتوس 

عمر البانوبي

الجمعة، 18 يناير 2019 - 11:05 م

لم يتخيل ليوبيسا بروشتش الذي ولد في الثالث من أكتوبر عام 1911 على أرض مملكة صربيا أن يصبح يومًا ما أحد أساطير كرة القدم العالمية، ولم يتوقع أن تطول رحلته مع الساحرة المستديرة حتى اعتزاله عشقها قبل 10 سنوات من رحيله في السادس عشر من أغسطس عام 1995 بأستراليا.

 

بروشتش الذي نشأ في قرية صغيرة تدعى جوتشا تابعة لمدينة لوتشاني، تبعد 3 ساعات عن العاصمة بلجراد ربّى نفسه على حب كرة القدم، والمفارقة أنه بدأ مسيرته وأنهاها لاعبًا ضمن صفوف نادي يوغوسلافيا بيوجراد الذي تأسس بعد مولده بعامين 1913 في الفترة من 1929 حتى 1944، وتوج معه ببطولات دوري يوغوسلافيا عامي 1924 و1925، والدوري الصربي موسم 1941/42، وكأس يوغوسلافيا عام 1936، وكأس صربيا الأولمبي عام 1914.

 

بروشتش المدرب

 

بعد الاعتزال تحوّلت وجهة بروشتش إلى التدريب، فلم يكن يهوى أو يعرف سوى كرة القدم، وبدأ رحلته التدريبية مع منتخب ألبانيا عام 1946، بعد عامين فقط من اعتزاله، وحقق أول بطولة في مشواره بالتتويج بكأس دورة البلقان مع منتخب ألبانيا، ليعلن ميلاد أحد أبرز الأسماء في عالم التدريب بمنطقة شرق أوروبا.


 

 

وواصل بروشتش رحلته في بلاده ليقود نادي ميتالاك بلجراد، ولمدة 3 سنوات في الفترة من 1947 وحتى 1950، ورغم عدم تحقيقه لبطولة إلا أنه انتقل لتدريب النجم الأحمر، أكبر أندية صربيا، في العام 1950، وفاز ببطولتي الدوري والكأس في يوغوسلافيا، وانتقل لتدريب نادي فوفودينا لشهور قليلة عام 1952، قبل أن يعود لقيادة النجم الأحمر مجددًا عام 1953، ليتوج معه بالدوري للمرة الثانية.

 

 

نقطة الانطلاق للعالمية

 

رحل بروشتش للمرة الأولى عن أوروبا الشرقية ليقود منتخب مصر في العام 1954، ولكنه لم يحقق أي بطولة مع الفراعنة، ليرحل إلى لبنان لتدريب نادي ريسينج بيروت، ومنه إلى منتخب لبنان في عامين متتابعين، ولم يكن يتوقع أحد ما سيحدث في مسيرة بروشتش التدريبية بعد ذلك.

 

ففي العام 1956، رحل بروشتش عن المنطقة العربية ليعود إلى أوروبا من الباب الكبير، ويتولى القيادة الفنية لنادي أيندهوفين، عملاق الكرة الهولندية لموسم وحيد، قبل أن يرحل ليقود يوفنتوس الإيطالي، ويتوج معه بالدوري موسم 1957/58، وعاد بعد ذلك إلى أيندهوفين لموسم واحد 1959/60.

 

 

يعتبر نادي برشلونة الإسباني أبرز محطات بروشتش التدريبية بعدما رحل عن أيندهوفين ليتولى تدريب النادي الكتالوني الكبير في الموسم 1960/61، دون التتويج ببطولة في ظل هيمنة ريال مدريد على الساحة الكروية بإسبانيا، ورحل لتدريب تاناريفي الإسباني ووصل معه إلى ربع نهائي كأس الملك.

 

ومن تدريب برشلونة إلى الأهلي، واصل بروشتش رحلته، وعاد إلى مصر ليقود النادي الأكبر في إفريقيا والشرق الأوسط، ولكنه لم يستمر أكثر من موسم بسبب عدم حصوله على بطولة، فكان خامس مدرب أجنبي في تاريخ القلعة الحمراء، ورحل دون ترك بصمة تذكر.

 

من مصر للخليج

 

لم يهتز بروشتش بغياب البطولات عن مسيرته، فواصل رحلته وعاد إلى المنطقة العربية بتدريب منتخب الكويت عام 1962، ولكن الكرة الكويتية كانت في مرحلة النشأة آنذاك، ليرحل للعمل في نيوزيلاندا واستراليا، قبل أن يعود مجددًا ويتسلم الكويت بطلاً لأول نسخة من كأس الخليج من المدرب المصري القدير طه الطوخي عام 1970، فواصل المسيرة وتوج بالكأس الخليجية للمرة الثانية عام 1972 وللمرة الثالثة عام 1974.

 

نجاح بروشتش مع الكويت قاده لتدريب البحرين، ثم رحل إلى المملكة العربية السعودية ليكتب تاريخًا غير مسبوق، ويصبح أحد أيقونات التدريب التي تتذكرها الجماهير السعودية حتى يومنا هذا، فتولى تدريب النصر في الفترة من 1976 حتى 1979، وحقق معه كأس الملك وبطولتي كأس الاتحاد والدوري التصنيفي وقدم ماجد عبد الله أسطورة الكرة السعودية للجماهير.

 

وفي العام 1984 تولى تدريب الهلال السعودي في آخر محطاته قبل الاعتزال في العام 1985، وفاز معه بالدوري السعودي وكأس الملك، ليختتم مسيرته الطويلة مع التدريب بإنجازات عظيمة خلدها تاريخ كرة القدم السعودية.

 

مات على الإسلام

 

كشف النجم السعودي عبد الله عبد ربه، مهاجم النصر ومنتخب السعودية خلال حقبة السبعينيات، مفاجأة بأن بروشتش مات مسلمًا، خلال أحد حواراته التليفزيونية.
 

 

 

ويدين عبد ربه بالفضل لبروشتش الذي أصر على ضمه لصفوف النصر خلال معسكر أقيم في ويلز للتحضير للموسم 1976/77، كما روى ماجد عبد الله، أسطورة الكرة السعودية، قصته مع المدرب الصربي الراحل، مؤكدًا أنه سبب إتقانه لضربات الرأس.


 

يظل بروشتش أيقونة في تاريخ كرة القدم وخصوصًا في المنطقة العربية بعد رحلة طويلة قاد خلالها أندية ومنتخبات قوية توجت بالبطولات.
 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة