العلم لا يتوقف عن البحث حول الخلود
العلم لا يتوقف عن البحث حول الخلود


حكايات | محاولات الخلود.. تحدي الموت بالتحمم الهندي وطريقة «الإستاكوزا»

ناريمان فوزي

الخميس، 31 يناير 2019 - 10:31 م

 

تختلف مرجعيات الناس الفكرية والدينية، تختلف طباعهم وتخوفاتهم، لكنهم يجتمعون عند حقيقة واحدة وتخوف واحد.. هو «الموت»، ذلك الضيف الثقيل الخاطف للأحبة، ذلك الرعب الغامض الذي وقف أعظم العلماء حائرين أمام أعراض حضوره وما سيقبل عليه المتوفى.


يخشى المؤمن بالله لحظة لقائه وحسابه بعد رحيله من الدنيا إلى العالم الآخر، ويكره الملحد فكره فنائه وتركه للأرض والطبيعة التي طالما قدسها ورسخ عقله لاكتشافها.

 

وعلى الرغم من أن الموت قدر والأعمار مكتوبة ومقدرة ضمن سطور محفوظة لدى الرحمن، إلا أن الله مثلما خلق الإنسان وباقي الكائنات، خلق الداء وجعله الساعد الرئيسي للموت وظهر لدينا مسمى «الأمراض الفتاكة» التي لا تترك الإنسان سليم وتضع النهاية لمسيرته سواء كانت قصيرة أو طويلة.

 

لم تكن الرعاية الطبية متقدمة ولم تبلغ التكنولوجيا ما بلغته الآن من تطور في الأجهزة الطبية ولم يكن الأطباء بهذا القدر من العلم والاكتشافات، بل مازالوا يجتهدون حتى يومنا هذا سعيا لمعرفة كل جديد، كان طبيعيا في الماضي أن يموت طفل أو شاب نتيجة تعرضه لانفلوانزا بينما الآن يقضى عليها من خلال تناول كبسولتين أو أكثر من الأدوية الفعالة.

 

تسببت كذلك مهالك الحروب وما تلاها من أوبئة وتلوث بيئي في ظهور أمراض عديدة فتكت بالملايين، قد يكون الأمر اختلف الآن وزاد الاهتمام الصحي والتوعية بضرورة الحفاظ على الصحة العامة وإجراء التحاليل لاكتشاف الأمراض مبكرا، مما ساهم في تأخر الأعمار وزيادة معدلات الشيخوخة، حتى صارت بعض الدول تفتح أبوابها أمام مهاجرين شباب كي تستمر في النمو والتنمية.

 

لم يقف العلم عند حد ارتفاع الأعمار فقط بل طمع الكثيرون في تطبيق نظرية غريبة منافية للأعراف والأديان والعقل أيضا وهي «الخلود»، أرادوا بها الحفاظ على البشر كي يعيشوا إلى ما لانهاية، ودأب الجميع على الإيمان بالفكرة وبحث تنفيذها سواء بالسبل العلمية أو الإيمان بمعتقدات غريبة والاعتماد عليها في الوصول للخلود، الذي يتوقع العلماء أن البشرية قد تشهده قبل 2050.

 

فالبشر الآن يمكنهم العيش لفترات أطول مقارنة بالعشرين عاما الماضية، كما يمكن لمن يولد الآن أن يعيش لـ81 كحد متوسط للأعمار، كما من المتوقع أن تزيد نسبة المسنين ممن يبلغون 85 عاما خلال الـ40 عاما القادمة بنسبة 300%، حيث أشار العلماء إلى إمكانهم التلاعب بالانزيمات بتقنية النانو تكنولوجي لإعطاء أمل جديد في العيش مدى الحياة.

 

«الإستاكوزا..مرجع العلماء للعيش أبدا»
 

في 2009، استطاع كلا من: اليزابيث بلاكبورن وكارول جريدير وجاك تشوستاك، الحصول على جائزة نوبل لاكتشافهم انزيم يدعى تيلوميرات والذي من شأنه توفير حياة أبدية، يعمل هذا الانزيم عن طريق حمايته للكروموزومات، فحين تنقسم الخلايا وتضاعف من نفسها يضعف هذا الانزيم وهو ما يحدث من 50 إلى 60 مرة قبل موت الخلايا.

 

أرجع العلماء ضعف التيلوميرات إلى الشيخوخة وآثارها السيئة، تحتوي بعض الكائنات على تيلوميرات قوية ويمكن الحفاظ على التيلومير الخاص بها وهذا يزيد من عدد المرات التي يمكنها زيادة عدد خلاياها، فالإستاكوزا على سبيل المثال من الكائنات التي يمكنها تجديد خلاياها إلى أجل غي مسمى فهي تموت إما من المرض أو جراء تعرضها لهجوم، لا من الشيخوخة، إذا فإن العلماء أجمعوا على أنه في حال النجاح في تطبيق هذا الأمر على البشر، فيمكن القضاء على الشيخوخة.

 

الهند..«التحمم في الغانج يمنح الخلود»

 

طريقة أخرى يعتمدها البعض، ففي الهند، يقوم الهندوس بالتحمم عرايا في نهر الغانج الذي اتخذ شهرة وقدسية لهم، حيث يذهبون في ظل البرد القارس ويخلعون ملابسهم أملا في الاغتسال من الذنوب وتطهير الأجساد والأرواح من الخطايا إضافة إلى الإيمان بأن تلك المياه تعيد الشباب وتطيل العمر.

 

ويروج مريدي تلك المنطقة أن نزول النهر يشهد غفيرا حتى من ذوي الأعمار المتقدمة، وروي بعضهم أن رجلا عجوزا تعدى عمره الـ70 عاما تحمم في تلك المياه قارسة البرودة ولكن ما حدث مخالف تماماً، فقد أجريت له فحوصات طبية قبل وبعد دخوله في النهر ووجدوا أن حالته تحسنت بشكل كبير.

اقر حكاية أخرى :

 

 

1 من كل 5 يريد الأبدية

 

في 2017، تحدث مؤسس جامعة التفرد في وادي السليكون، خوسيه لويس كورديرو، عن تقنيات استعادة الشباب التي ستسمح لنا أن نعيش إلى الأبد.

 

ووفقا للفوتورولوجيست، فستتطور التكنولوجيا، في السنوات الـ 20-30 المقبلة، التي ستسمح باستعادة الشباب والعيش إلى الأبد.

 

اقرأ حكاية أخرى: 

 

وقال العالم «إننا نستطيع العيش لفترة أطول، والحفاظ على الجسم في حالة جيدة، وهدفنا النهائي هو الحصول على فرصة العيش إلى الأبد»، مشيرا أيضا إلى أنه لا يوجد حد بيولوجي للحياة البشرية.

 

منذ أيام، أجرى مركزا للدراسات بالولايات المتحدة استطلاعا أراد من خلاله إظهار مدى رغبة الآخرين في العيش لفترة طويلة ومدى رغبة غيرهم في الخلود فجاءت النتائج مثيرة حيث أبدى واحدا من بين 5 أشخاص رغبته في العيش إلى الأبد، خاصة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، بينما قلت رغبة ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في الأمر ذاته.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة