كوكب الشرق أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم


في ذكرى وفاة أم كلثوم.. «كوكب الشرق» بريق لا يغيب

محمد طه

الأحد، 03 فبراير 2019 - 03:46 م

عرفها الملايين على مدى نصف قرن من العطاء المتواصل والنجاح الباهر، بصوتها العذب وأدائها الرائع وتعبيرها الأخاذ، رحلة مليئة بالكفاح والإصرار على التفوق حتى آخر العمر، وسط الحروب والصراعات، وللملوك والبسطاء، غنت "أم كلثوم" لمجد الجميع ورفعتهم، وأنشدت ما اهتزت له مشاعر العرب شرقًا وغربًا على مدى عشرات السنين.

اسمها الحقيقي فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، وتُعرف أيضًا بعدة ألقاب أبرزها: "ثومة، والجامعة العربية، والست، وسيدة الغناء العربي، وشمس الأصيل، وصاحبة العصمة، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق، وفنانة الشعب"، وتُعد أم كلثوم من أبرز مطربي القرن العشرين، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، واشتهرت في مصر وعموم الوطن العربي.

 

رحلة أم كلثوم

في 31 ديسمبر 1898، ولدت فاطمة إبراهيم البلتاجي، التي عرفت فيما بعد باسم "أم كلثوم"، في قرية صغيرة قرب مدينة المنصورة تسمى طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، لم يكن أحد يتوقع مستقبلاً يذكر لطفلة أسرة فقيرة تقطن بقرية ليس بها مدرسة واحدة، لكن القدر خبأ لها مواعيد كثيرة. 

ذاع صيت أم كلثوم منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أقصى أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيسي لدخل الأسرة.

 

تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد، وأبو العلا محمد، اللذين جاءا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان، وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم، كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا، وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيًا و3 جنيهات أجرًا لها.

في العام 1921، عادت "أم كلثوم" إلى القاهرة لتغني مع فرقة والدها، وواتتها الفرصة لكي يسمع صوتها جمهور العاصمة وفنانيها مثل الشيخ علي محمود، والشيخ علي القصبجي، والد محمد القصبجي، والشيخ أبو العلا محمد، وقد أعجب بصوتها وأصبح معلمها الأول، ثم غنت له بعض القصائد وشجعها على ارتياد مجالات جديدة في الغناء غير التواشيح.

عام 1923، بدأت أم كلثوم في إحياء حفلات لبعض أعيان القاهرة التي تم ترتيبها بواسطة متعهدي الحفلات في العاصمة، وبدأ نجمها يسطع ودخلت في منافسة مع أشهر مطربات ذلك الوقت، مثل نعيمة المصرية، ومنيرة المهدية، وفاطمة سري، وفتحية أحمد.

 

وفي العام 1924 قدم الشيخ أبو العلا، أم كلثوم، إلى الشاعر أحمد رامي الذي تولى تعليمها أصول اللغة والشعر، وأظهرت استعدادًا كبيرًا للتعلم فتحسن مستواها، وأضافت مهارات جديدة إلى مهاراتها الغنائية، ومع استعدادها الشخصي للتطور أتيحت لها فرصة اكتساب أسلوب حياة المدينة باختلاطها بسيدات الطبقة الراقية، من خلال حفلاتها في العاصمة، غيرت من مظهرها وأسلوبها وأصبح لها كيان جديد.

 

أم كلثوم في السينما

 

ظهرت أم كلثوم في أول فيلم سينمائي لها بعنوان «وداد» قصة أحمد رامي في العام 1936، وقامت ببطولته تمثيلاً وغناءً، تلته 5 أفلام أخرى قدمت فيها العديد من الأغاني لكبار الملحنين كان آخرها فيلم «فاطمة» عام 1947، وهو آخر ظهور لها في السينما، والأفلام هي «وداد  عام 1936 - عايـدة  عام 1942 - نشيد الأمل  عام 1937 -  سلامة عام 1945 - دنانير عام  1940 -  فاطمة  عام 1947».

 

وقدمت "أم كلثوم" آخر أفلامها «فاطمة» في عام 1947، عن قصة مصطفى أمين، وقامت ببطولته تمثيلا وغناءً أمام أنور وجدي، وبه عدد من الأغاني الدرامية «أقابله بكرة»، و«نصرة قوية»، و«الورد جميل» ألحان زكريا أحمد.

 

زواجها 


عام 1954 تزوجت أم كلثوم من حسن السيد الحفناوي، أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها.

 

الجوائز التي حصلت عليها

حصلت أم كلثوم على العديد من الجوائز والأوسمة أثناء رحلتها الطويلة مع الفن، ففي عام 1955 حصلت على وسام الأرز ووسام الاستحقاق من الدرجة الأولى في لبنان. 

 

عبد الناصر يكرم أم كلثوم 

كما نالت وسام الكمال في مصر من الملك فاروق، وفي عام 1968 حصلت على جائزة الدولة التقديرية، كما حصلت على وسام النهضة الأردني ونيشان الرافدين العراقي ووسام الاستحقاق السوري، ووسام نجمة الاستحقاق الباكستاني.

 

وحصلت "كوكب الشرق" أيضًا على وسام الجمهورية الأكبر من تونس 1968، ووسام الكفاءة المغربي، كما تم انتخابها كعضو شرف في جمعية مارك توين الأمريكية الدولية عام 1953، ومنحتها مصر جواز سفر دبلوماسيًا في نفس العام.

 

الرحيل

وتحل اليوم 3 فبراير الذكرى الـ44 لرحيل "كوكب الشرق"، حيث رحلت عن عالمنا عام 1975 عن عمر يناهز الـ73 عامًا بعد صراع مع المرض، وشيعتها جماهير مصر والعالم العربي في جنازة مهيبة، تاركة إرثا فنيًا عظيمًا للفن المصري والعربي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة