البابا فرنسيس
البابا فرنسيس


خلال عظته بإستاد زايد

البابا فرنسيس: تشبهوا بالمسيح وكونوا أغنياء بالمحبة

ناريمان فوزي

الثلاثاء، 05 فبراير 2019 - 03:54 م

 

ترأس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان صباح ،اليوم الثلاثاء، القداس الإلهي بإستاد مدينة زايد الرياضية وسط حضور غفير من المصلين وصل إلى 130 ألف مصل وعدد كبير من الأساقفة والكهنة.

يأتي ذلك في إطار زيارة بابا الفاتيكان الأولى لدولة الإمارات العربية المتحدة بدعوة من ولى عهد أبو ظبى محمد بن زايد، حيث قام بالمشاركة في لقاء الأخوة الإنسانية وحوار الأديان الذي حضره شيخ الأزهر، وغادر البلاد منذ ساعات قليلة عقب ترأسه للقداس.

حملت عظة قداس اليوم، العديد من النقاط التي تحدث عنها البابا فرنسيس والتي جاءت معظمها لتشرح معنى التطويب، ومن هم الأولى بنيل الطوبى، كما تحدث عن السيد المسيح وتضحياته، ووجه حديثه إلى المتغربين عن بلادهم وما ينالونه من مشقة بحثا عن لقمة العيش.

قال البابا فرنسيس «طوبى: هي الكلمة التي يبدأ بها يسوع عظته في إنجيل متى. وهي اللازمة التي يكرّرها اليوم، وكأنه يريد أن يثبِّت في قلبنا، قبل كلِّ شيء، رسالة أساسيّة: إذا كنتَ مع يسوع، إن كنتَ كالتلاميذ تحبّ أن تصغي إلى كلمته، إن كنت تسعى لعيشها يوميًّا فأنت قد نلت الطوبى. لن تنال الطوبى في المستقبل وإنما قد نلتها منذ الآن: هذه هي الحقيقة الأولى للحياة المسيحية. فهي ليست لائحة وصفات خارجية ينبغي القيام بها أو مجموعة عقائد علينا أن نعرفها. إنه فرح يعطي سلامًا حتى في الألم، فرح يجعلنا منذ الآن نتذوّق تلك السعادة التي تنتظرنا للأبد. أيها الإخوة والأخوات الأعزّاء، في فرح لقائكم، هذه هي الكلمة التي جئت لأقولها لكم: طوبى لكم!».

كما لفت قائلا «إن عيش التطويبات لا يتطلّب أعمالًا باهرة. لننظر إلى المسيح: لم يترك شيئًا مكتوبًا ولم يبنِ شيئًا مهيبًا. وعندما قال لنا كيف ينبغي أن نعيش، لم يطلب منا أن نقوم بأعمال كبيرة أو بأفعال فائقة الطبيعة. لقد طلب منا أن نحقق تحفة فنيّة واحدة، في متسع الجميع، وهي حياتنا. فالتطويبات إذًا هي خريطة حياة: لا تتطلّب أعمالاً خارقة وإنما أن نتشبّه بالمسيح في الحياة اليوميّة. هي تدعو للمحافظة على نقاوة القلب، وللعيش بوداعة وعدالة بالرغم من كلِّ شيء، ولأن نكون رحماء مع الجميع ونعيش الضيقات متّحدين بالله. فالتطويبات ليست لبشر خارقين وإنما لمن يواجه تحديات وتجارب كلِّ يوم».

وأضاف البابا فرنسيس بأن السيد المسيح وجه لتلاميذه تطويبات وقد شكلت وقتها انقلابا جذريا، فالتطويب بالنسبة له لا يناله الأغنياء والمقتدرون والناجحون بل يناله الفقراء والودعاء والحافظين على برهم والمضطهدين، لقد عاش السيد المسيح فقيرًا بالأشياء وغنيًّا بالمحبّة، لقد شفى العديد من الأشخاص ولكنّه لم ينقذ حياته. جاء ليَخدُم ولا ليُخدَم؛ علّمنا أن العظيم ليس الذي يملك وإنما الذي يُعطي، عادل ووديع، لم يقاوم وسمح بأن يُحاكم ظُلمًا، حمل المحبة للجميع.

وأشار البابا قائلا «إن العيش كمن استحقوا الطوبى وإتباع درب يسوع لا يعني أن نكون مبتهجين على الدوام. فالذي يمرّ بضيقة أو يعاني بسبب الظلم أو يجتهد ليكون صانع سلام يعرف ما معنى الألم. من المؤكّد أنه ليس سهلاً بالنسبة لكم أن تعيشوا بعيدين عن البيت وأن تشعروا، بالإضافة إلى افتقاركم للعواطف الغالية، بمستقبل غير أكيد. لكنّ الله أمين ولا يترك خاصّته أبدًا. قد يساعدنا حدث من حياة القدّيس أنطونيوس الكبير مؤسّس الحياة الرهبانية في الصحراء. كان قد ترك كلّ شيء من أجل الله وذهب إلى الصحراء، وهناك ولزمن طويل غاص في جهادٍ روحيّ متواصل، إذ كانت تعتريه الشكوك والظلمة وكان يتعرّض لتجربة السقوط في الحنين والتحسّر على الحياة الماضية».

في الختام، توجه بابا الفاتيكان بتحياته القلبية لجميع المشاركين، من الكلدان، والأقباط، والروم-الكاثوليك، والروم-الملكيّين، واللاتين، والموارنة، والسريان-الكاثوليك، والسريان-المالابار، والسريان-المالانكار، كما شكر المطران هيندر على التحضير لهذه الزيارة، وعلى جميع أعماله الرعوية، وكذلك عموم البطاركة ورؤساء الأساقفة، وللأساقفة الآخرين الموجودين، وللكهنة، وللأشخاص المكرّسين، وللعديد من العلمانيّين الملتزمين بسخاءٍ وبروح الخدمة، في الجماعات وتجاه الفقراء

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة