أعلام جبل طارق وإسبانيا وبريطانيا
أعلام جبل طارق وإسبانيا وبريطانيا


عراقيل «البريكست».. جبل طارق أزمة بريطانيا المتجددة مع إسبانيا

أحمد نزيه

الإثنين، 18 فبراير 2019 - 09:03 م

 

في وقتٍ تمضي فيه بريطانيا نحو إيجاد حلٍ لتوقيع اتفاقٍ مع أوروبا بشأن مستقبل العلاقات بين لندن وبروكسل بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتسوية الأمور العالقة بينهما، طرأت على السطح أزمةً جديدةً تتعلق بجبل طارق المتنازع عليها بين بريطانيا وإسبانيا.

حكومة جبل طارق قالت إن سفينة حربية إسبانية حاولت توجيه أوامر لسفن تجارية بمغادرة مراسيها في المياه البريطانية قرب المنطقة أمس الأحد، لكن البحرية البريطانية تصدت للسفينة التي أبحرت مبتعدة بعد ذلك.

خطوةٌ إسبانيةٌ في وقتٍ حساسٍ لبريطانيا تسعى خلاله رئيسة الوزراء تيريزا ماي للملمة أوراقها والعبور نحو بر الآمان، قبل الموعد النهائي لخروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في التاسع والعشرين من مارس المقبل، لكن إسبانيا بدت الآن أنها بعثرت أوراق رئيسة الوزراء البريطانية من جديدٍ.

وجراء ذلك، قال وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون اليوم الاثنين 18 فبراير، أمام مجلس العموم البريطاني (البرلمان) إن بلاده ستدافع دومًا عن مصالحها السيادية، والمصالح الوطنية لبريطانيا.

وكادت إسبانيا أن تجهز في نوفمبر الماضي اتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل أن يفعلها البرلمان البريطاني بعد ذلك في يناير المنصرم، لولا تقديم تيريزا ماي تطميناتٍ كافيةٍ لمدريد بشأن مستقبل شبه الجزيرة لتسهيل عملية إبرام اتفاق "البريكست".

أصل الخلاف

وتعود الخلافات على جبل طارق بين بريطانيا وإسبانيا من زمن حرب خلافة العرش الإسباني، التي كانت مطلع القرن الثامن عشر، فقد اندلعت حرب خلافة العرش الإسباني عام 1701، والتي استمرت لعام 1714، ولم تضع تلك الحرب أوزارها إلا بعد توقيع معاهدة أوتريخت عام 1713.

وعلى ضوء المعاهدة، سقطت جبل طارق في قبضة بريطانيا، لتتحول من التاج الإسباني إلى التاج البريطاني، بشكلٍ دائمٍ، وذلك رغم محاولات إسبانيا الفاشلة فيما بعد لاستعادة السيطرة على المنطقة.

وكانت جبل طارق في قبضة إسبانيا بعد انقضاء الحكم الإسلامي على الأندلس عام 1492، فانتقلت تبعيتها من الخلافة الإسلامية إلى الملكية الإسبانية حينها.

واستمرت جبل طارق مستعمرة بريطانية حتى عام 1981، وبعد ذلك أنهت بريطانيا فرض الحكم المباشر على المنطقة، لتطالب إسبانيا وقتها بحق السيادة على جبل طارق بعد أن تخلت عنها لبريطانيا، مستشهدًا ببنود معاهدة أوتريخت عام 1713.

لكن بريطانيا تقول إن فقط منحت جبل طارق الحكم الذاتي، ولم تنهي تبعيتها للندن بصورةٍ كاملةٍ، وهو ما لا يزال نقطة خلاف بين بريطانيا وإسبانيا، وجرت مفاوضات بين الجانبين حول تنازل بريطانيا عن جبل طارق لصالح إسبانيا، بيد أن السكان المحليين لجبل طارق أجهزوا تلك المساعي بإصرارهم على التبعية لبريطانيا.

وتجدر الإشارة إلى أن جبل طارق تحظى بعضوية الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973، بناءً على الاتفاقية البريطانية، لكنها لا تحظى بأي اعترافٍ من الأمم المتحدة إلى غاية الآن.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة