ريم يحيى لم تستلم لـ الشلل الدماغي
ريم يحيى لم تستلم لـ الشلل الدماغي


حكايات| رحلة «ريم» وأحلامها.. بدأت مع «الشلل الدماغي» والآن في مرحلة الدكتوراه   

أسامة الشريف- أمنية فرحات

السبت، 16 فبراير 2019 - 08:45 م

بعد لحظات من ولادتها، حدث خطأ رسم مصير ريم يحيى، إذ تسبب في إصابتها بشلل دماغي سيكمل معها باقي العمر، لتجئ الطفلة الصغيرة إلى الدنيا وتحمل معها يحسبه كثيرون إعاقة، ولكن في الحقيقة دافع لتحقيق الذات.


لم تمنع تلك هذه الإصابة «ريم» من أن تقابل كل من تراه بوجه بشوش وابتسامة أمل، رُسمت على تلك الملامح المصرية الشابة، التي أرادت أن تخلق لنفسها، عالم آخر عنوانه التحدي والإصرار.

 

«ريم يحيى» اليوم فتاة في العشرينات من عمرها، حققت معادلة صعبة تحدت بها ظروف مرضها لتصبح دكتورة جامعية تحمل ماجستير في الصحافة والإعلام.

 

بداية متعثرة

تقول ريم: وجد أهلي صعوبة بالغة في دخولي المدرسة، لأن كل المدارس كانت ترفض وجودي، سواء كانت خاصة أو حكومية أو أزهرية، معللين ذلك أن شكلي سيكون «ملفتا للنظر» وسط الطلبة، مما يضطرهم ترك الدراسة والتركيز معي وإضاعة وقتهم.
 

ومن هنا قرر الأهل أن تستكمل بنتهم دراستها بنظام «التعليم المنزلي» وألتحق بأحد المدارس الحكومية،  وأذهب لأداء الامتحان وبالفعل تخطيت هذه المرحلة وتفوقت في كل مراحل الدراسة.

 

 

أصعب مرحلة
 

تضيف الدكتورة ريم: «بعد ذلك بدأت رحلتي مع المجتمع، وجاءت المرحلة الأكثر صعوبة بالنسبة لي، التحقت بكلية البنات جامعة عين شمس  قسم (علم نفس) القسم الذي كنت احلم إن التحق به، لكي أفتح عيادة نفسية لحل المشاكل النفسية للناس، ولكن حدث عكس ما أتمنى وكانت الصدمة الأولى لي "عند دخولي المدرج قالت لي الدكتورة (أنتى إيه اللى جابك هنا)». 

 

قررت ريم أن تترك الجامعة وتكتفي بالتعليم الذي وصلت له، لكن والدتها لم توافق بهذا الوضع وأصرت أن استكمال دراستها ، وبالفعل التحقت بقسم آخر، وتخرجت من الجامعة الثانية على دفعتي.

وتروي قائلة: «بعد ذلك بدأت رحلة الماجستير في الدراما التليفزيونية وحصلت عليها بتقدير عام امتياز، وأثناء تحضير رسالة الماجستير، عملت بالتدريس في إحدى الجامعات لمدة 4 سنوات تحت مسمى الانتداب بدون أجر، واستطعت بذلك أن أثبت وجودي واكسر الحاجز النفسي من خلال تعاملي مع الطلبة وحبهم لي، عملت أيضا معدة برامج لمدة عامان في أكثر من  محطة إذاعية».

 

عملت «ريم» أيضا بإحدى الجمعيات الخيرية المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة، وتقدمت لأكثر من وظيفة ولكن تم رفضها وبدون أسباب إلا إنها من ذوي الإعاقة.
وتحكي عن موقف أثر بها كثيرا قائلة: «هناك موقف لن أنساه عندما تقدمت لوظيفة في أحد البنوك الخاصة، وللأسف كنت مستعينة بواسطة لأن كل الأبواب أغلقت في وجهي ومريت بكل المراحل في الاختبارات ونجحت بها وبالفعل تم إبلاغي بالقبول ولكن بعد ذلك تم مخاطبتي من إحدى المسئولات في البنك وقالت لي (إنت شايفة نفسك هتفيدي المكان)».

 

منصة على فيسبوك
 

لجأت ريم بعد العقبات التي واجهتها لعمل فيديوهات خاصة به على صفحتها الشخصية بـ «فيسبوك» كان أولها عام 2015، وتحدثت فيه عن المشاكل التي يتعرض لها ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وتعمدت أن تكون فيديوهات مهمة لكل الناس وليس لذوى الإعاقة فقط، وتقول: «أردت أن أطرح من خلالها مواضيع تهم الكثير من الناس وتبعث طاقة إيجابية  للجميع، ومن خلال هذه الفيديوهات قررت أن أعمل ما أحبه على صفحتي الخاصة وقررت عمل برنامج بعنوان (مع ريم)، أستضيف فيه أصحابي نناقش فيه موضوعات مختلفة عن الصداقة والأمانة والتطوع» . 

 

أحلام ريم
 

 

«أتمنى أن أصبح دكتورة في الجامعة بشكل رسمي، وليس مجرد تدريب فقط، وأن يكون لدي برنامج على إحدى القنوات الفضائية خفيف يبث الطاقة الايجابية يفيد أكبر عدد من الناس»، ريم متحدثة عن أحلامها.

 

 

وتختتم ريم حديثها: «رسالتي لكل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة ما تسكتش عن حقك في مواصلات عامة حقك في تعليم في تأمين صحي في مرحلة طفولة تعيشها ، أوعى تسكت عن حقك ، متسمحش لثقافة المجتمع أن تفرض نفسها عليك أفرض أنت طريقة تغكيرك على المجتمع اعرف انك مش ناقص اعرف انك ليك دور في المجتمع ربنا ما بيخلقش حد ملوش دور أوعى تستسلم لأى ظروف».
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة