جانب من التكريم
جانب من التكريم


تكريم دور النشر المشاركة في أولى دورات معرض الكتاب

نادية البنا

الأربعاء، 30 يناير 2019 - 10:21 م

أكد سعيد عبده رئيس مجلس إدارة دار المعارف، إن نظرة الدار كانت ومازالت عالمية منذ النشأة وليست محلية، مشيرًا إلى أن الأطفال كان لهم نصيبًا جيدًا من إصدارات الدار.

وأضاف "عبده"، أن دار المعارف أصدرت أول مجلة للأطفال "سندباد" عام ١٩٢٠، بمشاركة فنانين من سويسرا وفرنسا، متابعًا: "لولا التأميم عام ١٩٦٠ لاستكملنا مشوار التنوير الثقافي، ونسعى حاليا نحو استعادة صورتنا الذهنية بنشر أعمال كبار الكتاب مثل طه حسين، وعباس العقاد، في محاولة نحو إحياء التراث".

جاء ذلك على هامش تكريم أوائل دور النشر التي شاركت في دورات معرض الكتاب الأولى، وقد تم تكريم دار "المعارف" كأول دار نشر حكومية، ودار "نهضة مصر"، ودار "مصر"، كأول داري نشر شاركا في المعرض، وذلك في قاعة ذاكرة المعرض مساء اليوم بقاعة بلازا 1.

 

وأضاف رئيس مجلس إدارة دار المعارف، إن الدار من أوائل دور النشر التي شاركت في معرض الكتاب في أولى دوراته، حيث تأسست عام 1890، ولم تكن محلية منذ نشأتها إنما كانت لنشر كتابات المؤلفين من مختلف البلاد، ونشرت كتبًا للطفل وصلت إلى ما يزيد عن 2500 عنوان، مؤكدًا أهمية وجود تنوع وتعدد في دور النشر لأن زيادة عدد العاملين في المهنة يخدم الصناعة والقارئ.

وأشار محمد إبراهيم، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "نهضة مصر"، إلى حزنه لتوقف صدور مجلة السندباد التي كانت تصدر عن دار المعارف، حيث كان يواظب على قرائتها عندما كان صغيرًا.

وأضاف "إبراهيم"، أن "نهضة مصر" تأسست عام 1938 وكانت عبارة عن مكتبة في الفجالة أسسها والده، وكان أول معرض شاركت فيه عام 1947، ثم كانت من أول دور النشر الخاصة التي شاركت في معرض الكتاب الدولي في أرض الجزيرة.

وقدمت "نهضة مصر" منذ بدايتها كتبًا علمية وثقافية ودراسية وأدبية بجودة أصبحت الآن تضاهي الكتب العالمية بعد صولات وجولات، كانت أبرزها عندما تم استيراد المطابع والماكينات عام 1963 لتعود الحقوق تدريجيًا وتطور الصناعة نوعًا ما بعد النكسة، حيث صدر قرار يتيح للناشرين ممن يصدرون للخارج الاستفادة من 50% من أرباح التصدير في تحديث جودة الطباعة ثم 100% بعد نصر 1973، حيث رفع "السادات" القيود على مصدري الكتب.

وأضاف رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات "نهضة مصر"، أن الكثيرين يعتبرون الكتاب المدرسي وصناعته "سُبة وجرم"، وذلك منذ عهود الاشتراكية التي كانت تعتبر أي شخص يحقق أرباحًا يرتكب جرمًا ويعمل بطرق غير مشروعة، وتسبب في ذلك أيضا الأعمال الدرامية التي لم تظهر رجل أعمال محترم.

ويرى محمد إبراهيم، أن العمل في الكتب العلمية والمدرسية على وجه الخصوص نوع من تقديم الخدمة للمجتمع، حيث يستفاد الطالب والمدرس، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم لديها ميزانية محدودة لا تستطيع من خلالها توفير الكتاب بنفس مستوى جودة الإنتاج والثراء المعرفي لتوصيل المعلومة للطالب.

ومن حانبه، قال صلاح جودة السحار، رئيس مجلس إدارة "دار مصر"، إن أول مشاركة له بمعرض الكتاب كان في سرادق الكتاب بالحسين الذي كان يستمر طوال شهر رمضان، مضيفًا: "عندما تم نقله كان هناك تخوفًا كبيرًا وعندما ذهبنا لأرض المعارض بمدينة نصر وجدنا تنظيم رائع، وعندما عرفت بنقله للتجمع الخامس تأكدت أنه سيكون نقلة في تاريخ المعرض".

ويرى "السحار" أن الكتاب ظُلِم في مصر ومن أهل مصر، حيث طبعت العديد من الكتب دون أن يأخذ الناشر أو دار النشر حقيهما وخصوصا عندما تقوم بذلك مؤسسات الدولة مثل طباعة الهيئة وقصور الثقافة كتبًا لها ناشرين، يمتلكون حقوق طباعتها.

وأضاف رئيس مجلس إدارة "دار مصر"، إن بداية النشر الأدبي كانت بعد تأسيس لجنة النشر الجامعية التي كانت تضم مجموعة من الكتاب الشباب الذين لم يجدوا من ينشر لهم، وكانت معظم كتاباتهم دينية وتاريخية مثل "همس الجنون" لنجيب محفوظ، حتى بدأ النشر الأدبي برواية "في قافلة الزمان"، وبعدها بـ10 سنوات صدر لنجيب محفوظ الثلاثية وكانت أول مرة يكتب فيها عن قصص العائلات، حتى كانت فترة إصدار الكتاب في مصر وتزويره في لبنان بعد 3 أيام بسبب قيود تصدير الكتب، وهي نفس فترة قيود تداول المصحف على الرغم من تميز مصر فيه.


وشكا "السحار" من عدم تدخل وزراء الثقافة في أي عهد لتخفيض جمارك الأوراق أو تخفيض أسعار الإعلانات عن الكتب في وسائل الإعلام، أو حتى استضافة البرامج الحوارية لأديب يتحدث عن كتاب لإثراء المشاهد، مشيرا إلى أن أهم أسباب التراجع عدم وجود نقاد حقيقيين ومتخصصين، متابعًا: "برامج التوك شو كلها هايفة".

وطالب صلاح جودة السحار، بضرورة أن يدرس الطلاب في كل محافظة وفي كل مرحلة تعليمية مجموعة من الأدباء حتى يعرف كل طالب أديب في كل عام، موضحًا أن معرض الكتاب هو سرادق عزاء الكتاب كل عام، فلا يوجد في ربوع مصر مكتبات نفخر بها.

وأكد "السحار"، أن الكتاب المدرسي هو ما يمكن دور النشر من الاستمرارية والإنفاق على طباعة الكتب الأدبية، ولولا حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل لما استمرت الدار، حيث تم طباعة عشرات بل وأحيانا مئات الطبعات لبعض كتبه لتصديرها للخارج، والإنفاق على باقي المجالات، مؤكدًا أن الناشر يعمل من منطلق أنه يقدم خدمة للمجتمع، لذلك الكتب العلمية والدارسية مهمة وليست جرم.

واختتم سعيد عبده النقاش بصفته رئيس اتحاد الناشرين المصريين، بأنه تم تحرير أكثر من 600 قضية الدورة الماضية لمعرض الكتاب، ومصادرة أكثر من نصف مليون كتاب مزور، إلا أنه نظرًا لعدم وجود تشريع يتيح إعدام الكتب فقد كانت تعود لصاحبها بعد دفع غرامة قدرها 10 آلاف جنيه، ويعاد تداولها في اليوم التالي.

وأضاف: "في دورة المعرض هذا العام إدارة المصنفات ترفع تقرير بشكل يومي للرقابة على صناعة الكتب التي يصل حجمها إلى 3 مليار جنيه سنويًا، وهي تنمو بشكل ملحوظ، حيث وصل عدد الناشرين المصريين ضعفي باقي الناشرين العرب، كما أنها تمثل القوى الناعمة للدولة المصرية".

كانت قاعة ذاكرة المعرض في "بلازا 1" بمعرض الكتاب في يوبيله الذهبي، قد شهدت تكريم أوائل دور النشر التي شاركت في دورات معرض الكتاب الأولى، وقد تم تكريم دار المعارف كأول دار نشر حكومية ودار نهضة مصر ودار مصر كأول داري نشر شاركا في المعرض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة