الثلاثاء، 22 يناير 2019 - 11:09 ص

لم تكن تدري الأم المكلومة، أن القدر يخبئ لها فاجعة جديدة، وأن الاختيار وقع على فلذة كبدها «مريم»، لكي تكون ضحية جديدة لمسلسل الخلافات الأسرية.

وبكلمات تحمل من الخارج نبرات من الحنين والحب، وقلب أغلقت أبوابه ولم يجد سوى الانتقام وسيلة لتنفس عما بداخله من الآلام والحقد، بدأت المتهمة في استدراج الطفلة بعبارة «تعالي يا مريم نلعب سوى».. ورسمت زوجة خال الضحية، خطتها التي يتبرأ منها الشيطان، وبدأت في التودد إلى مريم ذات 3 سنوات في محاولة لجلبها إلى خارج المنزل.

فلم يمر سوى دقائق وخرجت بها، وهي تحملها في يدها، فبينما هي في الطريق راودتها مخيلتها بأن قتل الطفلة سوف يكون الأمل لحسرة أمها والانتقام منها، بعد أن تخيلت أن والدة الطفلة هي السبب في تشجيع أخوها زوج المتهمة بأن ياخذ طفلين ويترك لها 3 آخرين، بعد أن دبت المشاكل بينهم، فلم تنتظر كثيرًا وأحضرت إحدى أقاربها لكي تساعدها في جريمتها، وقاموا بخنق الطفلة حتى تأكدوا من وفاتها.

ظلت المتهمتان تنتظران إلى أن تأكدتا من عدم وجود المارة بالطريق، ودخلتا مسرعتين إلى منزل أحد أقاربهن لكي يلقيا بالجثة ويخفيا معالمها، معتقدتان أن بذلك قد انتهت الجريمة، فيما ظلت الأم المكلومة تبحث عن طفلتها في كافة أرجاء القرية، وتسأل المارة عنها، حتى تأكدت بأن الطفلة قد خطفت أو تعرضت للسوء، فأسرعت مع أقاربها وتقدمت بمحضر تغيب إداري رقم 118 لسنة 2019، لطفلة لكي يتم البحث عنها.

بعد جهود مضنية وبحث سريع عن «مريم»، تم الوصول إليها بعد الحادث بساعات، وهي جثة ملقاة في منزل جدها أسفل كنبة داخل جوال، وبتكثيف رجال المباحث بمديرية أمن أسيوط بالتنسيق مع مع فرع الأمن العام، تم القبض على سيدتين هما زوجة خال والد الطفلة "مريم محمد عارف"، وزوجة ابنها بتهمة قتلها، واعترفت زوجة خال الطفلة بأن هناك خلافات بينها وبين زوجها "خال مريم" على أثره قامت بقتلها، فيما تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى أبوتيج المركزي، وأخطرت النيابة لمباشرة التحقيقات والتي أمرت بانتداب الطب الشرعي لمعاينتها لمعرفة أسباب الوفاة، كما أمرت بسرعة تحريات المباحث.