دونالد ترامب
دونالد ترامب


عامان من حكم ترامب| بداية سنة «ثالثة» عصيبة على الرئيس الأمريكي

أحمد نزيه

الأحد، 20 يناير 2019 - 12:06 ص

انتصفت ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة، ومضى عامان على قدومه إلى سدة الحكم في البيت الأبيض، ولا يزال الرئيس الأمريكي الخامس والأربعون تحيطه خيوط العنكبوت، التي ينصبها له الديمقراطيون، الساعون لإسقاط الرئيس الجمهوري، وإقالته من منصبه بصورةٍ مبكرةٍ على غرار ما حدث مع الجمهوري الآخر ريتشارد نيكسون عام 1974.

الأمر كان صعبًا للغاية على مدار عامين أولين في حكم خليفة الرئيس الديمقراطي باراك أوباما، وذلك في ظل هيمنةٍ مترسخةٍ للجمهوريين على غرفتي التشريع بالكونجرس "مجلس النواب" و"مجلس الشيوخ".

لكن الأمر لم يعد على حاله بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، والتي جرت في نوفمبر الماضي، والتي حقق خلالها الديمقراطيون انتصارًا مهمًا على نظرائهم الجمهوريين استعادوا من خلاله السيطرة على مجلس النواب، بعد هيمنة جمهورية لمدة ثماني سنوات.

وحاز الديمقراطيون على 235 مقعدًا بمجلس النواب، مقابل 195 للجمهوريين، بعدما كانوا يستحوذون فقط على 193 بالمجلس في الانتخابات المنصرمة التي جرت في 2016، في حين احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وعززوا مقاعدهم من 51 مقعدًا من أصل مائة إلى خمسة وخمسين مقعدًا بالمجلس.

أزمة الإغلاق الحكومي

ومطلع هذا العام بدأ الكونجرس يعقد جلساته بتشكيلته الجديدة، ومعها بدأت أولى الصدامات بين ترامب والديمقراطيين، فيما يتعلق بتمويل الجدار الحدودي، الذي يرغب ترامب في تشييده على الحدود مع المكسيك بقيمة 5.7 مليار دولار، في حين يرفض الديمقراطيون الأمر، ويعتبرونه إهدارًا للأموال.

ونتيجة التصاعد بين الجانبين، تعيش الولايات المتحدة حاليًا أطول مدة للإغلاق الحكومي الجزئي، والمستمر منذ 22 ديسمبر الماضي، وهو ما تسبب في عدم حصول نحو 800 ألف عامل بالحكومة الفيدرالية على رواتبهم إلى الآن.

ولن تقف عقبات ترامب عند هذا الحد، فالرئيس الأمريكي بات يواجه خططًا ديمقراطية تهدف إلى إقصائه من الحكم، قبل انقضاء ولايته مطلع عام 2021.

فبعد شهرٍ واحدٍ من استعادتهم السيطرة على مجلس النواب الأمريكي بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في السادس من نوفمبر الماضي، بدأ الحزب الديمقراطي في الشروع في مساعيه نحو ملاحقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري.

مساعي سحب الثقة

جيرولد نادلر، عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، قال إن الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، قد يثيرون مسألة عقد جلسات استماع حول سحب الثقة من الرئيس، دونالد ترامب.

ويرى عضو الكونجرس الأمريكي، أن ترامب أحاط نفسه بمجموعة من المحتالين، حسب قوله، واعتبر إياه كان جزءًا من مؤامرة واسعة النطاق ضد الشعب الأمريكي للفوز بالانتخابات في عام 2016، في إشارةٍ منه لمزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي فاز خلالها ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وفي الأثناء، يشرف روبرت مولر، المحقق الخاص من مكتب التحقيقات الفيدرالية، على تحقيقاتٍ بشأن مدى تورط حملة ترامب الرئاسية في التواطؤ مع موسكو خلال فترة الانتخابات، في حين تنفي موسكو أي ضلوعٍ لها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية المنصرمة.

ويقول جيرولد نادلر إنه يجب على المشرعين أن يقرروا مدى أهمية التهم الموجهة إلى ترامب، لكن في حال كان الهدف، سحب الثقة، فيجب أن تكون الجرائم والمخالفات خطيرة، حسب رأيه.

قلق ترامب

ومن جهتها تحدثت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الشهر الماضي عن أن الرئيس الأمريكي ترامب بات يخشى من احتمال تعرضه للاتهام بارتكاب مخالفات قانونية مختلفة، بعد أن أصبح مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي، تحت سيطرة الديمقراطيين.

وطبقًا للدستور الأمريكي، فإن إجراءات إدانة الرئيس الأمريكي بعرقلة العدالة، ومن ثم عزله من منصبه، تتم على مرحلتين، أولاهما اقتراع سحب الثقة من قبل مجلس الشيوخ، فإذا صوت غالبية الثلثين لصالح حجب الثقة عن الرئيس و إدانته، يتم إحالة الأمر إلى مجلس النواب، فإذا تمت الموافقة على إدانته بأغلبية الثلثين، يتم إدانة الرئيس الأمريكي، ومن ثم يُعزل من منصبه.

وضعية مطمئنة

ويبدو ترامب في مأمن نوعًا ما من إجراءات العزل من منصبه، في ظل تعزيز حزبه الجمهوري سيطرته على مجلس الشيوخ بواقع 55 عضوًا مقابل 45 للحزب الديمقراطي.

وهو ما أكده مصدرٌ مقربٌ من الرئيس الأمريكي لشبكة "سي إن إن" لم تسمِه، بحديثه في ديسمبر الماضي عن أن ترامب متأكد من أنه لن يُدان في مجلس الشيوخ، حيث تعود معظم المقاعد إلى الجمهوريين.

وفي التاريخ الأمريكي لم يتم إدانة أي رئيسٍ وإقالته خلاف ريتشارد نيكسون الذي تم عزله من منصبه عقب إدانته في فضيحة التجسس على الحزب الديمقراطي "وترجيت" ، في حين نجا الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون من اقتراعٍ مماثلٍ في أعقاب فضيحة "مونيكا"، والتي كذب خلالها كلينتون و أنكر صلته بمونيكا قبل أن يتم إدانته فيما بعد، لكن سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس حالت دون عزله وقتها.

ولكن هل يكون عام 2019 بمثابة نهاية حكم ترامب ليلقى نفس مصير نيكسون، أم أن الجمهوريين سيظلون يمثلون ظهيرًا، ودرعًا واقيًا للرئيس الأمريكي في وجه مخططات الديمقراطيون؟

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة