أنيسة حسونة
أنيسة حسونة


أنيسة حسونة تروي تجربتها مع السرطان: صديق «رذل» أقاومه بالتفاؤل والصبر

نادية البنا

الأربعاء، 30 يناير 2019 - 09:30 م

 

حلت النائبة أنيسة حسونة، عضو مجلس النواب، اليوم الأربعاء، ضيفًا على اللقاء الفكري بالقاعة الرئيسية لمعرض الكتاب، ضمن فعاليات المعرض في دورة اليوبيل الذهبي، بحضور السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة، ود. هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، وأسرة النائبة أنيسة حسونة ابنتها وزوجها، وأدارت الحوار؛ الإعلامية منى سلمان.

وسجلت النائبة أنيسة حسونة، تجربتها مع مرض السرطان في كتابها "بدون سابق إنذار" الصادر مؤخرًا، واستعرضت فيه جوانب إنسانية كثيرة عن وقائع المرض وتأثيره المعنوي عليها وعلى أسرتها وكذلك الصراع من أجل الحياة، ويحمل الكتاب كبسولة أمل وتفاؤل لكل المرضى بهذا المرض الصعب وكذلك الأصحاء الذين لا يعرفون قيمة الصحة.

وكتبت أنيسة حسونة هذا الكتاب بدافع من أسرتها كي يؤخذ منه العبرة، وقالت فيه إن كل شيء في حياتها كان يسير طبيعيًّا وموحيًا بالخير والأحداث السعيدة، نجاح على المستوى الأسري والعملي، تفوق لافت في إدارة واحدة من أهم وأكبر المؤسسات الخيرية العاملة في مصر، وتُوِّج الأمر باختيارها من رئاسة الجمهورية لعضوية مجلس النواب، ثم وقع الأمر فجأة كعاصفة بدون سابق إنذار.

وفي حديثها لجمهور المعرض عن هذه التجربة، قالت: "خضت معركة علاج لمدة سنتين مع مرض السرطان، وبنوع من السذاجة ظننت أنني امتثلت للشفاء، لكن السرطان صديق (رذل) يفرض نفسه على الإنسان، وفوجئت بهجومه علي مرة أخرى، لكنني لازلت متفائلة، وليس لدي رفاهية التشاؤم".

وأضافت: "الفضل يرجع لزوجي وبناتي الصغرى والكبرى، فقد أردت أن أقول لبقية النساء المريضات، أنهن ليسوا وحدهن، وأن التفاؤل هو الحل في مواجهة هذا الصديق الرذل"، واستطردت: "علينا أن نؤمن أن كل يوم هو يوم جديد في الحياة، يجب أن نستقبله بتفاؤل وإيمان".

وأشارت النائبة البرلمانية، إلى أن مرض السرطان جعلها تبصر أشياء كثيرة مهمة في حياتها، وهي أن تعيد ترتيب أولوياتها بحسب الأهمية والقيمة، وتكون أكثر قربًا من الأسرة والأصدقاء، والزهد في أشياء كثيرة ليست ذات قيمة.

وأضافت: "أخبرني الأطباء أن التفاؤل يفرز هرمونات تؤدي إلى تقوية جهاز المناعة، ولا أعلم هذا الكلام صحيح أم لا".

واستعرضت أيضًا تجربة الفنانة العالمية أنجلينا جولي في مواجهة سرطان الثدي واستئصال ثدييها حتى لا يصل السرطان إلى جسدها كله، وقالت: "ما قامت به أنجلينا جولي أحدث هزة كبرى على مستوى العالم، ورأينا السيدة الأكثر جمالًا تستغني عن إحدى مظاهر الجمال في جسدها كي تحارب هذا المرض اللعين".

وأشارت "حسونة"، إلى ضرورة النظر للمرأة بمفهوم أوسع من مجرد حصرها في جسد، وقالت: "يوجد سيدات يشعرن أنهن مهددات ويخفين خبر مرضهن على أزواجهن، فأرجوكم طبطبوا على المريضات بالسرطان لأن المرأة أكثر عاطفية وتأثرًا، فأدعموهن نفسيًا".

وأوضحت "حسونة"، أنها تقدمت بمشروع قانون لمجلس النواب يقضي بالكشف الدوري على النساء من الإصابة بمرض السرطان والأورام ليكون ضمن التأمين الصحي، قائلة: "أتمنى ألا يدخل القانون غرفة الإنعاش".

ووجهت الإعلامية منى سلمان سؤالا حول دور مصر والجهات المعنية بالصحة لتوفير الدواء والرعاية الصحية التي تتكلف مبالغ باهظة، وهو ما تحدثت وأشارت إليه النائبة في كتابها "بدون سابق إنذار".

وردت "حسونة" على السؤال قائلة: "أولًا: التشريع يقتضي وجود قانون يلزم النساء بالكشف السنوي الدوري مهما كان يكلف الدولة، ثانيًا: برامج توعية مكثفة في كل المناطق لأهمية هذا الكشف، ثالثًا: دور المجتمع المدني في جمع التبرعات وإنشاء مستشفيات لسرطانات النساء، والدعم المادي للدواء أيضًا ليكون بسعر معقول ومناسب للمريضات والمرضى".

وأضافت: "للأسف نسب الإنفاق على البحث العلمي والصحة والتعليم الذي حددها الدستور لم نصل لها بعد".

وأشارت النائبة البرلمانية في ردها على سؤال "لماذا مصر مستنيرة؟" والذي اتخذ اللقاء عنوانًا له، إلى أن من أهم صفات مصر طوال تاريخها الحديث أنها مستنيرة، فليس لديها ثروات بترولية أو معدنية، ولكن ثروتها الحقيقية تكمن في الإنسان المصري، إذ قادت مصر العالم العربي بمبادرتها الإنسانية والثقافية والفكرية، لذلك نحزن عندما نشعر أن مصر فقدت جزء من هذه الثروة الإنسانية الكبرى.

وعددت "حسونة" الأسباب التي جعلت مصر مستنيرة، وقالت: "التنوع وقبول الاختلاف واستيعاب الأفكار الواردة وإعادة إنتاجها، واحترام حقوق المرأة، باعتبار أنه لا يوجد مجتمع يتقدم بجناح واحد أو فصيل واحد أو بديانة واحدة، يجب أن نرجع".

ورأت "حسونة" أن عدد المؤمنين باستنارة مصر قل للأسف لذلك خففت هذه الاستنارة، وسببها يرجع لعاملين مهمين وهما؛ التعليم والإعلام"، مضيفة: " للأسف عندما أهملنا التعليم أصبح لدينا أفكار ظلامية، فقل عدد من يؤمنون بهذه الاستنارة، لكن هناك جوانب أخرى مهمة لدينا، ومنها أن لدينا رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتحدث دائمًا عن المرأة وحقوقها ولدينا الآن 6 وزيرات، ولكن هل مازال الشعب المصري مؤمن بهذه الاستنارة التي تضم قبول الآخر، لكن هذا هو ما تناقش فيه، هل النسبة مازالت كما هي؟ للأسف لا".

وعن البرامج التي تعالج المرضى على حسابها، وتستضيفهم للحديث عن مرضهم قالت: "بعض البرامج تهدر كرامة المرضى عن طريق التسول باسمه، ولا أتفق مع ذلك وأتمنى أن تتدخل الجهات المعنية والمجلس الأعلى للإعلام لوقف هذه البرامج ومثل هذه التصرفات".

وقالت إن الإعلانات التي تقوم بها بعض الجمعيات تستضيف مرضى خاضوا الصراع مع المرض لكن الله من عليهم بالشفاء منه، وكانت استضافتهم لكي يعطوا أملاً للمرضى الآخرين الذين فقدوا لذة الحياة.

وفي كلمتها، قالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة: "أنيسة حسونة إنسانة قريبة إلى قلبي غير أنها صديقة لي، هي أيقونة مصرية وكفاح وجلد وأمل لا ينتهي، تأثرت كثيرًا بالحالة التي كانت عليها أسرتها عندما زرتها في المستشفى، لكن أسرتها كانت صبورة لأقصى درجة ومؤمنة بها"، وأضافت: "أنا سعيدة اليوم لأنني أراها تضحك ومتفائلة ومحتفظة بخفة دمها وصبورة".

وأضافت: "أنيسة حسونة أعطتنا درسًا كبيرًا ليس للمرضى فقط ولكن للأصحاء، هي نموذج أيضًا للمرأة المهاجرة للخارج، عندما تنظر لها باعتبارها مصابة بمرض السرطان ولازالت تسير على قدميها وتواجه الحياة، فالمرأة ليست مكسورة الجناح كما يقال".

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة