الأربعاء، 20 فبراير 2019 - 12:46 ص

"المحتاج المتعفف مسؤولية الجميع" بداية أطلقها السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لعام 2019 "حياة كريمة" وناشد كافة أجهزة الدولة بالتعاون والنظر فى حل المشكلات للمواطنين والأماكن الأكثر فقراً، لكى يصل الدعم لمستحقية ونساهم بشكل فعال بالدفع فى عجلة التنمية البشرية.

الفقر والجهل والمرض.. مثلث يحيط بالقرى الأكثر فقرا منذ عقود، فى تلك القرى تختلط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى، والمنازل بالمقابر، والآمال بالآلام، وتصطدم أحلام الأهالى فى عيش كريم يؤمن حياتهم ويحقق الاستقرار لهم ولأولادهم بصخرة واقع مؤلم ينزل بإنسانيتهم وآدميتهم من أسمى الدرجات إلى أدنى الدركات، قامت بوابة أخبار اليوم بعمل معايشة ميدانية داخل إحدى القرى الأكثر فقراً بمحافظة الجيزة بناء على تقرير نشرته وزارة التضامن الاجتماعي، تحديداً بقرية كفر حلاوة إحدى القرى التابعة لمركز أطفيح في محافظة الجيزة ،الذى بلغ إجمالي السكان  5712 نسمة، منهم 2904 رجل و2808 امرأة ، ونقلت معاناة الأهالى وشكاواهم وآلامهم وطموحاتهم، لعلهم يجدون صدى من المسؤولين يحقق لهم مآربهم، ويعيد قراهم إلى الحياة من جديد.

عاشت بوابة أخبار اليوم حكايات لسيدات قاومنا الفقر بالعفة والكرامة لأجل أولادهن بعد رحيل الأب وغياب المجتمع عنهن:

أم محمود  .. جهاز بناتى قسط 

قابلنا السيدة أم محمود فى العقد الرابع من عمرها تعيش بكفر حلاوة داخل حجرة واحدة حائطها يكاد يكون منهار مطبخها عبارة عن "باجور وحلة "، سقف بيتها عبارة عن أخشاب لحمايتهم من الأمطار، توفى زوجها منذ 15 عام وترك لها ارثاً كبيراً من الاولاد "3 بنات وولدين"، نجحت رغم شدة فقرها فى زواج أثنين من بناتها وتجهيزهم.

قالت أم محمود لبوابة أخبار اليوم الحمد لله على كل شىء، بعد وفاة زوجى تحملت مسئولية أولادى علمتهم كلهم بالمدارس، ونجحت فى زواج بنتين وجهزتهم على أد الإيد بمساعدة أهل البلد قسط طبعاً، ومحمود الكبير فى الجيش بيخدم بلده ونفسى أجوزه قبل ماموت والصغير بيدرس فى الثانوية، مؤكدة بأنها قامت بتجهيز بناتها عند الزواج بشراء "غسالة وبوتجاز وثلاجة"، وعندما اشعر بالمرض لا اذهب للدكتور توفيراً للمعيشة وسد رغبات أولادى الصغار.

الست ستوتة .."الوزة ماتت"
عند دخولك منزل ستوتة ترى ابتسامه حزينة وهى تقول "مش عارفة أقول ايه.. الحمد لله اننا عايشين" توفى زوجى منذ أكثر من 10 سنوات وترك لى أولادى فى رقبتي"، فنرى وسط الحجرة "وزة ميته" كانت مصدر رزقها، لأنها تقوم بتربية الطيور ليس للغذاء بل لتكون مصدر دخل للأسرة ، وفى حزن شديد بضيق الحال قالت "ربتها 3 شهور عشان ابيعها وناكل بفلوسها ملناش نصيب فيها الحمد لله".

أم أشرف "جوزت 7 من اولادى"
سيدة فى 60 من عمرها أم لـــ 7 أبناء ، يرقد زوجها عاجزاً عن الحركة من شدة المرض لأكثر من 18 سنة ، تسكن داخل حجرة سقفها عبارة عن اخشاب ، تقوم ببيع "الفشار واللب" لكسب رزقها ، من الوهلة الأولى تراها ضعيفة الجسم عجوز القوام ولكن بداخلها اصرار على الوقوف أمام الفقر وعدم التخلى عن مسئوليتها اتجاه اولادها وزوجها المريض.

تقول أم أشرف الحمد لله إحنا أحسن من غيرنا بكتير، نجحت وقمت بزواج أولادى الـ7 وقدرت افتح لكل واحد بيت رغم ضيق الحال، زوجى مريض لأكثر من 18 سنة وتكاليف العلاج كبيرة علينا جداً، تحملت المسئولية وقدرت أقف على رجلى وقمت ببيع "الفشار واللب" وولاد الحلال بيساعدونى وانا بساعد أولادى على قد مقدر، مؤكدة أم أشرف بأنها تعانى سقوط الأمطار فوق سقف منزلها وشدة البرد بالشتاء "بنغرق من المطر" على حد تعبيرها.

الست هدى "عيالي والمدارس"
تراها شابه فى 35 عام ، زوجها مريض لا يستطيع الحركة وعندها من الابناء 4 أطفال جميعهم بالمراحل التعليمية ، تعيش داخل حجرتين لكن دون سقف تقريباً ، قالت الست هدى أهم حاجة عندى أولادى نفسى اخليهم حاجة كويسة عشان كده دخلتهم كلهم المدارس الحكومية.

الفقر في مصر

 تقول الأرقام الرسمية إن نسبة الفقر فى مصر 27.7%، وإن محافظات الصعيد هى الأكثر فقرا داخل الدولة بنسبة تفوق 50%، وإن أسيوط هى أفقر المحافظات، حيث تصل نسبة الفقر فيها ٦٦%، تليها سوهاج وقنا والمنيا وأسوان وفق أرقام جهاز التعبئة والإحصاء، حيث عملت الحكومة على دعم أعمال البنية الأساسية حيث بلغت نسبة التنفيذ 91% في قرى محافظات الجيزة والقليوبية والمنوفية والفيوم وبنى سويف والمنيا ، وجار التركيز على دعم أعمال البنية الأساسية في هذه القرى في مجالات مياه الشرب والصرف الصحى وإنارة الشوارع وتمهيد الطرق وتحسين الخدمات التعليمية والصحة والشبابية وتوفير فرص عمل ليشعر أهالي هذه القرى بالرضا عن الخدمات المقدمة اليهم وتحقيق العدالة الاجتماعية.