صورة موضوعية
صورة موضوعية


تحليل «الأجسام المضادة» يقتل أحلام المتعافين من فيروس سى والـ PCR أملهم الوحيد

أحمد سعد- سحر شيبة

السبت، 26 يناير 2019 - 11:34 م

 

- رجب : بعت كل ما أملك للحصول على  التأشيرة « والتحليل » إجهض حلم حياتى


عاشت اكبادهم صراعا طويلا مع المرض ، لم يكلوا أو يجزعوا من آلامهم حتى نالوا الشفاء ، حلموا كثيرا بحياة بعيدة عن الفقر والبطالة ، فوجدوا فى السفر ما يزهر امنياتهم ، لملموا حقائب احلامهم واقصوا اوجعاهم بعيدا ، افرغوا كل مافى خزائنهم ليملؤها بامل جديد ، وعلى اعتاب الحلم اوقفوهم.. ايقظوهم.. اخبروهم انهم محرومون من السفر.


إنهم المتعافون من فيروس « سى « الذين لم يوقفهم المرض من السعى الدائم وراء تحسين اوضاعهم واوضاع اسرهم ، فبعد ان تغلبوا على المرض ، حاولوا التغلب على الفقر والبطالة وضيق الحال ، وقرروا ان يسلكوا طريق الغربة فى سبيل لقمة العيش الهانئة ولكنهم إصطدموا بالعقبة الكبرى وهى ان اغلب الدول العربية تعتمد تحليلا طبيا قديما لم يتم تغييره منذ سنوات طويلة هذا التحليل المعروف بإسم «anti body» يثبت وجود اجسام مضادة للفيروس فى الجسم رغم إكتمال الشفاء ، ليس هذا فقط بل ان هذا التحليل يظهر الأجسام المضادة لمن هاجمهم الفيروس وتمكنت مناعتهم من التصدى له ، هؤلاء الذين تحطمت احلامهم على ابواب المطارات بعد ان كان بينهم وبين تحقيق احلامهم خطوة يحلمون بإعتماد تحليل « b c r» الذى اوصت منظمة الصحة العالمية بإستخدامة حيث انه يثبت وجود الفيروس او عدم موجوده بعيدا عن تحليل الأجسام المضادة ، وخاصة بعد ان إستطاعت مصر ان تكون نموذجا يحتذى به فى العالم فى التصدى لفيروس « سى » بنسبة علاج تخطت العشرة آلاف.

 

« الأخبار» تفتح ملف منع المتعافين من فيروس « سى » من السفر وتنقل مأساة مئات المواطنين الذين تحطمت آمالهم فى العمل بالخارج بسبب هذا التحليل..


احمد المصرى مؤسس جروب « حلم إعتماد بى سى ار للسفر إلى الخارج» يقول « قمت بعمل «جروب» يضم الحالات التى تضررت من تحليل الأجسام المضادة وفوجئت بالأعداد المهولة التى انضمت إلى هذا « الجروب « جميعهم يعانون من نفس الأزمة وهى الحرمان من السفر رغم تلقيهم لعروض عمل متميزة جدا من تلك التى نطلق عليها الفرصة التى لا تأتى فى العمر مرتين ، مضيفا.
رجب فوزى مدرس صاحب مأساة متعددة الجوانب يروى حكايته قائلا « اعمل مدرسا وكان راتبى لا يتعدى 1200 جنيه ومنذ ان تزوجت وانجبت طفلا ، وانا اسعى إلى السفر للعمل بالخارج كى استطيع ان احسن دخلى ، حيث لا بديل لدى عن ذلك ، وفى هذا السبيل وجهت كل طاقتى للبحث عن فرصة عمل تناسبنى ، حتى اتت الفرصة التى تمنيتها طويلا ، لم اتردد حينها فى ان انفق كل مااملك للحصول على « الفيزا » التى كنت اعتبرها طوق النجاة ، حتى اننى بعت كل مالدى ، كما بعت ذهب زوجتى وحصلت على « الفيزا « بالفعل كلفنى الأمر حينها 40 الف جنيه وهو مبلغ ليس هينا لمن فى مثل ظروفى ، ثم حدث ما لم اكن اتخيله وهو وجود اجسام مضادة فى فحوصاتى الطبية الخاصة بالسفر ، وذلك بالرغم من عدم إصابتى بفيروس سى ، حاولت بشتى الطرق ان اتواصل مع السفارة لإقناعهم بذلك ولكننى فشلت ، وبعدها بعامين تكرر عرض السفر على ولكن المأساة مازالت قائمة ولا اجد لها حلا


دكتورة عزة محمد طبيبة تروى مأساتها قائلة «اعيش ازمة حقيقية هددت حياتى الزوجية وجعلتها على وشك الدمار ، لا ادرى ماذا افعل ولا إلى من اشكو حالى ، ومن يستطيع ان يفهم الوضع المأساوى الذى اعيشه الأن ، والمشكلة الحقيقية ان لا ذنب لى فى كل مايحدث ، ولا سبب منطقى واحد يجعلنى اعيش هذه المأساة التى لا اجد لها اى حلول « حيث تمت خطبتى منذ سنتين وكان خطيبى يعمل طبيبا بالكويت ، ثم إتفقنا على ان نكتب الكتاب كى اتمكن من السفر إليه لنستقر سويا هناك ، وعلى هذا الأساس تممنا زواجنا وسافر سريعا حيث لا اجازات لديه ، وكان المتفق عليه ان احصله بعد بضعة شهور قليلة وهى مدة إنتهاء الأوراق المطلوبة للسفر ، ولكننى فوجئت بنتيجة تحليل الأجسام المضادة التى اثبتت وجود اجسام مضادة لدى رغم عدم إصابتى بالفيروس ، حاول زوجى بكل الطرق ان يجد حلا لسفرى ولكنه لم ينجح ، ونظرا لأنه حديث السفر فلا اجازات لديه ولا يتمكن من العودة إلى مصر سوى لأيام قليلة جدا ، وبقيت فى هذا الوضع سنتين كاملتين ، حتى كادت حياتى الزوجية ان تنهار ، لا استطيع ان اسافر لزوجى ، ولا يمكن ان يضحى زوجى بعمله ومستقبله للعودة إلى هنا ، ولا ادرى إلى متى سيظل هذا الوضع


الصحة: نجحنا فى علاج مليون و800 ألف مصاب بفيروس سى..وأزمة السفر تحتاج حلاً سياسياً


أكد د. وحيد دوس رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية ان ازمة عدم قبول المتعافين من فيروس سى للعمل فى دول الخليج رغم شفائهم من الفيروس تحتاج إلى حل سياسى على مستوى الدول حيث يتم شرح ابعاد الموضوع وان وجود الاجسام المضادة عند اجراء التحليل المبدئى لفيروس سى لا تعنى الاصابة.. وقال: للاسف العاملون المصريون الذين تم شفاؤهم من فيروس سى غير معترف بهم، فدول الخليج تطلب اجراء تحاليل الاجسام المضادة للفيروسات وتكون ايجابية حتى فى حال شفاء المصابين من فيروس سى ووجودها لا يعنى الاصابة بالفيروس ولا تطلب اجراء تحليل الـ pcr الذى يبين الاصابة بالفيروس مع عدمه وهو ما حرم الكثير من المصريين من السفر للعمل فى دول الخليج سواء السعودية او الامارات او الكويت او قطر. واشار إلى ان مصر استطاعت ان تعالج مليونا و800 الف مصاب بفيروس سى بنسبة شفاء تجاوزت 95%، وقال ان الدول الخليجية تطلب تحليلا لفيروس سى وهو تحليل الاجسام المضادة من المعامل المركزية لوزارة الصحة والمستشفيات الخاصة المتعاقدة معها واذا كانت نتائجه ايجابية يتم رفض العامل، دون العرض على لجان متخصصة للفحص.


الخارجية : المحاولات مستمرة لاعتماد الــ«بى سى آر» وقمة قريباً لمناقشة الأزمة

بعد ان إستطلعنا نموذجا عشوائيا من الحالات التى عاشت مأساة الحرمان من فرصة العمل بالخارج توجهنا إلى اطراف الأزمة المعنية بما هو قائم ومتسبب فى اضرار جسيمة للكثيرين ، ولعل اهمها وزارة الصحة ووزارة الخارجية ووزارة القوى العاملة والتى اكدت على كون هذه الأزمة ليست تابعة لإختصاصات الوزارة ومهامها وان قضية منع المتعافين فيروس سى من السفر مشتركة بين الخارجية والصحة
اكد الدكتور مكرم رضوان عضو الصحة بمجلس النواب « ان الأزمة تتلخص فى ان معامل وزارة الصحة مازالت تستخدم تحليل الأجسام المضادة للكشف عن وجود الفيروس او عدم وجوده ، وهو امر غير منصف بالمرة ، حيث ان هذا النوع من التحاليل لا يثبت زوال الفيروس من الجسم رغم إكتمال الشفاء ، والتفسير العلمى لذلك هو انه يستحيل تخلص الجسم من الجسم المضاد للفيروس بعد الشفاء منه او التغلب عليه ، والبديل المنصف لذلك هو تحليل « البى سى ار « الذى يثبت إكتمال الشفاء او وجود الفيروس بالجسم بشكل واضح ، وهو تحليل معترف به من منظمة الصحة العالمية ومعترف به فى كل دول العالم ، ندس عبد الرحيم المرسى رئيس شعبة الحاق العمالة بالغرف التجارية « انه بالرغم من صعوبة الأزمة وخطورة نتائجها ، إلا ان الحلول ليست صعبة بالمرة ، وكل مانحتاجه هو تحرك فعلى من الجهات المعنية التى تتمثل فى وزارة الخارجية ، ووزارة الصحة ، ومجلس التعاون الخليجى لمخاطبة وزراء الصحة العرب بشأن إعتماد تحليل « البى سى ار» رسميا فى معامل وزارة الصحة ، وبهذا تكون الأزمة قد إنحلت ، مؤكدا « هذه الأزمة تسببت فى ضياع الآلاف من فرص العمل على الشباب دون جدوى مما يعود بالسلب على تحويلات العاملين المصريين بالخارج التى تعود بالسلب فى النهاية على الإستثمار المصرى فهو إهدار للعديد من العملة الأجنبية التى يتم تحويلها إلى الإقتصاد المصرى ، فهناك على الأقل 300 شاب من إجمالى نسبة المتعافين من فيروس سى التى تخطت المليون و800 الف ، ضاعت عليهم فرص عمل متميزة بالخارج بسبب هذا التحليل ، وبالرغم من اننا تحركنا كثيرا فى هذا الملف إلا ان هناك بطئا شديدا فى إجراءاته وذلك بالرغم من سهولتها
فيما اكد السفير خالد رزق مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج سابقا « ان الخارجية قامت بمخاطبة الدول المعنية بهذا الملف من قبل نظرا لوجود اعداد كبيرة من الممنوعين من السفر بسبب إعتماد معامل وزارة الصحة على تحليل الأجسام المضادة ، ومازالت الخارجية فى محاولات مستمرة للوصول مع هذه الدول إلى حل مرضى يسمح لهؤلاء المتعافين من فيروس سى بالسفر إلى الخارج ، كما اكد رزق فى حواره للأخبار انه سيتم عقد لجنة عربية مشتركة بعد ايام قليلة تناقش عدة ملفات وإعتماد تحليل « البى سى ار « فى معامل وزارة الصحة سيكون احد اهم هذه الملفات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة