رفض الحجاب وعدم الاعتراف بالعذرية.. حُمى «الفيمنست» تغزو «السوشيال ميديا» - صورة توضيحية
رفض الحجاب وعدم الاعتراف بالعذرية.. حُمى «الفيمنست» تغزو «السوشيال ميديا» - صورة توضيحية


رفض الحجاب وعدم الاعتراف بالعذرية.. حُمى «الفيمنست» تغزو «السوشيال ميديا»

أسامة حمدي

الأربعاء، 06 فبراير 2019 - 03:34 م

- الحرية الجنسية ورفض الأعمال المنزلية وتعدد الزوجات والإدعاء أن المواريث ظلمت المرأة.. أهم الأفكار

- «كريمة»: أفكارهم منذ العشرينات وتخالف الشريعة الإسلامية.. ومدعومة من الغرب للإخلال بالأمن المجتمعي

- «المرسي»: أفكار شاذة ومتطرفة نتاج فراغ ثقافي وفوضى إعلامية.. ونحتاج برامج توعية للشباب

- «إيمان»: نتاج العولمة والاستعمار الفكري وتخالف الفطرة الإنسانية وتفكك المجتمع.. وهذه طرق المواجهة

 

«الفيمنست».. ظاهرة جديدة طفت على السطح مؤخرا؛ مُعلنة عن نفسها على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات، مُروجة أفكارا غريبة وشاذة عن مجتمعنا العربي المسلم والمسيحي، يرفضها العقل والفطرة الإنسانية السوية، ذلك المفهوم المشتق من «فيمنزم» ويعني «النسوية».

 

الغريب أنه في مصر والعالم العربي تغيرت الأفكار والمطالب لدى الحركة النسائية على صفحات التواصل الاجتماعي؛ فبدلا من المفهوم التقليدي المتمركز حول الإيمان بأن النساء لهن نفس الحقوق والصلاحيات التي للرجال، والمشاركة جنبا إلى جنب في مناهضة الاستعمار والخروج للمظاهرات والمطالبة بنفس الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية، باتت الأفكار تتمحور حول الدعوى لخلع الحجاب، والحرية الجنسية وعدم الاعتراف بالعذرية، وsingle mother أي إنجاب طفل دون زواج.

 

كما الإدعاء بأن القوانين والأديان ظلمت المرأة في المواريث وغيرها، ورفض عبارة «المرأة خلقت من ضلع الرجل»، ولاسيما الأعمال المنزلية في بيت الزوجية، والحق في التدخين في المقاهي، والاعتراف بالمثلية الجنسية، وغيرها الكثير من الأفكار التي نناقشها مع فتيات من أنصار «الفيمنست»، وخبراء في مجالات الدين والإعلام وعلم النفس والاجتماع في محاولة للوصول لتشخيص لهذا المرض الاجتماعي وإيجاد علاج فعال له.

 

أفكار الـ«فيمنست»

على صفحة «ثورة المرأة» بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» التي تضم نحو 70 ألف فتاة من مجتمعات عربية؛ تنتشر أفكار «الفيمنست»، والتي تلخصها لنا شهيرة أيوب، ذات الـ32 عاما فتقول: «الفيمنست حركة نسوية تهدف لتحرير المرأة من فكرة كونها تابعة للذكور سواء في عائلتها أو مجتمعها، وتحقيق استقلالها والتخلص من سيطرة الرجل في المجتمع الذكوري، والإيمان بأن المرأة تتميز عن الرجل ولذلك يسعى للسيطرة عليها، وإنقاذها من الأعمال المنزلية؛ فلا يعقل أن تجهز الأكل يوميا للزوج ليأتي هو من عمله فيجدها كخادمة تنتظره فلابد أن تخرج المرأة وتحقق ذاتها في العمل ونرفض مفهوم "الست ملهاش غير بيتها"».

 

أما لبنى مصطفى، ذات الـ29 عاما فترى: «للفتاة الحق في جسدها فلا أحد يحاسبها على ملابسها أو علاقتها الجنسية كما أن الرجل لا أحد يحاسبه على ذلك، وعدم الاقتناع بالعذرية التي يتوارثها المجتمع والحجاب والحشمة فمن حقها ارتداء ما تريد، كما أنها من حقها إنجاب طفل دون زواج single mother حتى تشبع غريزة الأمومة من غير تقيد بزواج».

 

وخلال جولتنا على الصفحة رصدنا مجموعة من الأفكار التي تدعو لحق المرأة في التدخين في الكافيهات والمقاهي، ودعم لحقوق السحقايات، والحق في قص الشعر حتى أعلى الكتف مثل الرجل، ورفض شديد لوصم المرأة بكلمة «عانس»، وتعدد الزوجات، والحق في العيش والسفر بعيدا عن الأهل، ووصف الرجال بـ«الخونة»، والدعوى إلى تمركز المرأة حول ذاتها في العمل في مقابل أن يتوارى دورها كأم وزوجة في الخلف.

أكثر من ذلك رصدنا منشورات تدعي أن الأديان ظلمت المرأة في المواريث عندما أعطتها نصف الرجل، وبعض القوانين التي تعاقب الزوجة بالإعدام في حال قتلها زوجها أثناء الخيانة وعدم تطبيق نفس الحكم على الرجل لو قتل زوجته عند خيانتها له، وأطلقوا مُسمى strong independenat woman أي امرأة قوية ومستقلة بعيدا عن الرجال، وتحريض للسيدات بعدم إظهار ضعف أو مشاعر اهتمام للرجل، والدعوى لانطلاق المرأة كبث مباشر لفيديوهات يتراقصن، وعدم التقيد بإزالة شعر الجسد طالما الرجل لا يزيل شعر جسده!، ورفض مقولة «ناقصات عقل ودين» وكذلك «المرأة خلقت من ضلع الرجل».

 

أفكار قديمة منذ العشرينات

في البداية يقول الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، إن أفكار الحركة النسوية التي تتردد حاليا ليست جديدة فهي من أيام هدى شعراوي وعزيزة موسى في عشرينيات القرن الماضي، كما أن تلك الأفكار الشاذة ذكرتها أيضا نوال السعداوي وابنتها منى حلمي، ويوجد جمعية في ماليزيا اسمها «بمساواة» ولها مؤتمرات في الدول العربية.

 

وتابع في تصريحاته الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلا: «منذ أوائل القرن الميلادي الماضي والحركات النسائية في بعض البلاد العربية ومنها مصر تدعو إلى المساواة المطلقة بين المرأة والرجل والذكر والأنثى، وكانت هناك ولا تزال جمعيات ومنظمات ومؤسسات لها مبادئ في مجملها النمط الغربي الأوروبي والخروج على تقاليد المجتمعات الإسلامية والعربية، وظهرت رموز في مصر خلعن الحجاب وثرن على الأوضاع الاجتماعية في هذا الوقت، ومازالت هذه الأفكار موجودة وإن اتخذت مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل انتشارا أوسع، أما المبادئ فهي موجودة منذ زمن».

 

تخالف الشريعة الإسلامية

 

وشدد د. «كريمة»: «كل هذه المبادئ في جملتها تخالف الشريعة الإسلامية، فالرسول – صلى الله عليه وسلم – بين التماثل البشري أي "النساء شقائق الرجال" لكن الإسلام لا يدعو إلى المساواة التطابقية لأن العنصر البيولوجي للذكر له أحكام وطبيعة والأنثى لها أحكام وطبيعة فالله خلق الأنثى لها صلاحية الحمل والإرضاع ودم الحيض والنفاس وهذا ليس للرجل وجعل لها عاطفة الأمومة وصلة الرحم، وجعل للرجل الملكة العقلية دون انتقاص للمرأة ولذلك جعل الرسالات السماوية في الرجال "وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" وجعل الله في الرجل العضلات الجسدية فهل المرأة تستطيع أن تقود "لودر" والجيوش النظامية كالصاعقة والقوات الخاصة استحالة على المرأة».

 

وأكمل حديثه قائلا: «الله جعل التكامل ما بين الذكر والأنثى وبين الرجل والمرأة، لكن أن تدعو الحركات النسائية إلى الثورة على تعاليم الأديان بشيوع الجنس والتنكر للوظائف البيولوجية التي فطر الله الناس عليها هذا مرفوض لأن الله سبحانه وتعالى "أعطى كل شيء خلقه ثم هدى"، والله قال بالنسبة لخلق الإنسان "خلق الزوجين الذكر والأنثى" في سورة القيامة وفي سورة النساء "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"».

 

أفكار ودعم غربي للإخلال بالمجتمع

 

وأوضح أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أن هذه الدعوات مرفوضة وليس بالغريبة وتبعث حاليا للإخلال بالأمن المجتمعي للبلاد وعلى ولاة الأمور التصدي لها بكل حزم وحسم، وتخالف الإسلام دستور الدولة والشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع شرعا وعرفا ودستورا.

 

وأكد أن من يدعون لتلك الأفكار من النساء هن محملات بأفكار غربية ودعم أوروبي لعمل إخلال مجتمعي وهذه رسالتهم وهدفهم، مضيفا أن مصر ستبقى بدينها وثوابتها وأعرافها وهذه فقاعات إلى زوال إن شاء الله، و"قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا".    

 

«السوشيال ميديا» وتسويق الأفكار

أما الدكتور محمد المرسي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فيرى أن أفكار «الفيمنست» المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تدخل في إطار «تسويق الأفكار» والتي تعد أخطر ما في عملية التسويق، وإذا كان المجتمع يعاني من بعض الأفكار المريضة المتوارثة التي لا تتفق مع الوضع الاقتصادي والسياسي والتطور الحضاري والتكنولوجي الحالي، وأصبحت هذه الأفكار تمثل عقبة أو مشكلة في التعامل والتنمية وقبول الآخر، ويسعى هؤلاء لتسويق هذه الأفكار الجديدة حتى تكون مقبولة في المجتمع.

 

وتابع د. «المرسي» تصريحاته الخاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، قائلا: «مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مجال مفتوح لا يستطيع أحد التحكم فيه، والبعض يرى أنها المجال أو المنبر لعرض أفكارهم أيا ما كان تطرفها وشذوذها، فنجد صفحات تعرض أفكار متطرفة ضد الدولة على طول الخط، وصفحات تروج لأفكار شاذة ومتطرفة».

 

زيادة وعي المرأة

 

وأوضح الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه بعد ثورة 25 يناير نجد أن المرأة أصبح لديها قدر كبير من الوعي وأصبحت اهتماماتها مختلفة ولم تقتصر على برامج الأزياء والدراما والمسابقات، وإنما أصبحت البرامج السياسية هي مجال الاهتمام الأكبر وفعاليتها ومشاركتها السياسية أصبحت أكبر، إنما التطرف والشذوذ في الأفكار مهما كَبر حجمه هو «استثناء» لقاعدة أكبر هو الوعي لدى النساء بأهمية المشاركة السياسية والتفاعل المجتمعي ودورها في البناء.

 

قبول ورفض أفكار «الفيمنست»

 

وذكر د. «المرسي»، أنه من الممكن أن نقبل ونناقش بعض الأفكار الجديدة لكن في حدود عدم تعارضها مع قيمنا ومبادئنا وأخلاقيتنا والنسق القيمي الموجود بالمجتمع وعدم تعارضها مع ثوابت الدين، لكن أن نطيح بالنسق القيمي والاجتماعي والأخلاقيات ونتبنى أفكار شاذة بدعوى الحرية فهذا أمر عليه علامات استفهام كثيرة! وتمثل عامل خطر يحتاج إلى مزيد من البرامج التوعية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي لعدم الانسياق وراء هذه الأفكار وضرورة إعمال العقل والنظر للنسق القيمي والديني والأخلاقي بالمجتمع.

 

دور الإعلام.. والفراغ الثقافي

 

وأضاف د. «المرسي»، أن هذه الأفكار في غالبيتها شاذة وضد المنطق البشري في التعامل بين الرجل والمرأة، وعلى وسائل الإعلام أن تناقش مثل هذه الأفكار باستنارة وتوضيح أهمية الأخلاقيات والقيم بالمجتمع وذلك في إطار بناء الإنسان ثقافيا وفكريا وصحيا بما يجعله محصن من أي أفكار شاذة وهدامة.

 

ولفت إلى أن ما يساعد على انتشار مثل هذه الأفكار الفراغ الثقافي في المجتمع ويملأه هؤلاء بهذه الأفكار الشاذة، إنما لو كان لدينا تمكين وانتشار ثقافي جيد في وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية كان توافر مزيد من الوعي وبالتالي تحصين للأفراد ضد أي أفكار شاذة، مؤكدا أن سبب انتشاره غياب وعي ورؤية وإدراك وتسطيح وغياب مؤسسات ثقافية وفوضى إعلامية نعيشها، ومع السوق المفتوح للأفكار المتطرفة عبر السوشيال ميديا نجد هذه الأفكار تملأه.

 

وأشار الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إلى أنه في الستينات كانت تتوافر صحف ثقافية وبرامج للمرأة والطفل وتعليم جيد واهتمام ببناء بالإنسان ثقافيا وتشكيل وعيه وإدراكه عبر الفنون الراقية التي تشكل الوجدان وبالتالي كان محصنا ضد أي أفكار هدامة، لكن حاليا الفنون تشبه «الغرز» وثقافة غائبة.

 

تفكيك للمجتمع وإنكار للإنسانية

من جانبها، ترى الدكتورة إيمان عبدالله، استشاري علم النفس والعلاج الآسري، أن ظاهرة «الفيمنست» ليست أمرا جديدا ونتاج الاستعمار الفكري واحتلال الأوطان، موضحة أن شعارات الحركة النسائية وتحرير المرأة والمساواة بالرجل ليس بها أي نوع من أنواع الحقوق لأنها ضربت بالفروق الفردية والبيولوجية بين الرجل والمرأة عرض الحائط.

 

وتابعت د. «إيمان» حديثها قائلة: «الدعوة للمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة إطار تفكيكي بهدف زيادة كفاءة المرأة في عملية الصراع مع الرجل، وإنكار للإنسانية المشتركة، وما يجوز أن تفعله المرأة من مسئولية لا يجوز للرجل أن يفعله من دور ومسئولية، فالله خلقه بيولوجيا ليمارس بعض الأعمال الشاقة والمهام التي يتحملها جسده، وكذلك المرأة لها خواص لا يقوى عليها الرجل، والفيمنست ضد الطبيعة البشرية ويريدون تغييرها، وبرنامجهم تفكيك للأسرة وتحطيم للطفل وصراع بين الذكر والأنثى ووضع نهاية للتاريخ الذكوري الأبوي وبداية للتخريب».

 

وأضافت: «انتشار تلك الأفكار نتاج للهيمنة الغربية بأيادي مصرية وعربية للأسف، وترجمة لنظام عالمي وترسيخ للاستعمار الفكري، ولذلك نظموا مؤتمرات عالمية لتحرير المرأة فمن أي شيء يريدون تحريرها؟! المرأة ليست عبيد فالإسلام حرر المرأة ومنحها كل الحقوق، وكثيرا ما تتعالى شعاراتهم من جانب أصوات مثقفات لإنكار الحجاب، بما يعني إنكار للتشريعات الإسلامية التي تقول "وليس الذكر كالأنثى"».

 

وأشارت استشاري علم النفس والعلاج الآسري، إلى أن النموذج الغربي لأفكار الحركة النسائية يهدف لإتاحة الحرية الجنسية خارج نطاق الزواج بما يهدم قيمة الزواج وأهميته في المجتمع وللأسف بدأت بعض الفتيات تنقاد لهذه الأفكار وتنشرها على السوشيال ميديا، ونحن كمجتمع إسلامي ومسيحي وسطي ومعتدل غير مسموح فيه بتطبيق تلك الأفكار، وكذلك إباحة الشذوذ الجنسي ووجدنا حفلات لهم والمطالبة بزواجهم من بعضهم ومصطلحات single mother، مضيفة أن تلك الأفكار أيضا أحد سلبيات العولمة وتنميط لصورة المرأة المصرية ومخالفة للقرآن الكريم الذي نظم الحياة وقيم المجتمع.

 

وأكدت أن هذه التنظيمات ورائها تمويل غربي لنشر تلك الأفكار بين الشباب على صفحات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن المرأة ليست بحاجة لتلك الأفكار وإنما هم يريدون إعادة تنظيم المجتمع وفق أهوائهم مركزين على أخطاء معينة كالزواج المبكر وتسويق ذلك لتحقيق أغراضهم وسلب المرأة من مسئوليتها، مؤكدة على ضرورة أن تفخر المرأة بكيانها التقليدي وأن الله ميزها.

 

وأوضحت د. «إيمان»، أن أفضل تعامل مع تلك الهجمات على النظم الاجتماعية هو المواجهة بشكل ايجابي لهذه الأفكار بغير انفعالية والوصول لأفكارهم وإقناعهم بشكل عقلاني وبمنهج نقدي وتطوير التعليم والبحث العلمي لمناقشة تلك الأفكار، ورفض استهلاكها، ورفع الوعي ضد التطرف الفكري، والمحافظة على الهوية الثقافية والطابع الديني والاجتماعي، وبل تصدير ثقافاتنا البراقة بالأخلاق الحنيفة للغرب وليس العكس استيراد أفكارهم الشاذة، موضحة أن سبب انتشار تلك الأفكار السوشيال ميديا والتواصل عبر مظلة واحدة، فلابد من حشد الجهود  للتصدي لها عبر منابر المساجد والكنائس والمدارس والجامعات والإعلام وحشد المتخصصين للرد من النواحي الدينية والنفسية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة