صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


أفغانستان.. هواجس من عودة «طالبان» لفرض نهجها التشددي مجددًا

أحمد نزيه

الأربعاء، 06 فبراير 2019 - 10:30 م

تسير محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بصورةٍ إيجابيةٍ، وترعى واشنطن تلك المحادثات التي قد تضع حدًا لتواجد 14 ألف جنديٍ أمريكيٍ في أفغانستان، وقد طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإسراع نحو إبرام اتفاقية سلام مع حركة طالبان الإسلامية.

تلك الاتفاقية ستعني نهاية 17 عامًا من الصراع والدمار بأفغانستان بدأت مع الغزو الأمريكي في أكتوبر 2001، لكن الأمر يشكل أيضًا عودة حركة طالبان للحياة السياسية من جديد، بعد سنواتٍ من الغياب عن المشهد السياسي، مع الحضور في مشهدٍ آخر يتعلق بتنفيذ عملياتٍ إرهابيةٍ راح ضحيتها الكثير من الأفغانيين.

وقبل أن تغزو الولايات المتحدة أفغانستان في أكتوبر عام 2011 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، كانت حركة طالبان تتولى مقاليد الحكم، وذلك بدءًا من عام 1996.

حكم طالبان

وتحت حكم طالبان كانت النساء ممنوعات من العمل ويحتم عليهن ارتداء البرقع وعدم مغادرة المنزل دون أحد الأقارب من الرجال كما منعت الفتيات من الذهاب إلى المدرسة ابتداء من المرحلة الثانوية.

وباتت المخاوف في أفغانستان بشكلٍ عام، ولدى النساء بشكلٍ خاصٍ من عودة حركة طالبان لممارسة تلك الإجراءات مجددًا.

وتخشى الكثير من الأفغانيات العودة إلى سياسات طالبان القمعية، إذا عادت الحركة في إطار اتفاق سلام الجاري توقيعه بين الحركة الإسلامية المتشددة والحكومة الأفغانية برعايةٍ أمريكيةٍ.

وشهدت أفغانستان نقلةً نوعيةً في مجال حقوق المرأة، وباتت النساء في السنوات الأخيرة يلتحقن بصفوف الجيش الأفغاني، وهو ما لم يكن يحدث من قبل.

تصريحات من طالبان

كبير مفاوضي حركة طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي، قال أمس الثلاثاء، إن الحركة لا تريد الانفراد بالحكم بل تشارك في نظام أفغاني إسلامي للحكم بالتشاور مع جميع الأفغان.

وتابع "ستانيكزاي" حديثه بالمطالبة بإجراء تعديلاتٍ على الدستور، الذي وصفه بـ"غير الشرعي"، قائلا إنه يجب أن يعتمد على "مبادئ الإسلام والمصالح الوطنية والمجد التاريخي والعدالة الاجتماعية".

وفيما يتعلق بحقوق المرأة قال "ستانيكزاي"، إن طالبان ملتزمة بجميع حقوق المرأة "التي منحها إياهًا الدين الإسلامي".

وأضاف: "منح الإسلام النساء كل الحقوق الأساسية، مثل الملكية والإرث والتعليم والعمل واختيار الزوج والأمن والحق في حياة كريمة".

هدف طالبان

ومن جانبه يقول دبلوماسيٌ في وزارة الخارجية الأفغانية، في تصريحاتٍ خاصةٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن هدف حركة طالبان في الدستور هو المطالبة من هيئات طالبان بتغير الدستور الأفغاني برمته، ولا يقتصر الأمر فقط على تعديلات دستورية على مواد معينة.

ويضيف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن أهداف حركة طالبان هو تنفيذ الشريعة وتدوين الدستور مطابق لأحكام الشريعة الإسلامية بغض النظر عن ديمقراطية الدستور، مشيرًا إلى أنهم يعتقدون أن الدستور الأفغاني مخالفٌ للشريعة، وهم يقولون إنه لا يوجد شيءٌ اسمه الديمقراطية في الدولة الإسلامية، وأن الديمقراطية كلمة جاءت من الغرب و ليس من الإسلام.

وتتطابق تصريحات الدبلوماسي الأفغاني، الذي يمثل رؤية الحكومة هناك، مع تصريحات كبير مفاوضي طالبان، التي وصف خلالها الدستور بغير الشرعي -يقصد من الناحية الدينية-، وهو ما قد يشكل منعطفًا في أفغانستان، الباحثة عن طي صفحة الماضي، وقطع خطواتٍ نحو إعمار البلاد بعد سنواتٍ من الدمار والخراب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة