الحفر تملأ الشوارع
الحفر تملأ الشوارع


«الصيانة».. فريضة غائبة عن المصريين| الإهمال يقضى على «سكة السلامة» !

عبد الجليل محمد- دعاء سامي

الثلاثاء، 19 فبراير 2019 - 10:53 م

للأسف الشديد في الوقت الذي تحاول في الدولة عمل شبكة طرق جديدة تخدم محاور التنمية في مصر، نجد أن هناك بعض الطرق القديمة والكباري القائمة أصبحت «مصيدة» للأرواح والسيارات معاً، فى ظل غياب أعمال الصيانة اللازمة لها، وانتشار المطبات العشوائية فوقها، مما يكون سبباً في وقوع العديد من الحوادث، أو تعطل حركة السير عليها.

 

حيث إن الإحصائيات والدراسات الرسمية وغير الرسمية تشير إلى أن أحد أهم أسباب زيادة حوادث الطرق هو سوء حالة الطرق وعدم الالتزام بعمل الصيانات اللازمة لها، الأمر الذي يكبد الدولة خسائر في الأرواح وخسائر مادية أيضا.

 

«الكوبري» هو الذي يفصل هذين العالمين المختلفين فمن فوقه تسير تلك السيارات الفارهة كل حيث مسعاه ومن أسفله ذلك العالم السري الذي يتجمع فيه «الغلابة».. إذا تحدثنا عن العالم الأول سنجده عبارة عن مجموعة من الحوادث والأزمات المتكررة والتي يسفر عنه يوميًا السماع عن العشرات من الوفيات ويكشف لنا عن الإهمال المنتشر بالكباري في القاهرة الكبرى والمحافظات.

 

غياب وإعادة ترميم غائبة، حين تنظر إلى بعض الكباري يتسلل الخوف إلى قلبك بسبب الموت المحقق الذي تراه فالمفصلات الموجودة عليه عفّى عليها الزمن فتخيل ماذا يحدث إذا كنت في دقيقة ما على أحد تلك الكباري تعبر من وجهة إلى أخرى وحدث به تصدع أو انهيار، من سيكون المتسبب في تلك الكارثة ؟.. فضلًا عن عوامل التآكل والتعرية والعوامل البشرية التي تُعد أحد أهم الأسباب في إلحاق الضرر بالكباري والطرق فمثلًا الحمولات الزائدة لسيارات النقل التي لا يراعى سائقوها أنها تؤذى الكباري وتتسبب في اتساع الفواصل والمطبات، وقد تؤدى فى بعض الأحيان إلى وقوع انهيارات لأجسام الكباري ناهيك عن التشققات والنقر والحفر التي تتفاجأ بها كل مسافة عند السير والتقدم أكثر والأسوار التى تآكلت أو غير موجودة بالأساس، مما يدق ناقوس الخطر لدى المواطنين ويعرضهم للموت كل ثانية.

 

بدأت جولتنا لرصد المآسي التي تعانى منها الكباري بـ15 مايو أحد أهم الكباري الذي يربط ما بين القاهرة والجيزة فمنذ اللحظة التي تصعد فيها بسيارتك الفارهة على جسم الكوبري ذهابا وعودة تتفاجأ في أول لحظة وكأنك عدت طفلا صغيرا تلهو وتلعب « بالمراجيح « ولكن الحقيقة ليست هكذا إنما هي تلك المفصلات الخاصة بالكوبري التي أكلها الصدأ وضاعت ملامحها وسط أمواج الانهيار بسبب تأخر الصيانة بل واختفاؤها تماما لأهم كوبري يربط بين القاهرة والجيزة.

 

وفى طريقك للعودة من خلال كوبري 15 مايو متجها إلى أحد أحياء القاهرة ستضطرك الظروف في بعض الأحيان إلى صعود كوبري أكتوبر ذلك الذي لولاه لظللنا في أزمة مرورية لا نعرف عقباها.. في اللحظة التي تصعد فيها إليه ستجد كل ما « لذ وطاب « من أشكال المطبات العشوائية والحفر التي تؤدى إلى وقوع عشرات الحوادث ومعها ضحايا لا حصر لهم وبشكل يكاد يكون يوميا ليلا ونهارا نجد زحاما مروريا عليه بسبب الحوادث المتكررة لاختفاء الصيانة لمفصلات الكوبري.

 

لم يقف الإهمال عند ذلك الحد بل تجد أيضًا الطرق بها الكثير من الحفر والتكسير، بالإضافة إلى الشقوق التي تتفاجأ بكثرتها ولا تعرف سببها هل هو إهمال من الشركات المسئولة عن الصيانة أم هو إهمال من المواطنين أنفسهم؟.. كل ما تعرفه أن الإهمال والتجاهل سيطر عليها لدرجة تجعلك تشفق عليها، إلى جانب أعمدة الإنارة التى تساعد السائقين على سهولة التنقل ليلًا تجدها لا تعمل أو أسلاكها مكشوفة ولا تستعجب إذا رأيت كابلاتها مسروقة فلا يوجد رقابة عليها أو حتى صيانة دورية تكشف عن تلك المشاكل التى تؤثر على العمر الافتراضى للطرق، فتجعلها تنتظر الإغاثة، ويبقى السؤال هل ستجد الكبارى والطرق من ينقذها من تلك المأساة أم ستبقى على ذلك الحال؟.

 

ففى شارع جامعة الدول العربية أحد أهم شوارع القاهره الكبرى بمجرد أن تطأ فيه بسيارتك أو ماشيا على قدميك تقف أمام شقوق كثيرة على جانبى الطريق وفى منتصفه ويصاحبها ردم متراكم أيضا على الجانبين لا بل تصل إلى حد انتشاره على الطريق نفسه، تلال القمامة ومخلفات البناء تحتل بدايته من أمام ميدان سفنكس، مع كل خطوة تجد الكثير من الحفر والنقر وتتمنى أن تتخطى ذلك الطريق فتجد السيارات تهتز أمامك وكأنك فى « مدينة ملاهى « فضلًا عن تعريض حياة المواطنين للخطر بشكل مستمر، صيانة غائبة أو غير موجودة من الأساس، هذا هو حال شارع جامعة الدول العربية ومعه كثير من الطرق فى مصر فلا نكاد نسمع عن حادثة إلا وتلتها حادثة مأساوية أكثر بسبب تردى حالها.

 

ومع كل دقيقة نمر بها فى تلك الطرق المتشابه حالها مع « جامعة الدول العربية « نجد القمامة مترامية على طرفى الطريق والتكسير منتشر فى كل شبر من الأسفلت، وعند حل أحد مشاكل المرافق مثل الصرف الصحى تبقى حالة الطريق كما هى يسيطر عليها الحفر والنقر ولا يتم وضع الطبقة الأسفلتية مرة آخرى لإعادة الطريق إلى رونقه.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة