خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب: مصر تقود إفريقيا إلى المستقبل

خالد ميري

السبت، 09 فبراير 2019 - 11:12 م

 

- خلال ٥ سنوات استعاد السيسي ثقة القارة السمراء فاختارته قائداً بالإجماع

- القاهرة تعود لقيادة قارتها بعد غياب ٢٥ عاماً بخطة متكاملة للتنمية و»إسكات البنادق»‬

- الاقتصاد والتجارة الحرة والطرق والزراعة والصحة والسلم والأمن.. أولويات القيادة المصرية

- ٤٠٪ من سكان القارة شباب.. و٢٠١٩ عام المبادرات المصرية لفتح أبواب الحلم والعمل

المستقبل لا يصنعه إلا اصحاب الرؤية والعزيمة، وقصة نجاح مصر بقيادة الزعيم عبدالفتاح السيسي في استعادة الدور والريادة في قارتنا السمراء خلال ٥ سنوات تستحق التسجيل في مجلدات الإنجازات العظيمة، هي قصة عمل علي مدار الليل والنهار بعزيمة وإصرار وفقا لرؤية واضحة لقيادة إفريقيا إلي المستقبل الذي تستحقه.


اليوم يتسلم زعيم مصر قيادة الاتحاد الإفريقي لمدة عام، وهو بالتأكيد سيكون عاما حاسما في انطلاق القارة السمراء إلي المستقبل وتجاوز عقبات ومشاكل تراكمت علي مدار عقود طويلة. من المؤكد ان إفريقيا هي القارة الأكثر معاناة علي مستوي العالم.. لقد تم احتلال كل بلدانها ونهب خيراتها واستعباد شبابها. بني الغرب حضارته وتقدمه بعرق ودماء أبناء قارتنا، وبعد معاناة ونضال طويل نالت دولنا استقلالها لكنها ما زالت تعاني من نهب خيراتها وقتل طموحات شبابها وزرع الفتن وبذور الإرهاب بين أهلها، والآن حان وقت التخلص من الماضي بكل آلامه والتركيز علي المستقبل وأحلامه، وبعزم الرجال وقيادة مصر تستطيع إفريقيا أن تنطلق إلي الأمام.. وأن تحقق خططها الطموحة للتنمية قبل حتي أن يحل عام ٢٠٦٣.


عام ١٩٦٣ قاد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر إفريقيا لإنشاء منظمة الوحدة الإفريقية، لدعم حركات تحرر كل دول القارة، وفي يوليو ٢٠٠٢ اتفقت ٥٥ دولة إفريقية علي أن يحل الاتحاد الإفريقي مكان المنظمة بعد أن تحررت دول القارة، وأصبح التعاون والتنمية هو الهدف، وترأست مصر المنظمة والاتحاد ثلاث مرات أعوام ١٩٦٤، ١٩٨٩، ١٩٩٣، وبعد غياب ٢٥ عاما عادت إفريقيا لتختار مصر والزعيم عبد الفتاح السيسي لقيادتها من جديد، شعوب القارة وقادتها شاهدوا بأعينهم كيف نجحت مصر - السيسي في تحقيق إنجازات خلال ٥ سنوات كانت تحتاج لعشرات السنين، وكيف تم حصار الإرهاب والقضاء عليه والانطلاق علي طريق التنمية مع النجاح الكبير لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الوطني، شاهدوا كيف اصبح الجيش المصري في المرتبة الحادية عشرة عالميا وكيف تفتح كل دول العالم ابوابها للتعاون مع مصر، وهذه هي الروح التي تحتاجها إفريقيا للنهوض من جديد والانطلاق نحو المستقبل، ولهذا كان القرار بالإجماع باختيار زعيم مصر قائدا لإفريقيا. إن تحقيق أحلام ابناء وشعوب القارة السمراء ليس مستحيلا إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة، وبعمل وجهد أبناء القارة خاصة أن ٤٠٪ منهم شباب. يمكن أن تحقق شعوبنا بقيادة مصر أحلامها.


في مصر لا ننسي الماضي القريب عندما غابت بلدنا عن قارتها السمراء بفعل سياسات غابت عن حاضرها، ولا ننسي كيف تم تجميد عضوية مصر في الاتحاد الإفريقي بعد ثورة يونيو العظيمة، والأهم لا ننسي الجهد غير المسبوق للزعيم عبدالفتاح السيسي في إنهاء التجميد واستعادة الريادة في قارتنا وصولا إلي قيادتها من جديد. منذ وصول الرئيس السيسي إلي الحكم في يونيو ٢٠١٤ قام بـ٢١ زيارة لدول إفريقيا والزيارة التي بدأت لإثيوبيا أمس تحمل رقم ٢٢ بنسبة تساوي ٣٣٪ من اجمالي الزيارات الخارجية، كما عقد الرئيس ١١٢ اجتماعا مع قادة إفريقيا بالقاهرة، ارقام تكشف عن الجهد الكبير والإرادة والعزيمة لعودة إفريقيا إلي مصر وعودة مصر لقيادة إفريقيا، نجاح يؤكد أن مصر تسير بخطوات سريعة واثقة وفق رؤية واضحة للبناء في الداخل واستعادة كامل الدور والمكانة إقليميا ودوليا.


تتسلم مصر قيادة الاتحاد الإفريقي اليوم وهي تمتلك رؤية واضحة وطَموحا للانطلاق إلي المستقبل، فهناك ٥ أولويات علي رأس الأجندة المصرية.. أولها تنشيط اتفاقية التجارة الحرة بين دول القارة والتي وقعت عليها ٤٩ دولة، فخير إفريقيا يجب أن تستفيد منه الشعوب الإفريقية أولا والاتفاقية ستدخل حيز التنفيذ خلال أسابيع قليلة، لانها تعني تخفيض فواتير الاستيراد وفتح فرص العمل وتحقيق المصلحة للجميع.. وثانيها إنشاء الطرق الجديدة للربط بين دول القارة، مشروعات ستوفر فرص عمل للشباب والشركات الإفريقية وستخدم التبادل التجاري ونقل السلع والأفراد لتنخفض فواتير الاستيراد وتكاليفه وأسعار السلع ومستلزمات الحياة، وثالثها تطوير منظومة الزراعة فهناك دول تمتلك الإمكانات لزيادة الانتاج الزراعة ودول تعاني المجاعة ونقص السلع، وتطوير الزراعة وأساليبها، وتعاون دول القارة يمكن أن يوفر الغذاء للجميع وبأسعار مناسبة، وبدأت مصر بإنشاء ٨ مزارع في ٨ دول وستصل عام ٢٠٢١ إلي ٢٢ مزرعة، مع تدشين الجمعية الإفريقية للتعليم البيطري وإنشاء المجلس الإفريقي للأرز، واستضافة اسبوع زراعي إفريقي بالقاهرة في اغسطس القادم.


ورابع الاولويات تعزيز قدرات التجمعات الاقتصادية وإزالة العقبات امام التعاون الاقتصادي، والمؤكد انه عندما تتعاون دول القارة مع العالم كتجمع واحد كبير فإن الفائدة ستعود علي الجميع ليتم تحقيق خطط التنمية الطموحة ٢٠٦٣، وتوفير فرص العمل للشباب وهو ما يعني إغلاق ابواب الهجرة غير الشرعية، وخامسها السلم والأمن، فما زالت النزاعات تضرب عددا غير قليل من دول القارة وتهدد حياة الملايين والتعاون لإنجاح مبادرة إسكات البنادق عام ٢٠٢٠ يعني الاستقرار والتنمية وجذب الاستثمارات، وحل المشاكل عبر الطرق السلمية بتعاون كل دول القارة يعني إغلاق أبواب التدخل الأجنبي الذي لم تجن منه إفريقيا إلا المزيد من الدمار، وتحقيق السلم والأمن أيضا يمر عبر تعاون الجميع لمواجهة الإرهاب والقضاء علي الفكر المتطرف وتجفيف منابعه.


قمة الاتحاد الإفريقي تنعقد هذا العام تحت شعار عام اللاجئين والنازحين.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري، وهو أمر ممكن في حالة التعاون لتنفيذ مبادرة إسكات البنادق مع محاصرة الارهاب والقضاء عليه ووقف التدخلات الخارجية في الشأن الإفريقي، والمؤكد أن تحقيق التنمية المستدامة لكل دول القارة سيساعد في إنجاح خطط إنهاء مأساة اللاجئين والنازحين.


مصر أعلنت أسوان عاصمة للشباب الإفريقي ٢٠١٩، وتنفيذا لتوصيات منتدي شباب العالم تستضيف أسوان في مارس القادم منتدي الشباب الإفريقي العربي، كما بدأت مصر تشجيع ريادة الاعمال في إفريقيا وتشجيع الأفكار الشابة لابناء القارة للاستثمار في مجال تكنولوجيا المعلومات، وكلها مشروعات تدفع لمشاركة الشباب الفعالة في تنمية قارتهم وقيادتها للمستقبل ومواجهة الأمراض المزمنة، كما يتم تفعيل التعاون لمكافحة الفساد بما يخلق بيئة جاذبة للاستثمار، كما بدأت مصر مشروعات مهمة للتعاون في مجال الصحة مع دول القارة وتعميم التجربة المصرية غير المسبوقة عالميا للقضاء علي فيروس سي، والمؤكد أن عام رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي سيشهد إطلاق مبادرات متنوعة وجادة في كل المجالات لتفعيل التعاون بين كل دول القارة وتحقيق المصالح لكل شعوبها.


كما سيتم إطلاق موسوعة تاريخ إفريقيا وتضم ٤ كتب تضم ٣٢٣٦٩ صفحة لتحقيق ٣ أهداف هي رصد تاريخ وثقافة شعوب إفريقيا ودعم تطوير الادارة بدول القارة وإبراز إسهامات إفريقيا في الحضارة الانسانية. نعم نحن أفارقة ويجب أن نفخر بذلك وبما قدمناه للعالم، وأن نعي جيدا أن مصيرنا ومستقبلنا بأيدينا وأننا معا قادرون علي تحقيق كل ما نتمناه، فلن تظل دول العالم المتقدم تفرض علينا اجندات اقتصادية واتفاقيات تجارية تحقق مصالحها علي حسابنا، معًا قادرون علي أن نجبر الجميع علي احترامنا وعلي تعديل كل الاتفاقات بما يحقق مصالحنا كما يضمن مصالحهم.
إفريقيا بقيادة مصر قادرة علي أن تستعيد أمنها وأن تسكت أصوات البنادق، إفريقيا قادرة علي أن تحقق التنمية وطموحات شعوبها، والمؤكد أن مصر خلال عام رئاستها للاتحاد الإفريقي ستبذل جهدا فوق العادة لتضع قارتنا السمراء علي طريق المستقبل.


مصر - السيسي قادرة علي ان تقود إفريقيا في سباق مع الزمن لتحقيق الامن والتنمية، وهو أمل كل شعوب قارتنا السمراء.


.. ولا تغفل مصر بقيادة زعيم يفهم جيدا، ويدرك حق الإدراك أهمية بلاده وقدر تأثيرها، وما توجب أن تكون عليه بحكم التاريخ والجغرافيا.. وليس أكثر من زياراته الخارجية منذ توليه مقاليد الأمور في مصر، ٢٢ زيارة  إفريقية أتمها الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، تمثل ٣٣٪ من إجمالي زياراته الخارجية.. والرؤية المصرية لا تكاد تبرح تخطيط رجل يعلم أزمات قارته كما يعي مشكلات بلده، فالكيانان لا ينفصلان، ومصر التي تضرب علاقاتها في عمق إفريقيا بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تتفهم بدراية فائقة قضاياها الشائكة، والأكثر خطورة وربما لذلك اختارت مصر أن تكون أجندتها للقارة التي أهدرت الصراعات الداخلية قدرتها.. اختارت التركيز علي قضايا اللاجئين وهم الذين غادروا بلدانهم تحت وطأة الصراعات إلي قارات أخري، لتشكل افريقيا بذلك أكبر نسب للهجرة غير الشرعية، أما شق القضية الآخر فهو النزوح القسري لمواطنين يعيشون علي حدود بلدانهم وبلدان أخري في معسكرات للنازحين، في مجاعات قاسية، وأحيانا موجات جفاف عارمة.


ان رئاسة القاهرة للاتحاد الافريقي للمرة الأولي منذ تحوله من منظمة في العام ٢٠٠٢ ليس إلا انعكاسا ثاقبا لرؤية مصر تحت قيادة زعيمها وليس أصعب من تحديد القضايا التي ساهمت في تراجع هذه القارة السمراء العفّية بسواعد أبنائها، لكن مصر - رغم الصعوبة - أدركتها وحددتها بعناية، فلا مناص من اتفاقيات تجارية بينية، ومشروعات طرق تربط القارة الشاسعة من أقصاها إلي أقصاها، ولا بديل عن زراعة أرض في بلد ليأكل منها أهل أرض أخري، ولم لا!.. فالقارة غنية والهموم واحدة، كل ذلك من شأنه إيقاف الهجرة غير الشرعية وتحقيق كل أهداف مبادرة إسكات البنادق بحلول عام ٢٠٢٠.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة