الخميس، 24 يناير 2019 - 10:25 م

«رز بلبن مامتي.. إدارة: جنة»، بلافتة على صندوق صغير تقف طفلة لم تتجاوز الثامنة من عمرها بوجه بشوش، أمام محل والدها لبيع الحواوشي، لتقدم لزبائنه «طبق حلو بيتي».


هنا في شارع الثانوية بالمنصورة، مقر مشروع أصغر بائعة أرز بلبن في مصر، والتي أثارت جدلاً واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، في محاولة بريئة لمشاركة والديها على تحمل تكاليف المعيشة.

«ماما كانت بتفكر تعمل مشروع علشان نساعد بابا في مصاريف البيت.. فقلت لها  أنتِ بتعملي رز بلبن حلو إيه رأيك تجهزيه وأنا أبيعه».. بتلك الكلمات بدأت «جنة» حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم» عن مشروعها، اقتنعت والدتها بالفكرة وبدأت في تجهيز عدد قليل من علب الأرز باللبن لتحملها الصغيرة وتبدأ رحلتها في «بيع الحلو».


زبائن والدها فتحي زين العابدين، صاروا يقبلون أكثر على شراء المنتج الجديد للصغيرة: «بيشتروا مني علشان ماما بتعمله من اللبن بس مفيهوش نقطة ميّه وطعمه حلو، وسعره مناسب للجميع 7 جنيه بجوز الهند والزبيب».

يقول «زين العابدين»، إن ابنته متفوقة في دراستها وكانت تشاركه في تحضير طلبات المحل أثناء فترات الإجازة المدرسية، مشيرًا إلى أنه لمس موهبتها في البيع والشراء، خاصة أن ابتسامتها التي لا تفارق وجهها جعل الزبائن تقبل على المحل. 


ويضيف: «مشروع جنة بدأ بفكرة لتشجيعها على قضاء إجازتها في مجال تتعلم منه تحمل المسؤولية، وفي نفس الوقت تقضي وقت فراغها في عمل مفيد».

 

وأشار والد البائعة الصغيرة، إلى أن تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار صورة ابنته كانت إيجابية، وكلها تفاؤل وإصرار، باستثناء عدد قليل كان عار تمامًا عن الصحة.

التعليقات السلبية أثارت غضب والدة «جنة»، خاصة ما تم تداوله على أنها أرملة ومتسولة، وهو ما أوضحته في حديثها لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلة: «إحنا أسرة مصرية بسيطة نحاول توفير حياة كريمة لأولادنا ونبث فيهم روح الاعتماد على النفس».