صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


قصص وعبر| مأساة الأختين «عاطف ولطفي»

علاء عبدالعظيم

الأحد، 17 فبراير 2019 - 06:51 م

 

أظلمت حياة الزوجة ظلاما عجيبا، وكأنما غطى وجهها ستارة سوداء كثيفة فلم تعد ترى حتى بصيص الأمل، وكانت كلمات زوجها التي تخرج من بين ثنايا فمه أقسى من ضربات الفأس تجرف حياتها معها، وتبعث في نفسها القشعريرة تنساب على إثرها الدموع كالأمطار، فلم يكن زوجها يومًا ما مباليًا بمشاعرها وآدميتها، حتى فاض بها الكيل فلم تستطيع أن تحتمل أكثر من ذلك لينفجر بركانها معلنًا عن قضية تطلب فيها الطلاق.


فاتخذت القرار وتوجهت إلى محكمة الأسرة للهروب من جحيم الحياة معه، وللحفاظ على ابنتيها الصغيرتين واللاتي تعيشان مأساة بسبب تصرفات أبيهما الذي يحمل بين ضلعيه حجر صوان وتجرد من كل مشاعر الأبوة والحنان.


وبخطوات وئيدة كخطوات السلحفاة سارت الزوجة وهي تحمل رضيعتها ابنة الـ ١٥ يوما بينما تمسك طفلتيها الصغيرتين ذيل عباءتها تعلو وجهيهما مسحة حزن دفين، وبصوت متحشرج مخنوق قالت: لقد تزوجت منذ ٧ سنوات اعتقدت يومها أن الدنيا فتحت ذراعيها لي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فبعد أن أنجبت أول مولودة فوجئت بزوجي يخلع نقاب الطيبة والحب، وحول حياتي معه إلى جحيم، بسبب عدم إنجابي لذكر يحمل اسمه ويرثه من بعده، تحاملت على نفسي الكثير من سوء معاملته لي ولطفلتي، ومعايرتي بأنني لا أنجب إلا الإناث خاصة بعد أن أنجبت الطفلة الثانية.


وتحولت حياه بناتي إلي جحيم فأخذ والدهما يعاملهما بقسوة وحدة ويعاقبهما بالضرب على أتفه الأسباب، كما أنه كان يرفض عدم شراء أي ملابس أو احتياجات لهما، وكانت الطامة الكبرى حيث تعمد أن ينادي على إحداهما بـ «عاطف» والأخرى بـ «لطفي» دون ذكر اسمهما الحقيقي مما أصابهما بحالة نفسية.


وسكتت الزوجة لبرهة تحاول أن تحبس دموعها التي فاضت علي خدودها، قائلة: ليس ذلك فحسب بل رفض نسب رضيعتي ابنة الـ ١٥ يوما، ورفض استخراج شهادة ميلاد لها، وهددني بالزواج من أخرى كي تنجب له الولد.


وانهمرت الزوجة في بكاء شديد لتطلب من أعضاء مكتب تسوية المنازعات مساعدتها في أن تحصل على الطلاق منه مع الاحتفاظ بحقوق بناتها للهروب من جحيم أب يعيش منذ أيام الجاهلية ولا يعلم أن الله سبحانه وتعالى قال في كاتبه العزيز «يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة