الرئيس السيسي خلال أحد مؤتمرات الشباب
الرئيس السيسي خلال أحد مؤتمرات الشباب


مصر تنقل تجاربها لتمكين الشباب إلى إفريقيا

ريهام نبيل

الأحد، 27 يناير 2019 - 10:52 م

أسوان عاصمة للشباب الأفريقى ٢٠١٩.. وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل

 

تتبنى القيادة السياسية قناعة بأن الشباب نقطة انطلاق أساسية نحو المستقبل، لا على المستوى الوطنى فقط بل فى أفريقيا بصفة عامة.

 

وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى عدة مرات أن الاهتمام بالشباب يعد ركيزة أساسية فى خطة الدولة واستراتيجيتها لبناء الإنسان، وسوف تحتل هذه الرؤية بلا شك أولوية على أجندة الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، خاصة أن الاهتمام بالشباب أحد البنود الرئيسية فى أجندة 2063.

 

ونظرا لاهتمام الرئيس الواضح بقضايا القارة السمراء فقد حرص على دمج الشباب المصرى بالأفريقى ودعم وعيهم الثقافى فى أكثر من مؤتمر للشباب، وكان آخرهم النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم والذى شارك فيه أكثر من ٥٠٠٠ شاب بينهم أعداد كبيرة من الشباب الأفارقة، حيث أعلن الرئيس فى التوصيات الختامية للمنتدى أن محافظة أسوان هى عاصمة الشباب الأفريقى والعربى للعام الحالي.

 

والتى سوف تستضيف خلال الشهور القادمة ملتقى الشباب العربى والأفريقي، لبحث أبرز التحديات والقضايا التى تواجه أبناء هذه الفئة العمرية، كما قرر الرئيس تكليف الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب بتدريب الشباب العربى والأفريقى فى مختلف المجالات السياسية.. ومن هذا المنطلق استطلعت «الأخبار» عدداً من آراء الدبلوماسيين والخبراء والذين أكدوا على أهمية رؤية الرئيس السيسى وأشادوا باهتمامه بالشباب لأنهم صانعو المستقبل فى القارة الافريقية.

 

فى البداية يقترح السفير أحمد حجاج أمين عام منظمة الوحدة الأفريقية الأسبق إنشاء جامعة أفريقية فى أسوان، والتى ستتيح فرصة لدمج الشباب المصرى بالافريقى، ويشير إلى أهمية تنظيم المهرجانات الشبابية وذكر التاريخ الأفريقى ودور مصر فى حصول دول القارة على الاستقلال، عن طريق مناهج تُدرس بالمدارس الأفريقية، فى المقابل يجب أن تهتم وزارة التربية والتعليم المصرية بتدريس الشئون الأفريقية بطريقة مشوقة.

 

ويشدد على ضرورة حسن اختيار العالم الذى يسافر لأى دولة أفريقية، سواء كان من الأزهر الشريف أو الأوقاف، بحيث يكون ملماً بلغة أجنبية وحسن المظهر ومدربا تدريباً جيداً على كيفية التعامل مع الشعوب الأفريقية، خاصة أن أبناءها ينظرون للأزهر نظرة خاصة.

 

ويطالب حجاج بتطوير المنح الدراسية الدائمة، خاصة أن الهند تفوقت علينا فى المنح الدراسية التى تقدمها حتى أصبح الأفارقة يحبون الجامعات الهندية لأن الدراسة فيها باللغة الإنجليزية.

 

ويضيف حجاج: علينا تعزيز إنشاء المشروعات فى القارة، حتى لا يكون الملاذ الوحيد للشباب العاطل هو الهجرة غير الشرعية التى قد تنهى حياتهم فى البحر، خاصة أن مصر قامت بدور كبير فى تحجيم الهجرة غير الشرعية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبى، كل هذا سيؤدى إلى زيادة اهتمام الشعب المصرى بالإخوة الأفارقة، لأنه ليس مهتما بشكل كاف.


ويشير السفير أحمد حجاج إلى أن مصر عقدت أكثر من منتدى شباب ناجح جدا حضره عدد كبير من الشباب الأفارقة وهو الأمر الذى سيكون له تأثير كبير، لأن نسبة الشباب فى أفريقيا كبيرة جدا، وهم الذين سيكون منهم عماد الادارات الافريقية المستقبلية ويخرج من بينهم الحكام وأى تقدم اقتصادى سيقوم على أياديهم.

 

وبدوره يؤكد د.محمد نوفل عميد كلية الدراسات والبحوث الأفريقية بجامعة القاهرة أن أحد خطوات تطبيق أجندة 2063 والتى سوف تركز عليها مصر أثناء فترة رئاستها للاتحاد هى الاهتمام بما تحدث عنه الرئيس السيسى فى مؤتمر الشباب السادس، الذى عقد بجامعة القاهرة، حيث شدد على تطوير البحث العلمى وتثقيف الشباب، وتعزيز الوعى الثقافى المشترك بين الشباب المصرى والأفريقى والعمل على دمجهم .

 

وهو ما أكد عليه الرئيس مرة أخرى عندما أعلن أسوان عاصمة للشباب الأفريقى، ويرى نوفل أن هذه الأمور تؤكد على الهوية خاصة أن تمكين الشباب سيكون المعول الأساسى فى ترسيخ مبدأ القوة الناعمة وتفعيل الدبلوماسية المشتركة للنهوض بالقارة فى شتى المجالات خاصة أن أكثر من 40٪ من سكان أفريقيا شباب، وهم الذين لديهم القدرة على جعل قارتهم فريدة وواعدة، كما أن أى دولة تنهض بشبابها لأنهم صناع المستقبل. 

 

ويضيف: قمنا بتجربة جديدة فى جامعة القاهرة بتشكيل مكتب لرعاية شئون الطلاب الأفارقة، وهو مهم جداً لتحسين الصورة المصرية لدى شعوب القارة من خلال الشباب الأفريقى الذين ينتمون لدول مختلفة وساهم هذا المكتب فى تذليل جميع الصعاب ولاحظنا الترحيب الشديد بالفكرة بعد أن تحدث الطلاب عنها فى سفاراتهم.

 

ويشير نوفل إلى مشروع آخر لإعداد ألف قائد أفريقى، وتقدم إليه حتى الآن أكثر من 5 آلاف طالب، رغم أنه تم الإعلان عنه فى بداية يناير الحالى فقط، ويوضح أن الجامعة ستجرى مقابلات جماعية عبر لجان متخصصة، لاختيار الألف شاب من بين المتقدمين لتدريبهم بشكل صحيح.. ويقول: هذه هى القوة الناعمة المطلوبة التى تجعل لنا ثقلا فى أفريقيا، وتستطيع أن تواجه الدول التى تصدر لنا الارهاب، ويقول: أتصور أنه اذا استمرت هذه المجهودات على خطى ثابته سيكون اسمنا الولايات المتحدة الأفريقية وتكون لنا عملة واحدة.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة