عادل إسماعيل

الثلاثاء، 29 يناير 2019 - 02:27 م

مما لا شك فيه أن العلاقات المصرية الأفريقية شهدت تطورا كبيرا في عهد الرئيس السيسي خاصة في القطاع الزراعي حيث كان هناك توجه في زيادة التوغل داخل القارة السمراء لتعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل من الموارد الطبيعية التي تمتلكها الدول الأفريقية  بتقديم الخبرات في إقامة المزارع النموذجية المشتركة والمشاريع الكبرى لتوثيق العلاقات التاريخية بين مصر والدول الأفريقية.

 

وتعد الزيارة التي يقوم بها وزير الزراعة د.عزالدين أبوستيت، لزامبيا حاليا، هي استكمال لسلسلة الزيارات الهامة التي بدأتها وزارة الزراعة للقارة الأفريقية لبحث التعاون الزراعي المشترك ما بين البلدين، والتي  تؤكد  على استمرار التواصل مع دول القارة السمراء لتدعيم سبل التنمية وزيادة التعاون والإنتاج الزراعي، وهى من أوائل الزيارات التي يقوم بها وزير مصري لزامبيا.

 

العلاقات المصرية الأفريقية

في ضوء العلاقات المصرية الأفريقية التاريخية وإنشاء المزارع الجديدة في العديد من الدول الأفريقية، أكد د عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد حاليا تطورا كبيرا، وكانت مدينتا شهدت  القاهرة وشرم الشيخ فعاليات أفريقية غير مسبوقة حيث قام الرئيس السيسي بافتتاح مؤتمر أفريقيا 2018 بمشاركة عدد من الرؤساء والزعماء الأفارقة.

 

وافتتح د.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء معرض التجارة البينية الأفريقية، بالإضافة إلى معرض الغذاء في أفريقيا وأن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تقوم بدورها في تعميق العلاقات المصرية الأفريقية من خلال إنشاء مزارع مشتركة مع الدول الأفريقية.

 

المزارع النموذجية المشتركة

يعتبر مشروع المزارع المشتركة هي الأداة التنفيذية لتفعيل التعاون مع القارة الأفريقية في المجال الزراعي تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية وتمشيا مع السياسة الخارجية لمصر في القارة الأفريقية.

 

وأكد أبوستيت، أن مشروع المزارع المشتركة مع الدول الأفريقية يحقق مجموعة من الأهداف منها ما  يتعلق بالشق التنموي والمتمثل في نقل التكنولوجيا الزراعية المصرية وفتح أسواق الدول الأفريقية أمام المنتجات الزراعية المصرية وخاصة الأصناف والهجن الخاصة بالمحاصيل سواء الحقلية أو البستانية والبدء في صناعة التقاوي المصرية والوصول إلى المزارعين الأفارقة لتنمية الإنتاج الزراعي لديهم، وتحسين الدخل الاقتصادي وبالتالي المشاركة المصرية في برنامج التنمية المستدامة بتلك الدول المنتشر بها مزارع مشتركة مثل زامبيا و الكونغو الديمقراطية و زنجبار و أوغندا و إريتريا و مالي و النيجر و توجو .

 

خطة التنمية 2019

تتمثل خطة المشروع التنموية لعام ٢٠١٩ في إنشاء مزارع في كل من تنزانيا والسنغال وزامبيا وبوركينافاسو أما فيما يتعلق بالشق الاستثماري فإن التعاون سيكون في مجال الإنتاج الحيواني وكذلك الاستثمار في مجال إنتاج اللحوم في أوغندا بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية الأوغندي بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة بالسودان من خلال مقترح الشراكة مع القطاع الخاص في مجال إنتاج التقاوي لسد العجز في إنتاج السيلاج كعلف أخضر لتغذية الماشية.

 

لقاءات هامة

استعرض الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ووفد لجنة الزراعة والبيئة والموارد الطبيعية بالبرلمان الأفريقي، رؤية الوزارة في تكثيف سبل التعاون المشترك بين مصر والدول الأفريقية والمشروعات الحالية والخطط المستقبلية للوزارة في أفريقيا.

 

وحرص ادجار شجوا لونجو رئيس زامبيا على لقاء د. عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي والوفد المرافق له خلال زيارتهم لزامبيا. وأبدى تطلعه للقاء الرئيس السيسي أثناء القمة الأفريقية القادمة كما يتطلع إلى زيارة الرئيس السيسي لزامبيا أيضا، مؤكدا على اهتمامه بتطوير العلاقات ما بين الدولتين وتقديره للجهود المبذولة في تنفيذ المشروعات الزراعية لكي تتمكن زامبيا من رفع كفاءة استغلال الموارد المائية والأراضي الخصبة بها من خلال الاستعانة بالخبرات المصرية.

 

8 مزارع نموذجية مشتركة

وأشار وزير الزراعة الى ان مصر لديها 8 مزارع نموذجية مشتركة في دول: النيجر، زنجبار، زامبيا، مالي، الكونغو، توجو، أريتريا، وأوغندا، ومن المستهدف ان يصل عدد المزارع النموذجية المصرية المشتركة الى 21 مزرعة بحلول عام 2021، بحيث يتم تقديم الدعم الفني والبحثي والعلمي  والخبرات المصرية لهذه الدول.

 

وأكد أبوستيت على أهمية العمل على تبادل الخبرات المصرية الأفريقية، وتنفيذ برامج نقل التكنولوجيا في مجال الزراعة، فضلاً عن تشجيع فرص الاستثمار الزراعي بما يساهم في تحقيق قيمة مضافة للإنتاج الزراعي في أفريقيا، ومن ثم تحقيق الأمن الغذائي لشعوب القارة السمراء، وبالتالي عودتها الى مكانتها التي تستحقها.

 

تدريب أكثر من 500 متدرب أفريقيا سنويا

أكدت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة، على أهمية هذه الزيارة التي يقوم بها الوفد البرلماني إلى مصر، خاصة وان البرلمانين هم الممثلين الحقيقيين للشعوب، والمعربين عن تطلعاتهم المستقبلية.

 

وقالت محرز إن هناك تاريخ طويل من التعاون بين مصر والدول الأفريقية في المجال الزراعي، وخاصة في مجال التدريب، لافتة إلى انه يتم سنوياً تدريب ما يزيد على 500 متدرب من الدول الأفريقية المختلفة بالمركز الدولي للزراعة التابع للوزارة، ويتم من  خلال هذه الدورات تقديم كافة أشكال الدعم الفني في المجالات الزراعية المختلفة من إنتاج نباتي وحيواني وسمكي، بحيث يتولى المتدربين نقل هذه الخبرات إلى دولهم، بما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة بالدول الأفريقية.

 

إنشاء مزرعة مشتركة جديدة في زامبيا

واستهل أبوستيت والوفد المرافق زيارته، بلقاء مايكل كاتامبو، وزير الزراعة، وكابامبا مولينجا وزيرة الثروة السمكية والإنتاج الحيواني، وستيفان كامبيونجو، وزير الأمن الداخلي، في مأدبة عشاء عمل أقامها السفير المصري أحمد مصطفى بمقر إقامته.

 

وفي اليوم الثاني تم توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء مزرعة مشتركة جديدة، على مساحة 600 هكتار، وهي ما تساوى حوالي ألف و500 فدان، لإنتاج تقاوي الأصناف والهجن المصرية بمنطقة موكوشى، بعد النجاحات التي حققتها المزرعة الأولى بمنطقة مومباشى.

 

كما قام أبوستيت بافتتاح أول صوبة زراعية لإنتاج شتلات الخضر،من الهجن والأصناف المصرية من الطماطم والكرنب والبطيخ والبصل بمنطقة شانياما، كما تم تفقد حقول فول الصويا والذرة الشامية و المانجو والعنب والخضروات بمزرعة مومباشى، في أول زيارة يقوم بها وزير مصري، منذ بدء العمل بها، حيث يتم الاستفادة من الخبرات المصرية في نقل تكنولوجيا الإنتاج الزراعي وتدريب المحكوم عليهم ،على المهارات الزراعية وتأهيلهم للعمل تمهيداً لاندماجهم في المجتمع.