الثلاثاء، 29 يناير 2019 - 08:08 م

قال الداعية الحبيب على الجفري، إن مستقبل الخطاب الدينى يتغير من وجهة نظر لأخرى، باختلاف المتحدث الذى يتطرق لهذا الموضوع، وأن الخطاب الدينى بمعناه هو الأفكار المعبرة عما نفهمه نحن من الدين.

وأضاف خلال ندوة «مستقبل الخطاب الديني» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أن الحديث عن الخطاب الديني هنا ليس المقصود منه التطرق للجزء المعصوم المنزل من السماء و إنما نقصد به الأمور المبنية على الفهم.

وأوضح أن الخطاب يرتكز على محاور عدة منها الأسئلة الكبرى المشتبكة مع الرؤى الفلسفية ومنها أحكام الأعمال المتعلقة بالفقه والاجتهاد، ومنها السلوك البشري الذي يشتبك مع تزكية النفس وعلم التصوف.

وأضاف أن الكلام عن المستقبل يتعلق بفهم الواقع أولا والعوامل المؤثرة فيه وتفاعلاته، والمسارات المتوقعة، مشيراً إلى أننا نعاني من التطرف، وأقصد به التطرف الديني وغير الديني، مؤكدا أن الذي يغض البصر عنه يساهم في انتشاره، رافضا تحجج البعض بنكران الظاهرة وعدم الجدية في التصدي لها، ويتساوى في ذلك بعض المشايخ وبعض المثقفين.

ولفت بقوله: «نحن نعيش حالة ثأرية يعلو فيها صوت الصراخ بين الإسلاميين وبعض الذين ينتمون لتيارات مدنية أو علمانية»، رافضا المناظرة التى حدثت بين الدكتور محمد عمارة والدكتور فرج فودة، التى شهدها معرض الكتاب سابقا، لأنها كانت مهزلة اعتمدت على الظهور الجماهيري، وكانت مثالا على تأجج الحالة الثأرية بين الأطراف، مما يخلق حالة مشوهة من الخطاب.

واعترض الحبيب الجفري، على مصطلح «تنقية التراث» الذي يطلقه البعض، مؤكدا أن هذا عند الأكاديميين يعرف بالخيانة، وهذه مصطلحات تضليلية، معرباً عن استيائه من الدعوات التى يتم ترديدها دائما حول "تنقية التراث" واصفا إياها بـ"الحماقة والجهل".

وأوضح أن مصطلح "تنقية التراث" لم يتم تحريره حتى الآن، وأنا أهتم دائما بالمصطلحات، مؤكدا أن الكلام حول شطب أشياء من كتب التراث يعتبر خيانة أكاديمية، فنحن لا نريد تنقية التراث بقدر ما نحتاج إلى تنقية العقول.

ونوه  أن القرآن أحد الكتب التراثية بينما لا يستطيع أحد حذف كلمة "واقتلوهم" من آياته، وعندما نفهم أن القتال يكون في ساحة الحرب تصبح الكلمة مفهومة على وجهها الصحيح، لذلك يجب قراءة الكتب تلك على وجهها الصائب غير المزيف.

وأشار إلى أن هناك الكثير من رجال الدين وهو أحدهم، كان يعتقد أنه يتواصل مع الشباب بشكل صحيح، ولكنه عندما بدأ يستخدم «السوشيال ميديا» بنفسه للتواصل مع الشباب، اكتشف أن رجال الدين لم يفهموا الشباب بالقدر الصحيح، وعبر عن ذلك بقوله: «وجدت أننا نعيش في برج عاجي»، مضيفا وهذا هو حال بعض المثقفين أيضا، فالشباب يحتاج إلى التواصل والحوار المباشر.