أساتذة الإعلام
أساتذة الإعلام


أساتذة الإعلام: برامج التبرعات تخرج عن المهنية والكود الأخلاقي

سيد صبحي

الإثنين، 11 فبراير 2019 - 12:58 ص

 

وزارة التضامن: نراقب ما يتم بثه داخليا ونتعقب جرائم الخارج

 

انتشرت علي شاشات الفضائيات في الفترة الأخيرة الكثير من البرامج التي تطلب التبرعات المادية لحالات إنسانية يتم عرضها علي شاشات هذه القنوات .

 

وتنقسم القنوات التي تعرض هذه الحالات إلي نوعين الأول قنوات يتم بثها علي القمر الصناعي النايل سات وهي القنوات الخاضعة للرقابة وأخري يتم بثها علي الأقمار الأخري خارج سيطرة الرقابة من الجهات المصرية والتي تعد هذه الظاهرة أكثر وضوحا علي شاشتها حتي تحولت فقرات الحالات الإنسانية إلي جزء أساسي في معظم برامجها تستغرق مساحات كبيرة من وقت البرامج .

 

بل وصل الأمر ببعض القنوات إلي بث هذه الحالات كفواصل يتم عرضها علي مدار ساعات الليل والنهار ولا تحرص معظم هذه البرامج علي إخفاء هوية الحالات فكل دقيقة تجلس فيها أمام الشاشات تجد مريضا يظهر ليتم جمع التبرعات من أجله أو أطفال في دار أيتام وغيرهم الكثير من الحالات.

 

والسؤال الذي نطرحه علي الخبراء هل من المهنية أن يتم الكشف بهذا الشكل الصريح عن هوية هذه الحالات، وما هو الأثر النفسي الذي سيعود عليهم خاصة الأطفال وما هي المعايير التي يتم علي أساسها اختيارهم، وكيف تتحري تلك البرامج الدقة في اختيار الحالات، وما هي وسيلة المراقبة من الدولة علي التبرعات وأوجه صرفها .

 

تقول د.ليلي عبد المجيد عميد كلية الإعلام الأسبق من حيث المعايير الأخلاقية لا يجوز استغلال الظروف الإنسانية للمواطنين لشغل المساحات علي الشاشات والاتجار بحالاتهم من أجل كسب عدد من المعلنين، فيجب علي السادة الإعلاميين النظر بعين الرحمة لتلك الحالات فعلي الرغم من احتياجهم للأموال إلا أن التشهير بهم جراء الكشف عن هويتهم أمر صعب وللأسف الاحتياج يجعلهم يتناسون ذلك.

 

وإذا أرادت هذه القنوات والبرامج حقا مساعدتهم فيجب أن تتم الخدمة في الخفاء دون التسبب في هذه الأضرار النفسية لهم وجعلم لا يستطيعون رفع رؤوسهم في وجه المجتمع ومن حيث المهنية فليس من دور الإعلام »التسول»‬ بل معالجة المشاكل في المجتمع من جذورها فبدلا من جمع التبرعات لتوصيل مياه الشرب الصحية إلي إحدي القري عليهم مناقشة حالة البنية التحتية في صعيد مصر لحل مشكلات جميع القري، ولا مانع من التي تحتاج لتدخل فوري ولكن في أضيق الحدود.

 

كود أخلاقي

 

ويري د.محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن أحد مبادئ المهنية هو عدم الاستغلال والمتاجرة بآلام المواطنين ويضيف أنه لا توجد قاعدة ثابتة في مثل تلك المواضيع وما يجب مراعاته هو الكود الأخلاقي ليس أكثر وقال إن جريدة الأخبار لها تجارب عدة في تلك الملف منها «‬ليلة القدر» وملف «أسبوع الشفاء» وصفحة «‬إلي المحرر» والتي يتم نشر عدد كبير من الحالات الإنسانية بها تحتاج إلي مساعدات سواء من الدولة أو رجال الأعمال ولكن لا يتم نزول صورة أو رقم هاتف الحالة بل يتم التواصل والمعالجة من خلال الجريدة نفسها وأشار إلي أن الكود الأخلاقي يجب إصداره من نقابة الإعلاميين ويجب أن يحتوي علي قواعد صريحة تمنع التشهير.


شغل المساحات

 

ويقول د. صفوت العالم أستاذ الإعلام السابق بجامعة القاهرة، إن الهدف من تلك الفقرات في البرامج هو الهروب من السياسة وشغل المساحات ليس أكثر وليس مساعدة البسطاء، ويضيف الشعب المصري لا يتأخر عن هذه البرامج والإعلانات ويتبرع بمبالغ مالية ضخمة تعاطفاً مع الحالات لكن هذه البرامج تبالغ في تصوير حالات إنسانية دون احترام آدميتهم وحقوقهم، ويشير إلي أن الشفافية غابت عن هذه المؤسسات والهيئات التي يتبرع لها المصريون، ولا أحد يعرف حجم المبالغ التي جمعت وكيف أنفقت أو معلومات واضحة عن موازنات هذه الجهات.

 

ضرر نفسي

 

ويضيف د.أحمد عبد الله أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن الأزمة تكمن في طريقة العرض فإذا كانت طريقة أشبه بالتكافل الاجتماعي فلا مانع من ذلك فالشعب المصري تربي علي مساعدة بعضهم البعض وهذا لا يشكل ضررا نفسيا لدي المواطنين، أما عرض حالات إنسانية بأسلوب التسول كما يحدث في بعض البرامج هو أمر مرفوض تماما ويكون له أثر نفسي كبير علي تلك الحالات ويظهر ذلك بعد انتهاء أزمتهم مثال علي ذلك أنه في بعض البرامج يظهر أب غير قادر علي تجهيز ابنته للزواج ويتم التبرعات من أجله ولكن تظهر علي الشاشة صورته مع ابنته وعريسها المنشود مما يسبب عارا لدي العروسة طول العمر أمام أهل زوجها والتي من الممكن أن تنهي الزواج بعد ذلك.

 

شكاوي «‬الأعلى»

 

وأكد مصدر مسئول بلجنة الشكاوي التابع للمجلس الأعلي للإعلام أن اللجنة تلقت عددا من الشكاوي بشأن برامج تستدر عطف المصريين بالادعاء بمساعدة حالات من المرضي والمحتاجين والبسطاء وهي في الحقيقة تفضحهم أكثر مما تساعدهم ونحن بصدد التحقيق في هذه الحالات لأن هذه البرامج وهي قليلة العدد وتعرض علي شاشات غير معروفة تتاجر بآلام وحاجات البسطاء أكثر مما تسعي لمساعدتهم .

 

وهذا هو دور المجتمع المدني مثل الجمعيات والمؤسسات الخيرية وعلي الإعلاميين عرض الحالات فقط دون فضح أو تسول وهذا نفس الحال بالنسبة لبعض البرامج الطبية التي تسعي لجذب المرضي إلي العيادات فتقوم بتسجيل لقاءات مع المرضي وذويهم بشكل يتنافي مع دور الإعلام ومواثيق نقابة الأطباء ووزارة الصحة ورسالة الأطباء خاصة وأننا لا نعلم ولم تصلنا أي شكاوي أو تحرك من نقابة الأطباء أو وزارة الصحة حول المخالفات التي تحدث في البرامج الطبية .

 

ولم يصل إلي علمنا أن وزارة التضامن تقوم بواجبها تجاه التحقيق من ميزانيات البرامج التي تعمل في مجال مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضي ونحن كلجنة الشكاوي بالمجلس الأعلي للإعلام من المنتظر أن ننتهي من التحقيقات في عدد من البرامج التي يتجاوز بها الإعلاميون حدود العمل الاجتماعي والتطوعي لمساعدة المحتاجين إلا فضحهم بلا مبرر.

 

تحت المراقبة

 

وحول أسلوب وطريقة مراقبة هذه القنوات أكد مصدر بالنايل سات أن معظم القنوات التي تبث فقرات لجمع التبرعات لا يتم بثها عبر النايل سات ولكن من خلال القمر الفرنسي الذي يدور في نفس المدار .

 

وأضاف أن القنوات التي تبث علي النايل سات تخضع للمتابعة من الجهات الرسمية. ومن جانبه أوضح أيمن عبد الموجود رئيس الإدارة المركزية للجمعيات بوزارة التضامن الاجتماعي أن كل البرامج بالقنوات الفضائية التي تفتح باب التبرعات لمساعدة الحالات الإنسانية تحت مراقبة الوزارة ولا يوجد برنامج واحد يستطيع فتح باب التبرعات إلا بعد حصوله علي تصريح من الوزارة ومن يخالف ذلك يتم تحويله للنيابة العامة والتي بدورها تطبق نصوص القانون عليه.

 

وأضاف هناك العديد من البرامج مثل «‬صبايا الخير» تم تغيير قناة عرضه لأكثر من مرة وفي كل مرة يلجأ إلينا ليأخذ تصريحا جديدا، وأضاف من جانبا نفعل طرقا كثيرة لمراقبة تلك التبرعات وأوجه صرفها أيضا، أما البرامج التي يتم بثها من قنوات خارج مصر فهي أقرب إلي حالات نصب وتمثل حالات غير مشروعة تقع تحت طائلة القانون وهناك لجان لمتابعتها من أكثر من جهاز داخل الدولة وتتحرك النيابة العامة ضد حساباتهم المالية التي يتم الإعلان عنها للتبرع من خلالها لمحاسبة أصحابها. 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة