«مر إك» يا نوسة.. كيف عبر الفراعنة عن حبهم بالهيروغليفية؟
«مر إك» يا نوسة.. كيف عبر الفراعنة عن حبهم بالهيروغليفية؟


حكايات| «مر إك» يا نوسة.. كيف عبر الفراعنة عن حبهم بالهيروغليفية؟

شيرين الكردي

الخميس، 14 فبراير 2019 - 09:19 ص

بالحب والكلمة الحلوة، ومعهما الإله «حتحور» رب الحنان، شيد المصري القديم أعظم حضارات العالم أجمع، وظل محتفظًا بأسرار هذه العلاقة على ورق البردي وجدران المقابر والمعابد.

 

لآلاف السنين ظل المصري القديم بارعًا في انتقاء الكلمات للتعبير عن المشاعر العاطفية، ومن هنا استخدم كلمة «مر إك»، ومعناها بالهيروغليفي «بحبك»، حتى عبرت أغانيه في حالات كثيرة عن قصة حب تحظى بنهاية سعيدة.

 

ملوك وقعوا في الحب

 

من أعظم قصص الحب عند الفراعنة «إيزيس وأوزوريس»، والتي نالت شهرة عالمية؛ إذ عشقت الأولى زوجها وجمعت أشلاءه بعد وفاته وبكت عليه فكانت دموعها نهر النيل.

 

اقرأ حكاية أخرى| مومياء «الوشوم».. فرعونية غامضة أبكت الفرنسيين في الأقصر

 

وامتد تلك القصص إلى الملك إخناتون وزوجته نفرتيتي، ويوضح التاريخ كيف وقفت الملكة بجوار زوجها رغم تغير الديانة والعاصمة، بحسب ما ذكره علي أبو دشيش خبير الآثار المصرية.

ويُظهر كرسي العرش الخاص بالملك توت عنخ آمون مظهرًا من مظاهر الحب، فالملكة عنخ آسن آمون تنضح زوجها بالزيوت العطرية، مما يدل على مدى علاقة الحب بينهم.

 

وكان للملكة «نفرتاري» زوجة الملك العظيم رمسيس الثاني، دورًا هامًا في أجمل معاني الحب؛ حيث كتب لها رمسيس الثاني على واجهة معبدها في أبو سمبل «أمر جلالة الملك رمسيس الثاني بإقامة هذا المعبد من حجر جميل جيد لزوجته نفرتاري التي تشرق الشمس من أجلها».  

 

اقرأ حكاية أخرى| «ع واحدة ونص» بالفرعوني.. راقصات في حضرة الإله «بِس»

 

قصة حب القزم «سنب» وزوجته كانت واحدة من أشهر القصص في التاريخ المصري القديم، رغم أنها بجسد عادي إلا أنها قبلت الزواج منه، ويظهر السعادة من خلال الابتسامة الجميلة على التمثال الموجود بالمتحف المصري لهما.

 

وأعطت التماثيل المصرية تجسيد حقيقي لكيفية الحب لدى هذه الحضارة، مثل تماثيل «أمنحوتب وتي»، و«رع حتب ونفرت»، و«منكاورع وزوجته»، والعديد من التماثيل التي تظهر علاقة الحب والمودة بين الرجل والأنثى.

 

وقدماء المصريين خير من صوروا الحب في أسمى صوره وأقدسها، ففي صورهم ونقوشــهم يصورون الحبيبين لا ينظر أحدهما إلى وجـه الآخر كمـا ورد في نقوشهم وتماثيلهم الخالدة؛ بل يصورونهما دائما وهما ينظران معًا إلى هدف مشترك وتجلس الحبيبة أو تقف إلى يساره تعبيرا عن قربها من قلبه، وفقًا لما يؤكده كبير الأثريين الدكتور مجدي شاكر.

 

عيد الحب

 

منذ عهد قدماء المصريين، وتحديدًا في مدينة منف، كان اليوم الأول من الشهر الرابع من كل عام، مناسبة لاحتفال الملوك سنفرو ورمسيس الثاني وملوك آخرين بعيد الحب، وصار هذا الأمر مميزًا للغاية في عهد الأسرة الثامنة عشرة.

 

اقرأ حكاية أخرى| زواج الفراعنة.. المرأة تخطب الرجل و«الشقة من حق الزوجة»

 

وبالعودة إلى قصة الملك خفرع وزوجته، فتتجلى أروع نماذج حبي الإنسان المصري القديم لزوجته، إذ كانا يتناجيان  بالشعر، ثم شهيدة الحب أيزادورا التي استلهم منها عميد الأدب العربي طه حسين فليم دعاء الكروان.

 

وكانت العادة في الأعياد أن تقدم الحبيبة باقة من زهور اللوتس الزرقاء والبيضاء، ووضع إحدى هذه الزهور على جبهتها، ثم تعزف له على آلة موسيقية أو تقيم حفلا موسيقيا تعزم فيه الأهل والأصدقاء.

 

وفي عام 1916، عُثِر على أوراق بردي تعود للأسرة الرابعة من الدولة المصرية القديمة، فيها تفصيلات عن «عيد بس»، والذي كان مخصصًا لتزويج الفتيات اللاتي تقدم بهن العمر دون زواج، فكانت بادرة من حاكم الإقليم بإقامة مهرجان شعبي للفرح والسرور، وأيضا كان يقدم فيه هدية لكل من يتزوج واحدة من تلك الفتيات، وذلك بحصة من فوائض الإنتاج الزراعي للمدينة.

 

كلمات بثقل الذهب

 

ولعل من أهم ما كُتب عن الغزل والحب: «حبيبتي ليس لها ثاني هي أجمل الجميع.. تشبه نجمة الصباح عند شروقها مع مطلع عام سعيد.. ساحرة هي نظرات عينيها.. رقيقة هي كلمات شفتيها.. نبيلة هي في مظهرها عندما تسير على الأرض، إنها تأسر قلبي بجمالها»

 

اقرأ حكاية أخرى| أجمل نساء الأرض.. أسرار الفرعونيات مع «الكُحل والروج»

 

وعبر المحبوب الفرعوني عن حبه قائلا في إحدى البرديات:

 

أنت الأجمل بين النساء ليس كمثلك أحد

أنت النجم المشرق في مطلع سـنة جديدة

أنت زخات الـماء  في يوم الفيـضان

أما أنا فغـارق لرأسي تحت أمواج الحب

ثغرك برعم زهرة نهدك ثمرة تين

جبينك طوق من عاج أما أنا فإوزة برية

سقطت راضية في شـــرك الحب

حبك في قلبي كبوصة في أحضان الريح

يقتلعها ويطير بها كيفما شاء من بستان إلى بستان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة