محمد درويش
محمد درويش


محمد درويش يكتب: ما لم يقله السيسي لماكرون

بوابة أخبار اليوم

السبت، 02 فبراير 2019 - 09:32 م

في أكثر من مناسبة ألمح الرئيس السيسي إلى مؤامرة وربما مؤامرات تحاك ضد بلادنا وتوعد في إحدى خطبه بأنه لن يدع الإرهابيين يصولون ويجولون وأيضا لن يدع من يدفعهم ويدعمهم يهنأ بتحقيق أهدافه في الترصد لمصر وشعبها.

خيوط المؤامرة ضد مصر الجغرافيا والتاريخ وعبقرية الزمان والمكان ليست وليدة اللحظة أو العصر الحديث خلال المائتي عام الأخيرة، وإنما هى على مدى الآلاف من السنين كانت مطمعاً للكثيرين تصوروا أن قدرتهم تؤهلهم لإمساك زمام الأمور في البلاد التي يمكن أن تكون مصدر تهديد مباشر لهم، رغم أن التاريخ لا يذكر أبداً سعى مصر إلى غزو هذه الدولة أو تلك إلا لدرء اعتداء أو حفاظاً على أمننا القومي خاصة من بوابة مصر الشرقية، لا ينكر التاريخ محاولات مثل التي قام بها محمد على ولكنها ربما كانت في النهاية انتقاما من العثمانيين الذين غزوا مصر عام ١٥١٧ وأفرغوها حتى من الأسطوات والصنايعية المهرة قبل أن يستولوا على مقدراتها وخيراتها.

لم تهنأ مصر في محاولاتها الاستقلال عن التبعية وفي عهد عبدالناصر كانت عملية اصطياد الديك الرومي ضربة قاصمة لمشروع القومية العربية الذي تصدت له الرجعية متحالفة مع الغرب.

في العقود الأخيرة تغيرت الأساليب والوسائل من أجل تقويض أركان الدولة ولجأ الغرب في إطار المشروع الصهيوني إلى استبعاد المواجهات المباشرة كما فعل عامي ٥٦ و٦٧ وانتهج ما يطلق عليه الإستراتيجيون حروب الجيل الرابع والخامس.

استشرت أدوات الغرب الجديدة من أجل خلق أطياف من داخلنا، منها من يحمل الأفكار الهدامة يبث سمومه في أوساط الفتيان والشباب، وطيف آخر يحمل السلاح تدفعه أفكار التطرف والتكفير.

والسؤال الذي يفرض نفسه كيف يتأتى لهؤلاء الذين يرفعون راية حقوق الإنسان ويستترون وراء ما يطلق عليه منظمات العمل المدني أن يخصصوا أوقاتهم وجهودهم للأهداف التي يحركهم الغرب من أجلها، هل هم يعملون لوجه الله دون مقابل أو عطاء؟! وهل يدرون ـ ولو كانوا حتى حسنى النوايا ـ أنهم يخربون بلدهم وبيوتهم بأيديهم دون إدراك؟!

ثم نأتي للطرف الآخر الذي يحمل السلاح ويتخذ من الجبال والكهوف أوكاراً ومنهم من يندس بيننا كطابور خامس يحمل أفكارا لا تمت للوسطية الدينية بصلة ولا تحمل إلا التأويلات التي تبرر قتل النفس بغير حق دون شفقة أو رحمة وصار بث الخوف والرعب في النفوس وترويع الآمنين هو المنهج الذي يتخذونه للوصول إلى مبتغاهم.

أتصور أن الرئيس السيسي وضع في اعتباره ظرف الزيارة التي قام بها الرئيس ماكرون وكونه ضيفاً على مصر فلم يشأ أن يقول له: فتش عن الغرب الذي تمثله وابحث جيداً مع جهاز مخابراتك عن المخططات التي اجتمعتم عليها من أجل ألا يكون للشرق رأس مرفوع أو قدرة على الردع وتقويض المشروع الصهيوني الذي من أجله يحشد الغرب كل إمكانياته ويضع مخططاً إن لم يحققه  من جندوهم الآن  يتوارثه مجندون بعدهم حتى يقضى الله أمراً كان مفعولا.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة