صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


العائدون من داعش| بضغط أمريكي...الإرهاب على أعتاب أوروبا 

آية سمير

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 - 02:09 م

 

بعد أن خسرت «داعش» معظم معاقلها في مدن الصراع، وتحطمت محاولاتها بإقامة دولة إرهابية، دخلت أوروبا في جدال من نوع آخر، خاصة مع المطالبة الأمريكية لعدد من دول أوروبا باستقبال ما يقرب من 800 إرهابي ومحاكمتهم في بلادهم الأصلية..لتجد القارة الأوروبية نفسها أمام خيارات صعبة..فإما السماح للإرهاب بالدخول حاملاً جواز سفر، أو التخلي عن مواطنين تبدي بعض المؤسسات الحقوقية تعاطفًا معهم.


بعض الدول -وتحديدًا ألمانيا-، أشارت من خلال تصريحات مسئوليها إلى أن المواطنين لا يمكن منعهم من العودة لبلادهم، ولفتت إلى أن الحالات سيتم دراستها بشكل فردي، على أن يواجه كل شخص عواقب أفعاله، بينما قررت دول أخرى بكل حسم أنها لن تسمح بذلك، ولن تدع «الدواعش» يدخلوا إليها.


أعداد العائدين والمقدرة بـ«المئات» تترك كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا في حيرة من أمرهم بينما ينتظر «الإرهاب» الإذن..للسماح له بالدخول.
ففي تصريحات سابقة، الاثنين 18 نوفمبر، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية على حق المواطنين الألمان الذين قاتلوا مع تنظيم «داعش» في سوريا في العودة للبلاد.


وتابع قائلا: «كل المواطنين الألمان ومن بينهم من يشتبه في ارتباطهم بالتنظيم لهم حق أصيل في الرجوع إلى ألمانيا».

وخلال مؤتمر صحفي، صرح كبير المتحدثين باسم الحكومة الألمانية بأن برلين تجري مشاورات عن كثب مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فيما يتعلق بالمواطنين الأوروبيين هناك.


على النقيض يُظهر الموقف الفرنسي رفضًا قاطعًا أمام فكرة عودة الدواعش إلى البلاد، حيث أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، الاثنين 18 فبراير، أن بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي. مشيرة على أن ذلك يأتي بناء على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حلفاء أوروبيين استعادة مئات من مقاتلي «داعش» من سوريا، وأنها ستعيد المقاتلين على أساس مبدأ «كل حالة على حدة».


وقالت بيلوبيه في تصريحات إعلامية: «هناك وضع جيوسياسي جديد في ظل الانسحاب الأمريكي.. ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي.. لن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب ترامب».


وتقضي سياسة الحكومة الفرنسية برفض استعادة المقاتلين وزوجاتهم، ووصفهم وزير الخارجية جان إيف لو دريان بـ«أعداء» الأمة الذين يجب أن يمثلوا أمام العدالة سواء في سوريا أو العراق، لكن وزير الداخلية كريستوف كاستانير أعلن في أواخر يناير أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا أجبر فرنسا على الاستعداد لعودة عشرات المتشددين الفرنسيين. وتحاول باريس بالفعل إعادة القصّر على أساس مبدأ كل حالة على حدة.


في بريطانيا..الموقف أكثر تعقيدًا


في بريطانيا يبدو الوضع أكثر تعقيدًا، خاصة مع تعاطف عدد من المنظمات الحقوقية مع حالة «شاميما بيجوم»، وهي فتاة بريطانية قررت منذ أربعة سنوات السفر إلى سوريا والانضمام لداعش.


وهناك تزوجت بيجوم من أحد الجهاديين – هولندي الجنسية-، وبينما سلّم الزوج نفسه لقوات سوريا الديمقراطية، تم نقل "بيجوم" لمخيم الهول للاجئين السوريين.


طالبت بيجوم بعد فترة بالعودة إلى بلدها –بريطانيا- لكي تتمكن من تربية طفلها القادم هناك. تسببت هذه القضية في حالة كبيرة من الجدل، ولقبتها وسائل الإعلام البريطانية بـ«عروس داعش».


وفي حوار أجرته معها صحيفة التايمز البريطانية، قالت بيجوم الحامل بشهرها التاسع: «أريد طفلي معي في بريطانيا، لكني أخشى أن تتخذ السلطات هناك تدابير قانونية لانتزاع الطفل مني». مشيرة لمخاوفها من أن توجه لها السلطات البريطانية  اتهامات تتعلق بالإرهاب بمجرد عودتها، لذلك فهي قلقه للغاية من اتخاذ السلطات البريطانية قرارا بنزع طفلها منها.


وتقول بيجوم: «لقد تعلمت الكثير.. ولم أعد الفتاة الساذجة التي تبلغ من العمر 15 عاماً التي غادرت بريطانيا في 2015».


ترامب يحذر..ويهدد


يأتي كل هذا نتيجة للقرار الذي اتخذه ترامب بالانسحاب من سوريا، بعدما قال أنه حقق نصرًا بنسبة 100% على داعش.. وهو الأمر الذي أحدث اضطرابات داخل صفوف الإدارة الأمريكية نفسها.


وفي تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، 16 فبراير، طالب ترامب كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا باستعادة ما يقرب من 800 مقاتل داعشي تم القبض عليهم في سوريا لمحاكمتهم في بلادهم، موضحًا أن البديل لن يكون جيد، حيث ستضطر واشنطن لإطلاق سراحهم، وهو ليس خيارًا جيد، خاصة وأنهم بحسب وصف الرئيس الأمريكي «مازالوا قدرين على فعل الكثير».. تاركًا «حلفاءه الأوروبيين» - كما اعتاد وصفهم-، في حيرة من أمرهم.
 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة