الفنان وليد أثناء ممارسة هوايته فى صناعة الأوانى والتماثيل الفخارية
الفنان وليد أثناء ممارسة هوايته فى صناعة الأوانى والتماثيل الفخارية


«وليد».. فنان تراثى تخصص «طين»

محمود عمر

الإثنين، 04 فبراير 2019 - 12:11 ص

انتبهوا: صناعة الفخار تراث «فيومى» مهدد بالانقراض

 

منذ نعومة أظافره، وهو يعمل مع والده وجده فى هذه الصناعة التى اشتهرت بها محافظة الفيوم، واصبحت معلما من أهم معالمها، شاهد نجاح والده وقيامه بالسفر إلى دول أوروبية لتصدير ما يقوم بتصنيعه من منتجات كانت تبهر الغرب.

 

ومع مرور الوقت ووفاة والده، تغير الحال وبدأ الرحلة بمفرده من جديد بعدما اختلفت الظروف إلى الأسوأ، وفجأة وجد نفسه بدون موقع يؤدى مهنته من خلاله، حتى بات يعمل بالطلب، فى صناعة الأوانى الفخارية بأشكالها المتنوعة منذ تصميمها الأساسى وحتى الخروج للشكل النهائى، واصبح كل همه توفير موقع يصنع فيه ما يملكه من أدوات تخرج فى شكل تحف فنية مبهرة، أنه صانع الأوانى والتماثيل الفخارية بالفيوم.


يقول وليد على محمد عبد الرحيم 36 سنة ابن حى الجامعة بمدينة الفيوم، أن مهنته فى صناعة ورسم الأوانى والتماثيل الفخارية ورثها أبًا عن جد، حيث كانت عائلته من أشهر عائلات الفيوم وقنا فى هذه الصناعة بعدما استقر جده الأكبر محمد عبد الرحيم ابن محافظة قنا، فى محافظة الفيوم.

 

وتعلم والده على يديه هذه الصناعة الدقيقة والمبهرة، حتى قام فى فترة الثمانينات والتسعينات بتصديرها للدول الأوربية ومن بين هذه الدول النمسا والمجر، مشيرًا إلى أن والده سافر السعودية لمدة 18 عامًا، وبعدها رجع ليمارس هوايته ومهنته الأساسية حتى صار أشهر من يعمل بهذه المهنة ليس فى الفيوم وحدها بل فى مصر قاطبة، لافتا إلى أنه ورث هذه المهنة عن والده هو وشقيقاه سيد وإبراهيم.


ويوضح «وليد» أن صناعة الفخار تتم من خلال خليط من الطين الصلصال، وطين أخر يسمى «بوكلة»، من باطن الأرض، ثم يتم وضع هذا الطين على دولاب الفخار ويقوم بتصنيع الأشكال التى يريدها الزبون ومنها التماثيل الفرعونية والرومانية والفازات التى يتم وضع الورود بداخلها والتى تبدأ تكلفتها من 50 جنيهًا حتى 2000 جنيه بالنسبة للتماثيل.

 

وكما يقول فقد قام بتصنيع العديد منها لزبائن كثيرين، مشيرًا إلى أن مشكلته الوحيدة تتمثل فى عدم وجود مكان يضع فيه أدواته للصناعة والعمل فى هذه الحرفة الفنية المبدعة، فبعد وفاة والده والتطورات التى شهدتها البلاد تبدل الحال إلى الأسوأ وفقدت المكان الذى كنا نعمل فيه لأنه كان بالإيجار ويقول : اصبحت بلا مكان أخرج فيه فنى هذا الذى اصبح من الفنون التى أوشكت على الانقراض على الرغم من أنها من أهم معالم محافظة الفيوم والتى زادت شهرتها من خلال صناعة الفخار والخزف.


ويؤكد أنه حصل على المركز الثالث فى مسابقة عن وفاء النيل فى دار الأوبرا عام 2002 بسبب هذا الفن، مشيرًا إلى أن أمنيته الوحيدة توفير مكان يتمكن من خلاله ممارسة فنه والحفاظ على هذا التراث الذى اصبح فى حكم المنقرض خاصة وأن ظروفه المالية لا تساعده على الإيجار المرتفع فى هذه الأيام.. وطالب «وليد» اللواء عصام سعد إبراهيم محافظ الفيوم، بأن ينظر إلى مهنته بعين ثاقبة وتوفير مكان يتمكن من خلاله الحفاظ على ما تبقى من تراث الفيوم الذى اشتهرت به على مر العصور.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة